تعدّ الموسيقى، بالنسبة لعدد كبير منّا، جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. وتساعدنا الموسيقى على تخطي الوقت الذي نقضيه في التنقل كل يوم أو إنجاز الأعمال المنزلية، فيما يستفيد البعض الآخر من الموسيقى لتعزيز ممارسة الرياضة.
تُشعرنا بعض الأغنيات بالحيوية، والسعادة، والاسترخاء أو الحزن. ولطالما كانت الموسيقى جزءاً من الاحتفالات، والتمارين العسكرية والتقاليد منذ القِدم. لذا، فليس بالمستغرب أن يتمّ دراسة العلاج بالموسيقى والتأكيد على أنه حلّ قوي لمعالجة المشاكل الصحية الجسدية والنفسية.
حين أسأل عملائي عن ماهية الموسيقى بالنسبة إليهم، يجيبون بغالبيتهم: “إنها حياتي”، “إنها ملاذي”، “إنها ما يريحني من التوتر”، “بالنسبة إليّ الموسيقى هي الحب”، “إنها إلهامي”. ويتجلى من خلال هذه الأجوبة مدى أهمية الموسيقى وكيف أنها تلعب دورا أساسياً في صحتنا النفسية والجسدية.
تثير أنواع مختلفة من الموسيقى أنواعًا ذاتية مختلفة من التحفيز العصبي. فعلى سبيل المثال، فيما تجعلكم موسيقى الروك الصعبة تشعرون بعدم الارتياح، فمن المرجح أن تجعلكم الموسيقى الكلاسيكية تشعرون بالراحة والاسترخاء والعكس صحيح.
تعريف العلاج بالموسيقى العلاج بالموسيقى هو الاستخدام السريري المستند على الأدلة للموسيقى لمعالجة الاحتياجات المعرفية، والعاطفية، والجسدية والاجتماعية للأفراد ضمن علاقة علاجية مع معالج موسيقى مجاز.
ما هي الاستخدامات الشائعة للعلاج بالموسيقى؟
على الرغم من أن العلاج بالموسيقى يستخدم في عدد كبير من الحالات المختلفة، إليكم أبرز الحالات التي يُستخدم فيها: • الإجهاد والقلق والاكتئاب • المشاكل العاطفية، والعقلية والسلوكية • دعم التعلم • مرض التوحد • فقدان الذاكرة لدى كبار السن الذين يعانون من مرض الألزهايمر والخرف • تخفيف الآلام، ولاسيما أثناء الولادة، وفي حالات الأمراض المزمنة أو المميتة • الإدمان
وللمشاركة في جلسة علاج بالموسيقى، لستم بحاجة لامتلاك أي مهارات خاصة.
طريقة عمل العلاج بالموسيقى؟ يعمل العلاج بالموسيقى على عدد من المستويات المختلفة. فقد أظهر العلم بأنّ الموسيقى قادرة على التأثير على معدل ضربات القلب وهي تحفّز إطلاق الاندورفين، مسكنات الألم الطبيعية لدينا. وتقلّل الموسيقى من توتر العضلات وتعزز الاسترخاء. وتسهم أيضاً في إطلاق المشاعر السلبية أو تحسين مهارات الاتصال والتنسيق الجسدي.
يمكن ممارسة العلاج بالموسيقى في المستشفيات، والعيادات الخارجية، ودور رعاية المسنين، والمرافق النهارية للمسنين، ومراكز إعادة التأهيل، والمدارس ومراكز الصحة العقلية، وبرامج معالجة الإدمان من المخدرات والكحول، والسجون والعيادات الخاصة.
بعد مناقشة احتياجاتكم، وتفضيلاتكم ورغباتكم الخاصة، ومقدار الأثر الذي تخلّفه في نفوسكم أنواع معيّنة من الموسيقة، يقوم المعالج الموسيقي الذي يتابعكم بتصميم خطة علاج فردية خاصة بكم.
وبناءً على وضعكم، يمكن للمعالج بالموسيقى الاكتفاء بتشجيعكم على الاستماع إلى الموسيقى ومناقشتها. كما يمكنه تشجيعكم على الانخراط أكثر في الموسيقى عبر الرقص، الغناء، العزف على آلة معينة أو حتى تأليف الموسيقى. وسيقوم المعالج بالموسيقى بتشجيعكم على الأغلب على دمج الموسيقى في مختلف نواحي حياتكم اليومية، أو الاستماع إلى نوع معيّن من الموسيقة عند الشعوؤ بالتوتر، أو حتى العزف على آلة ما.
إيجاد معالج بالموسيقى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما من رابطة مهنية للمعالجين بالموسيقى. ولكن، يمكنكم أن تطلبوا من أفراد الأسرة الموثوق بهم والأصدقاء والمهنيين الطبيين الحصول على توصيات.
أطلبوا من المعالج بالموسيقى تزويدكم ببيانات الاعتماد والمراجع. وبحسب البلد حيث أتمّوا دراستهم، قد يحمل المعالجون الموسيقيون درجة بكالوريوس أو ماجستير في العلاج بالموسيقى، وسيكونون قد أكملوا فترات تدريب طويلة في مرافق رعاية صحية أو تعليم خاص معتمدة. في غالبية الأحيان، يكون المعالجون بالموسيقى أخصائيين مؤهلين في مجال الصحة العقلية.
كلفة جلسة العلاج بالموسيقى في منطقة الشرق الأوسط، تتراوح كلفة جلسة العلاج بالموسيقى ما بين ٤٠ دولار للجلسات الجماعية ٨٠ دولارًا للجلسة الخاصة، علماً أن مدة الجلسة هي ساعة واحدة.
تعالوا واختبروا عالم العلاج بالموسيقى وتعلموا كيف تعيشون حياة أكثر سعادة وصحة.
ترقبوا مقالاتي المقبلة، التي سنغوص من خلالها بعمق أكثر في القضايا التي يمكن للعلاج بالموسيقى الإسهام فيها.
وتذكروا أن تخبروا طبيبكم أنك تخططون للبدء بجلسات علاج بالموسيقى كعلاج مكمّل لأي علاج آخر تخضعون له.