الرأفة صفة ضرورية للحياة تماماً كالهواء الذي نتنشّقه! وبحسب ما قال الدالاي لاما: “إن أردت إسعاد الآخرين، إرأف بهم. وإن أردت أن تشعر بالسعادة، فإرأف بالآخرين”. وهو يؤمن بأن المكافآت العاطفية التي يجنيها المرء الذي يرأف بالآخرين، تؤثر بشكل جيد على المتلقّي والمعطي بحدّ سواء. حتى أن العلم قد دعم قوله المنوّر.
حين يكون المرء رؤوفاً، يحوّل انتباهه من حاجاته إلى حاجات الآخرين، ويحاول أن يفهم وضعهم النفسي، ويتمنى أن يخفّف من آلامهم ويريحهم، ويتصرّف لتحقيق ذلك.
إنّ نشر الرأفة يستحقّ العناء! فهو يحسّن العلاقات والصحة، يجلب السعادة، يروّج للشفاء، ويبطىء نبضات القلب لأنه يطلق هرمون الأوكسيتوسين، المعروف باسم “هرمون التواصل” وهو يعمل أماكن في الدماغ مرتبطة باللذة، ويخفف من التوتر.
كيف نمارس الرأفة
اعتموا هذه الطرق الثماني البسيطة لنشر الشعور بالرأفة في حياتكم اليومية:
القيام بعمل لطيف: يمكن لبادرة بسيطة أن تبهج أحدهم وتسعد يومه، كما تجعلكم تتواصلون مع الناس. فاللطف يترك أثره على الشخص الذي يقوم به، فيحسّن ثقته بذاته ويعزّز صحته الجسدية والنفسية.
تفادي إصدار الأحكام: يُصدر معظمنا أحكاماً تلقائية عن الآخرين، وقد تبرمجت أدمغتنا بهذا الشكل لافنقارنا إلى الوقت الكافي والطاقة لنفهم كل ما نراه. احذروا هذا الميل الطبيعي، وحاولوا أن تضعوا أنفسكم مكان الآخرين وتفهمونهم، أو تتعاطفوا مع نظرتهم للأمور.
الإعراب عن الاهتمام بالآخرين: ملاحظة الآخرين ومحاولة مساعدتهم للتخفيف من آلامهم، فهذا هو محور الإنسانية.
تخصيص الوقت للأحباء: خصصوا الوقت للتواصل مع أحبائكم. فمجرد تخصيص الوقت للإصغاء للآخرين من دون تقطيع يساعد كثيراً، والاستمتاع بعيش علاقات هادفة هو مكوّن رئيسي للسعادة.
تشجيع الآخرين: قوموا بتحفيز الآخرين، والثناء عليهم وتشجيعهم. فإسعاد الآخرين ينتشر ويُعدي.
التعبير عن الامتنان: عبر التفكير في الأمور التي تقدّرونها في حياتكم، ستطوّرون إحساساً بالرأفة تجاه الأشخاص الأقلّ حظوة منكم.
التطوّع: بحثوا عن فرص تجعلكم تساعدون مجتمعكم. فحين تسعون للقيام بعمل خيّر والاعتناء بالآخرين من دون أن تتوقعوا أي شيء في المقابل، فستتضاعف مستويات سعادتكم.
الرأفة بالذات: ما من أحد كامل، ولا حتى أنتم، فجميعنا نملك الشوائب ونقترف الأخطاء. سامحوا أنفسكم، وعاملوا أنفسكم كما لو كنتم تعاملون صديقاً. فقد أثبتت الأبحاث بأن الرأفة بالذات مرتبطة بشكل مباشر بزيادة الصحة الجسدية والنفسية والتقدم بالعمر بشكل إيجابي.
بادروا اليوم وتقرّبوا من شخص تشعرون بأنه يعاني. أعلموه بأنكم تقفون إلى جانبه. أصغوا إليه بشكل فعلي، قدّروا مشاعره، وحاولوا إيجاد طريقة لمساعدته. فهذا العمل البسيط سيجعلكم أكثر سعادة.
عبر إظهار الرأفة، ستدعمون صحتكم الجسدية والنفسية فيما تساهمون بنشر السعادة حول العالم. ففي النهاية، نحن جميعاً نعيش في هذا العالم معاً.