ينتج عن الذهاب في نزهة سيراً على الأقدام أثناء استراحة الغداء الكثير من الفوائد الصحية، كما أنها تعزّز الإنتاجية والإبداع وتسهم في تحسين الصحة العاطفية. فقد أثبتت عدد من الدراسات مدى أهمية هذه النزهات.
فعلى سبيل المثال، نشرت المجلة الإسكندنافية للطبّ والعلم مقالة تلحظ فيها ارتباط النزهة التي تجرى في منتصف النهار بتحسّن الإنتاجية في العمل بشكل مباشر. فالأشخاص الذين كانوا يذهبون في نزهات ٣ مرات في الأسبوع على امتداد ١٠ أسابيع شعروا بأنهم مرتاحون أكثر، وانخفضت نسبة توتّرهم، وازدادت حماستهم للعمل.
بموازاة ذلك، توصّل الباحثون في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأميركية إلى خلاصة مفادها بأن القدرة الإبداعية للمرء تزداد بنسبة ٦٠٪ أثناء الذهاب في نزهات. وقد اشتهر المبتكر ستيف جوبز بعقده اجتماعات أثناء القيام بنزهات سيراً على الأقدام. وفي لبنان، تنظّم مؤسسة ذا بليسينغ The Blessing Foundation نزهة الإرشاد العامّة يناقش خلالها المرشدات الرائدات في الأعمال مع المتدرّبات المكاسب المحقّقة والتحديات.
وننتقل الآن إلى المنافع الإيجابية للنزهات سيراً على الأقدام أثناء استراحة الغداء، والتي تشكل تمريناً جيداً للقلب يعزّز الدورة الدموية ويزيد من كمية الأكسجين في الجسم مع حرق القليل من الوحدات الحرارية. كما أن الذهاب في نزهة، ولو قصيرة، يساعد في عملية الهضم ويسهم في الحفاظ على مستويات صحية لمعدل السكر في الدم.
وبدوره، يفترض بصاحب العمل أن يسرّ حين يذهب موظّفوه في مثل هذه النزهات بشكل يومي: فبحسب الإحصاءات يأخذ الموظفون النشطون جسدياً إجازات أقلّ بنسبة ٢٧٪ مقارنة بالموظفين غير النشيطين، ويبقون سليمين ومعافين أكثر من زملائهم على امتداد السنة.
فلِم لا تبادرون إلى جدولة نزهة سيراً على الأقدام أثناء استراحة الغداء كل يوم وتلتزمون بها؟ إن كان الطقس جميلاً، فتنزّهوا في الهواء الطلق، علماً أنّ السير في الطبيعة أفضل لصحتكم العاطفية.
ادعوا زملائكم في العمل للسير معكم أيضاً، وبالرغم من أننا نشجعكم على السير بمفردكم والتفكير، إلا أن للسير مع الآخرين فوائد كثيرة أيضاً:
فالتنزّه بصحبة الزملاء فرصة ممتازة للتوصل إلى حلّ مبتكر لتحدّ معيّن تواجهونه في العمل.
كما أن التنزّه مع زميل يشارككم الأهداف الصحية عينها من شأنه مساعدتك على الحفاظ على التزامكم بأهدافكم الصحية.
وبالإضافة إلى ما سبق، فالتنزه برفقة زميل لكم يساعدكم على بناء علاقة عمل أكثر متانة بينكما.
ويخفّف من احتمال الإصابة بالضجر والملل أثناء السير.
وبالطبع، لا يسعنا أن ننسى بأن الهدف من استراحة الغداء هو تناول الغداء! لذا، وقبل الذهاب في النزهة، تناولوا كوب ماء أو قطعة فاكهة (إن كنتم تشعرون بالجوع). وبعد انتهاء النزهة، تناولوا غداء خفيفاً، غداء لا يحتوي على النشويات والبروتيين، فهذه الطريقة الأمثل لتغذية عضلاتكم وإعادة تزويدكم بالطاقة.
والآن، وبعد أن اطلعتم على حسنات النزهة القصيرة على صحتكم على المديين القصير والبعيد، فهلاً اعتمدتم هذه النصحية وجعلتم نزهة الغداء جزءاً من روتينكم اليومي؟ على أمل أن تفعلوا ذلك، نتطلّع لأن نستمع إلى خبراتكم في خانة التعليقات أدناه.