شكّل منع استخدام القشة البلاستيكية من أبرز المواضيع التي تمّ تداولها في العام ٢٠١٨، جرّاء تأثيرها السلبي على عالم المحيطات والحياة البحرية.
فبحسب ما أوردت محطة ناشيونال جيوغرافيك، تشكّل القشّة نسبة ضئيلة من ٨ ملايين طن من النفايات البلاستيكية التي تصل إلى المحيط كلّ عام. إلا أنّ القشات الصغيرة ذات الوزن الخفيف غالباً ما لا تصل إلى صناديق إعادة التدوير وسرعان ما تتكسّر إلى جزيئات صغيرة من البلاستيك تعرف باسم الميكروبلاستيك.
إنّ حجم القشة هو السبب الرئيسي الذي يجعلها من أسوأ الملوّثات، لأنها تخنق الحيوانات البحرية كالسلاحف وتأكلها الأسماك والطيور البحرية.
سُمعت الدعوة لمنع استخدام القشة البلاستيكية (وسواها من المنتجات البلاستيكية) واستجيبت في مختلف أنحاء الكرة الأرضية. وكذلك الأمر في منطقة الشرق الأوسط، حيث امتنع عدد من الفنادق والمطاعم في الإمارات العربية المتحدة عن استخدام القشة البلاستيكية، وطبّقت مراكز “شانغري لا” السياحية ومنتجعاتها في عمان منعاً لاستخدام القشة البلاستيكية في نطاقها، كما بادرت مجموعة مطاعم “رودستير داينر” في لبنان إلى عدم تقديم القشة لزبائنها ما لم يبادروا صراحة إلى طلب ذلك.
ولا تعدّ القشة البلاستيكية سيئة للبيئة فحسب، بل لها مضار على الإنسان أيضاًز
إليكم بعض الأسباب التي تجعل استخدام القشة البلاستيكية مضراً للصحة أيضاً:
تسوّس الأسنان
إن استخدتم قشة لتناول مشروب يحتوي على الأسيد أو على السكر، فإن كمية مكثفة من المشروب الذي تتناولونه ستصل إلى منطقة صغيرة من أسنانكم، ما من شأنه زيادة احتمال حدوث تآكل في مينا الأسنان وتسوّسها.
الغازات والنفخة
إن تناول المشروب عبر القشة يسمح بإدخال الهواء إلى القناة الهضمية، ما ينجم عنه شعور بالانزعاج، جرّاء الغازات والنفخة.
ابتلاع مواد كيميائية مضرّة بالجسم
تصنع القشة البلاستيكية إجمالاً من مادة البوليبروبيلين. وقد أثبتت الدراسات بأن المواد الكيميائية الناجمة عن البوليبروبيلين قد تتسرّب إلى السوائل وتطلق مواد من شأنها التداخل مع مستويات الاستروجين في الجسم. كما أنّ التعرض للأشعة فوق البنفسجية، أو الحرارة أو المشروبات الأسيدية من شأنه زيادة احتمال حصول مثل هذا التسرّب.
التجاعيد
إنّ حركة زمّ الشفتين باستمرار حول القشة البلاستيكية من شأنه أن يؤدي إلى ظهور تجاعيد حول الفم تماماً كما يحصل أثناء التدخين.
إليكم أربعة حلول بديلة صديقة للبيئة تستعيضون فيها عن القشة البلاستيكية الأحادية الاستعمال:
القشة المصنوعة من خشب البامبو: خفيفة الوزن، مستدامة، قابلة لأن تستخدم مجدداً وقابلة لأن تتفكّك.
القشة المصنوعة من الورق: قشة أحادية الاستخدام قابلة لأن تتحلّل وأن تتفكّك.
القشة المصنوعة من الحديد: مستدامة ويسهل تنظيفها.
قناني المياه أو الأكواب المتعددة الاستعمالات والتي تحتوي على قشة: إن حملكم لقنينة المياه الخاصة بكم أو للكوب الخاص بكم من شأنه جعلكم تتجنّبون استخدام القناني والقشات البلاستيكية، ما يوفّر الكثير من الأذى على البيئة.
بادروا اليوم إلى إحداث تغيير بسيط، عبر رفض استخدام القشة البلاستيكية، فذلك مفيد للبيئة ولجسمكم على حدّ سواء. على أمل أن يكون هذا التغيير البسيط جزء من سلسلة من التغييرات البسيطة التي تخلّف أثراً كبيراً.