أثبتت الدراسات بأن العلاقات الهادفة، قد تكون العنصر الأساسي والأهم للسعادة. فنحن كائنات اجتماعية، وامتلاك أفراد عائلة، وأصدقاء مقربين أو شريك عاطفي نتشارك معه خبراتنا يضفي معنى إضافياً على حياتنا.
إلا أن العلاقات العظيمة لا تأتي بشكل تلقائي، بل يجب خلقها، ومتابعتها، والحفاظ عليها بشكل دائم. وسواء أكنتم ترغبون ببناء علاقة غير اعتيادية مع شريككم، أو مع أفراد عائلاتكم، أو أصدقائكم، أو زملائكم، فعليكم أن تتعلموا أولا أن تحبّوا أنفسكم.
فحين تحبون أنفسكم، تصبح صداقاتكم متزنة، لأنكم لن تسعوا للحصول على موافقة الآخرين عليكم وستتمكنون من وضع الحدود لما تقبلون به وما لا تقبلون به في العلاقة. وفي الوقت عينه، تكون لطفاء أكثر مع ذاتكم ومتسامحين أكثر. فامتلاك علاقة جيدة مع ذاتكم يسمح لكم بمعاملة الآخرين بقيمة واحترام، وبالتالي تحددون أسس العلاقة الطيبة.
إليكم هذه النصائح الست لبناء علاقات هادفة:
- تحملوا مسؤولية صحتكم العاطفية وسعادتكم. احرصوا على تخصيص بعض الوقت لذاتكم لتجديد ذاتكم والتواصل مع ذاتكم وممارسة هواياتكم، بحيث تستطيعون التركيز بهدوء على الآخرين والتفاعل معهم.
- خصّصوا بعض الوقت للتفكير بالصداقات والعلاقات الأساسية في حياتكم. هل هي هادفة؟ هل تضفي معنى، وتطوراً، وإيجابية، وحباً، وبهجة إلى حياتكم؟
- اسعوا إلى العطاء: تنبهوا لحاجات الآخرين، كونوا لطفاء واعربوا عن تقديركم، اعطوا من دون أن تتوقعوا شيئاً في المقابل، واظهروا امتنانكم نحو محبيكم.
- ضعوا لائحة بالنشاطات، والهوايات، والمشاريع التي تستمتعون بالقيام بها مع أصدقائكم، وزملائكم، وأعضاء عائلتكم. اختاروا تلك التي تعزّز طاقتكم، وتجعلكم تتقربون من بعضكم أكثر؛ وحددوا موعداً لها مرة في الأسبوع.
- تعلّموا أن تصغوا بصدق إلى الآخرين من دون أن تحكموا عليهم ومع الحفاظ على فكر منفتح؛ ركزوا على حسنات الآخرين، واسعوا لزرع التعاطف، وهي عادة أخرى يمكن تعلّمها للعيش بسعادة.
- تقرّبوا من الأشخاص الذين تحبون، فقد أشارت الدراسات إلى أن عناق الشخص الذي تحبون أو الإمساك بيده يخفّض ضغط الدم ونبضات القلب، ويزيد من إفراز الأوكسيتوسين في الجسم، وهو ما يعرف باسم هرمون السعادة.
العلاقات هي جوهر السعادة. إحرصوا على إحاطة أنفسكم وأفراد عائلتكم بأصدقاء سعداء وداعمين، وركزوا على بناء العلاقات الهادفة. كونوا على استعداد لاستثمار اهتمامكم، ووقتكم، وطاقتكم في العلاقات التي تهمكم وذكروا أنفسكم كل يوم، بأن السعادة تكمن في الروابط التي تقيمونها والصداقات التي تحافظون عليها.
اختاروا بعناية الأشخاص الذين تمضون الوقت برفقتهم: فأنتم تعكسون الأشخاص الخمس الذين تقضون معظم أوقاتكم برفقتهم.
استمروا باختيار السعادة والسعادة ستكون حليفكم!