تتطرق مقالتي الثانية ضمن سلسلة “التأقلم مع المرض – كيف تستطيع مساعدة نفسك؟” إلى موضوع العوامل الجسدية المؤثّرة على الصحة الجسدية والنفسية.
بغية الحفاظ على مستوى جيّد من التفكير الإيجابي، يحتاج الجسم لأن يكون مرتاحاً. والسبيل لذلك هو التغذية السليمة، وممارسة التمارين الرياضية والنوم. يمكن الإسهاب في الحديث عن كلّ من هذه العوامل، إلا أنني سأحاول الاختصار قدر الإمكان.
التغذية لا تهمّ كمية الطعام التي تتناولونها، بل نوعيتها، لذا، أكثروا من الأطعمة الغنية بالمغذّيات والمصنّفة عضوية. قد تؤدي الآثار السلبية للعلاج إلى دفعكم للامتناع عن تناول الطعام. لذا، ننصحكم بتناول الكثير من الأطعمة المغذّية بكميات صغيرة. فعلى سبيل المثال، يمكنكم إعداد حساء الدجاج وإضافة الكثير من الخضار إليه. إطحنوا الحساء وتناولوا نحو ٥٠ ملليلتر منه كل ساعة تقريباً. بهذه الطريقة ستحافظون على السوائل في جسمكم وتتناولون طعاماً مليئاً بالمغذيات. تفنّنوا في ابتكار وصفات طعام صحية وسهلة التحضير.
التمارين الرياضية
ما من حاجة للقيام بتمارين رياضية صعبة، إذ يمكنك الاكتفاء بنزهة قصيرة سيراً على الأقدام. خصّصوا وقتاً خلال النهار للذهاب في نزهة قصيرة. إبدأوا بالسير ببطء ولفترة زمنية قصيرة. يمكنكم تسريع الوتيرة والفترة تدريجياً، وتغييرهما بحسب شعوركما أثناء السير. اختاروا السير في الطبيعة، في حديقة عامة أو حديقة منزلية، أو في شارع تحيط به الأشجار والأزهار. إن كنتم في العمل، حاولوا السير في المكتب لمدة خمس دقائق على عدّة مراحل. من المهمّ جداً ألا تستسلموا أثناء السير لأفكار سلبية أو مقلقة. وبهدف القيام بذلك يمكنكم الإصغاء إلى الأغاني، أو التخطيط لنشاط مسلٍّ، أو التركيز على الجمال المحيط بكم. وفيما تجتاح الأفكار السلبية فكركم، لا تغضّوا النظر عنها، بل قولوا لأنفسكم: “سأخصص الوقت فيما بعد للتفكير بهذه المسألة، أما الآن، فسأستمتع بالاستراحة”.
ويمكنكم أيضاً السير وفق نمط معيّن تردّدونه في رأسكم، واحد – اثنان، أو يمين- يسار. قد تبدو هذه الفكرة ساذجة، إلا أنها تجدي نفعاً للتخلص من الأفكار السلبية. أما إن كان يصعب عليكم الخروج من المنزل، فسيروا داخل المنزل، ولكن من دون التفكير بالأعمال المنزلية الواجب القيام بها. ويمكنكم أيضاً التنزّه برفقة فرد من أفراد العائلة.
يستلزم التنعّم بليلة نوم هادئة ومريحة وضع روتين خاص. حاولوا أن تناموا كلّ يوم في الوقت عينه وتستيقظوا في الصباح في الوقت عينه أيضاً، حتى ولو تأخرتم لتغفوا. فإن كرّرتم هذا الروتين، ستبدأون بالشعور بالنعاس في الوقت المحدّد.
اعتمدوا روتيناً معيناً للساعات القليلة التي تسبق موعد خلودكم للنوم. فعلى سبيل المثال، إن قرّرتم أن تناموا عند الساعة العاشرة من كل مساء، اعتمدوا روتيناً معيناً قبل ساعتين من موعد خلودكم للنوم: تناولوا العشاء، رتبوا المطبخ، استحموا، مارسوا بعض تمارين الاسترخاء البسيطة (سنشاركها معكم في مقالة لاحقة) واخلدوا للنوم. طالعوا لبعض الوقت واستسلموا للنوم. إن لم تشعروا بالنعاس، إبقوا في السرير وفكّروا بأمور
مفرحة. لا تنخرطوا في أفكار سلبية مثل: “إن لم أحظ بقسط وافر من النوم، سأكون متعبة جداً غداً”. إذ يمكنكم إيجاد الوقت للاستراحة في اليوم التالي.