مواد كيميائية سامة، تفادوا استخدامها في منازلكم

بقلم نور أبي فاضل

هل أصبتم يوماً بالصداع، أو شعرتم بالحكّة في عينيكم أو بالضيق في حلقكم بعد تنظيف منزلكم؟ تشتمل العديد من منتجات التنظيف المنزلية الشائعة الاستعمال على مواد كيميائية سامة لا يمتصّها جسمكم فحسب بل تؤثر سلبًا على صحتكم أيضًا. إذ يمكن للمنظفات، والمطهرات، ومعطرات الجو أن تتسبب في تهيّج العينين والأنف والجلد والحنجرة، كما يمكنها أن تتسبب بأعراض أسوأ من ذلك.

ويشتبه الخبراء في أن يكون للمواد الكيميائية الموجودة في محيطنا القريب تأثيراً على ارتفاع نسب بعض الأمراض، كالتوحّد، والسرطان، والسكري والسمنة. وغالباً ما تكون النساء الحوامل، والأطفال الصغار والشيوخ، والأشخاص ذوي مستوى المناعة المنخفض أكثر عرضة لذلك.

وتصلنا بعض المواد الكيميائية السامة، حتى قبل ولادتنا: فقد خلُصت دراسة صغيرة أجريت في العام ٢٠٠٥، إلى أن هناك أكثر من ٣٠٠ ملوّث كيميائي في دم الحبل السريّ للأطفال الحديثي الولادة.

وبالرغم من أنه من المستحيل تفادي المواد الكيميائية الصناعية، يمكننا على الأقلّ البدء بالحدّ من تعرّضنا إليها عبر اتخاذ هذه الخطوات البسيطة.

إبدأوا باستبدال هذه المواد الكيميائية التي نجدها في منازلنا ببدائل أكثر أماناً

أمونيا النُّشادر

إنّ أمونيا النُّشادر هو مادة كيميائية متطايرة، نجدها في منتجات التنظيف المنزلية بما في ذلك:

  • • منظفات الحمام، المستحضرات القابلة للاستخدام على مختلف الأسطح، ومنظفات المرحاض
  • • منظفات المصارف
  • • شمع تلميع الأرضية
  • • مواد تلميع الأثاث
  • • منظفات الفرن والفولاذ المقاوم للصدأ
  • • منظفات الزجاج / المرايا

تترك الأسطح البراقة التي تنتجها المنظفات التجارية أثرها على صحتكم. تتبخّر مادة الأمونيا بسهولة ويتمّ استنشاقها بشكل لا إرادي، ما يسبّب السعال وتهيج الأنف والحلق. ويمكن أن يؤدي التعرض لنسب عالية من الأمونيا الموجود في الهواء إلى حرق فوري للأنف والجهاز التنفسي والحنجرة ما قد يؤدي إلى ضيق تنفّس أو فشل تنفسي.

وغالباً ما يكون الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من الربو، والمسنّون الذين يعانون من مشاكل في الرئة الأكثر عرضة للخطر.

وفي حال لامس الأمونيا السائل أو المتطاير في الهواء الجلد أو العينين، فقد ينتج عن ذلك تهيج سريع للعين أو الجلد، في حين أن التعرض لتركيزات عالية قد يتسبب في حروق وإصابات شديدة.

ما السبيل للحدّ من التعرّض للتريكلوزان؟

استخدموا منتجات طبيعية لتنظيف المنزل، مثل بيكربونات الصوديوم، والزيوت الأساسية، والحامض والخل. ويمكنكم إيجاد مجموعة كبيرة من الوصفات على شبكة الانترنت.

فعلى سبيل المثال، وعوضاً عن استخدام منظفات الزجاج التجارية، امزجوا مقداراً متساوياً من الماء والخلّ وامسحوا الزجاج أو المرايا بورقة بيضاء، رقعة قماش أو جريدة. ولتنظيف الآنية الفضية، استعملوا معجون الأسنان الذي لا يحتوي على مادة التريكلوزان، وستدهشون من النتيجة. ولتنظيف المرحاض أو منح الغسيل بياضاً إضافياً، استعملوا الخلّ.

الكلورين

نجد مادة الكلورين في عدد من منتجات التنظيف المنزلي مثل:

  • المواد التي تستعمل في الجلايات الأوتوماتيكية
  • مبيّض الغسيل
  • مزيلات العفن
  • منظفات المرحاض

يمكن أن يؤدي استنشاق أبخرة الكلور إلى تهيج الرئتين وهو أمر خطير ولاسيما للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو مشاكل في الجهاز التنفسي كالربو. عند استخدامها في المساحات الصغيرة التي تفتقد إلى التهوئة، مثل الحمامات، تزداد مخاطرها. إن الكلور مادة شديدة التآكل، يمكن أن تتسبّب في تلف العينين والجلد والأغشية الأخرى، كما يمكن أن يؤدي ابتلاع الكلور إلى حرق الفم والحنجرة والمعدة والجهاز الهضمي.

ونظرًا لأن المبيضات والمنظفات الأخرى تأتي غالبًا في زجاجات ذات ألوان زاهية، فهي جذابة للأطفال. وغالباً ما يتمّ إدخال الأطفال إلى غرفة الطوارئ بسبب التسمم العرضي من أدوات تنظيف المرحاض.

ما السبيل للحدّ من التعرّض للتريكلوزان؟

تجنبوا المنتجات التي تحتوي على الكلورين. وغالباً ما يُدوّن على ملصقات المنتجات الكلمة التالية “هيبوكلوريت” أو “هيبوكلوريت الصوديوم”.

وبغية تنظيف أسطح الأدوات الإلكترونية، يمكن فركها بالسبيرتو، فهذه الطريقة فعالة. ويمكن استعمال بيروكسيد الهيدروجين بالقرب من الأطعمة لأنه مادة غير سامة، ويمكن استعماله لتنظيف المسطحات الوسخة. كما يمكن أيضاً استخدام بيكربونات الصوديوم والخلّ لإزالة الشحوم، وتنظيف القماش وتلميع الزجاج.

ولنتذكر دوماً الطريقة التقليدية التي تقتضي استعمال الصابون والماء الساخن، وهي طريقة فعّالة لتنظيف كل البقع من دون أي مخاطر على الصحة.

البارابين

إنها مواد حافظة للأقمشة تساعد على منع نموّ البكتيريا، والعفن والفطريات وتستخدم بكثرة في منتجات العناية الشخصية، والأطعمة ونجدها بكثرة في:

– مستحضرات غسيل الجسم

– معطّر الجسم

– مواد إزالة المكياج

– مستحضرات التجميل

– الشامبو

– الأطعمة المخبوزة

– المشروبات

– مستحضرات تغليف الطعام التي تحافظ على الطعام طازجاً

– المربى، الجلو، ومستحضرات الجيلو والمواد الحافظة

– الشراب المحلّى

يمكن للبرابين أن يشابه هرمون الاستروجين وقد ارتبطت بمخاطر صحية مثل السرطان، السُمية العصبية، والحكّة.

ما السبيل للحدّ من التعرّض لمادة الفثالات؟

تجنّبوا البرابين عبر قراءة الملصقات والحرص على اختيار المنتجات الخالية من البرابين. ابحثوا عن مصطلحات مثل “بنزيل بارابين”، “بوتيل برابين، إيثيل بَارابِين، إيزوبوتيل بَارابِين، إيزو بروبيل بَارابِين، ميتيل بَارابِين وبروبيل بَارابِين”.

فثالات

بالرغم من أن مادة الفثالات شائعة الاستعمال في مستوعبات الأطعمة والمشروبات المصنوعة من البلاستيك، فقد اتّضح بأنها موجودة في أماكن أخرى كثيرة، إذ يمكن إيجادها في:

– معطّرات الجو

– رذاذ تثبيت الشعر

– مبيدات الحشرات

– مساحيق الغسيل

– طلاء الأظافر

– العطور

تمتصّ أجسامنا مادة الفثالات بسهولة، وهي مادة كيميائية تؤثر سلباً على الغدة الدرقية، والمنتجات التي تشابه الهرمونات الطبيعية والتي من شأنها التأثير في التطوير التناسلي والصحي. في غالبية الأحيان، يشار إلى مادة الفثالات تحت مسمّى “عطر”، وغالباً ما ترتبط بحالات السرطان والبلوغ المبكر لدى الفتيات، ما يعرّضهنّ لخطر الإصابة بسرطان الثدي في مرحلة لاحقة من حياتهنّ.

ما السبيل للحدّ من التعرّض لمادة الفثالات؟

– عدم وضع المستوعبات البلاستيكية في الميكروييف

– تخزين الطعام في مستوعبات من زجاج أو معدن

– تفادي الأرضية المصنوعة من فينيل والأنابيب المصنوعة من مادة بي في سي.

– الامتناع عن استخدام المنتجات التي تحتوي على “عطر”.

– استخدام المنتجات المصنوعة من الزيوت الأساسية، الأعشاب العطرية أو المنتجات التي يدوّن عليها أنها خالية من مادة الفثالات.

 مركبات الأمونيوم الرابعي 

هناك ٣٠٠ نوع مختلف من مركّبات الأمونيوم الرابعي، أو ما يُعرف بالكوات، تعمل جميعها بمثابة عوامل مضادة للميكروبات، ولها آثار سلبية على الصحة، مثل البكتيريا المقاومة للأدوية. وقد تم الإثبات بأنها مسبّبة للحكّة، وأشير إلى أنها تؤدي إلى التهاب الجلد، وإلى الربو أيضاً.

 :نجد هذه المواد الكيميائية في

– منظفات المنازل المضادة للبكتيريا

– مواد مضادة للستاتيكية الكهربائية

– ملطّفات الغسيل

– الشامبو والبلسم

– أدوات تشميع الخشب

ما السبيل للحدّ من التعرّض للتريكلوزان؟

ابحثوا في ملصقات المنتجات عن عبارات مثل: alkylbenzyl, behentrimonium chloride, behentrimonium methosulfate, benzalkonium chloride, cetrimonium chloride, cetrimonium bromide, dodecyhlbenzhyl, guar hydroxypropyltrimonium chloride, hydroxybenzyl, hydroxyethylbenzyl, naphylmethyl أو stearalkonium chloride.

استبدلوا منعّمات الأقمشة بالخل الأبيض، فهو مليّن أقمشة طبيعي غير سام.

قوموا بتحضير معقّم طبيعي عبر إضافة بضع قطرات من زيت شجرة الشاي إلى ملعقة من الخلّ. قوموا بخلط المزيج بالماء وضعوها في قنينة رذاذ. ويمكن استعمال هذا المزيج كمنظّف متعدّد الاستعمال.

ملاحظة: أضيفوا بضع قطرات من زيت اللافندر الأساسي المكثف لإضفاء رائحة ذكية على المزيج.

تريكلوزان

التريكلوزان هو مضاد للبكتيريا والفطريات نجدها في منتجات العملاء مثل المنظفات، والصابون، ومعجون الأسنان، والألعاب وعلاجات تنظيف العمليات الجراحية.

ويطلق على صابون اليدين تسمية “مضاد للبكتيريا” بسبب وجود هذا العامل القوي المضاد للبكتيريا، والذي من شأنه الترويج لنمو بكتيريا مقاومة للأدوية. حالياً، تُجرى الأبحاث لمعرفة طريقة تأثير التريكلوزان على نظام الغدد الدرقية، وسواء أكان يضعف نظام المناعة أو يسبّب السرطان. ويمكن للأولاد الصغار الذين يتعرّضون لمادة التريكلوزان في صغركم أن يعانوا من الحساسية، والربو والإكزيما.

ما السبيل للحدّ من التعرّض للتريكلوزان؟

اعتمدوا خياراً صحياً أكثر عبر استخدام مطهّر اليدين حين لا يمكنكم استعمال الماء والصابون، وتفادوا استعمال أي منتجات عناية شخصية أو مستحضرات تحتوي على التريكلوزان.

ملاحظة: كلّما كانت لائحة المكوّنات أقصر، كلّما قلّ احتمال احتوائها على مواد كيميائية سامة.

وسواء أخترتم استبدال أحد منتجات التنظيف المنزلية بمنتج آخر، أو قررتم التخلص منها جميعها واختيار بدائل طبيعية وصحية أكثر، يمكنكم أن تؤسسوا بيئة منزلية صحية أكثر لكم ولعائلتكم، وتوفّروا على أنفسكم المال أيضاً.

ربما يعجبك أيضا