يربط معظمنا الإبداع بالغناء، والرقص والفنون البصرية والكتابة. وبالرغم من أنّ هذه الفنون تعبّر خير تعبير عن الإبداع، إلا أنّ الإبداع يتجلّى في أبعد من هذه الحدود. فالقدرة على ابتكار أي شيء، والقدرة على رؤية الروابط أو إقامة الروابط ما بين الأفكار القائمة أو التوصّل إلى حلول لمشاكل واقعة أو إنجاز أعمال بسيطة كطهي وجبة طعام صحية من بعض المكوّنات البسيطة أو ابتكار زيّ رائع من ملابس متوفرة في الخزانة أعمال توصف بأنها غاية في الإبداع.
ولكن، ما علاقة الإبداع بالصحة؟
بشكل متزايد، بات الإبداع متعارف عليه على أنه أداة قوية لتعزيز الصحة الجسدية والنفسية والفكرية. وقد أظهرت الدراسات بأنّ المبدعين غالباً ما يكونون أكثر مرحاً، ومنفتحين، ومعبّرين عن ذواتهم ومحقّقين لإنجازات هامة وصادقين مع أنفسهم. فالإبداع بحدّ ذاته يسمح ببناء توجّه يسمح لكم بأن:
- – تبتكروا حلولاً عملية.
- – تحسّنوا قدرتكم على فهم الأناس الآخرين ووجهات النظر المختلفة.
- – تعالجوا أفكاركم ومشاعركم وتطلقوا العنان لها.
- – تحدّوا من التوتر، القلق والاكتئاب.
- – تعزّزوا مشاعر الإنجاز واحترام الذات.
- – تطوّروا رؤية أكثر شمولية وإيجابية حيال العالم.
من منكم لا يرغب بممارسة عمل ما يستمتع بالقيام به ويشعره بحال أفضل؟
إليكم بعض النصائح والطرق البسيطة لإطلاق إبداعكم وتعزيزه:
- – اختاروا أمراً يثير اهتمامكم بناء على ما تستمتعون بتعلّمه أو تحبّونه. فكّروا بشيء كنتم تحبون القيام به في طفولتكم، أو شيء لطالما أردتم تجربته، أو مهارة وددتم لو تعلّمتوها من قبل؟
- – خصّصوا الوقت للنشاطات الإبداعية، لتحرصوا على أن تنجزوها بشكل فعلي.
- – استمتعوا بما تقومون به! قد لا تكون رسمتكم أو الفطيرة التي طهوتموها جديرة بأن تعرض على انستاغرام، ولكن هذا ليس الهدف المنشود، فالمطلوب هو أن تستمتعوا بوقتكم!
- – إطرحوا على أنفسكم أسئلة فرضية، للتوصل إلى حلول للمشاكل التي تواجهونها. فعلى سبيل المثال، إن كنتم تتمنون الحصول على شيء ما تعجزون عن دفع ثمنه، إسألوا، “ماذا لو استطعت أن أشتري بديلاً عنه بسعر أقلّ؟” أو “كيف أستطيع أن أصنع مثل هذا الشيء؟” تعزّز طريقة التفكير هذه القدرات الإبداعية على حلّ المشاكل.
- – تصرفوا بعفوية. قوموا بعمل غير متوقّع لإطلاق العنان لقدراتكم الإبداعية. زوروا أمكنة جديدة، مارسوا نشاطاً لم تجرّبوه من قبل أو انتقوا مكوّناً غريباً واطهوا منه طبخة جديدة. وغيّروا أيضاً تسلسل روتينكم اليومي، واسلكوا طريقاً مختلفاً أثناء الذهاب إلى العمل.
- – ابحثوا عن الإلهام. زوروا معرضاً فنياً أو متحفاً، أو حفلاً يقام في حديقة عامة، أو شاركوا في حفل توقيع كتاب، أو اذهبوا في نزهة في الطبيعة.
- – إبدأوا بتلوين الرسومات! فإن رسم الماندالا هي تقنية شائعة في وقتنا هذا لسبب وجيه، فإن الرسم بالقلم على الورقة يهدأ الأعصاب والفكر.
- – طالعوا أنواعاً مختلفة من الكتب. فالمطالعة توسّع الآفاق وتفتح الذهن على أفكار جديدة. حاولوا أن تطالعوا أنواعاً مختلفة من الكتب لتشغيل ذهنكم بطرق جديدة.
حاولوا التعبير بإبداع، وبغضّ النظر عن الطريقة التي تعتمدونها، إذ أنّ ذلك سيفيدكم بطريقة أو بأخرى. فهذا أشبه بالعلاج للفكر. وسواء أبادرتم إلى حلّ المشاكل، الغناء، الكتابة، والطهي، أو العمل في الحديقة، أو الحياكة، أو التلوين، أو الإصغاء إلى الموسيقى أو عزف الموسيقى، فيمكنكم أن تستفيدوا من ذلك.
ومن هنا، فأنا أدعوكم إلى الاطلاع عن كثب على فوائد الإبداع على أمل أن يلهمكم ذلك على جعل الإبداع جزءاً من خطتكم لتعزيز صحتكم الجسدية والنفسية. إبدأوا بخطوات بسيطة وأطلقوا العنان لقواكم الإبداعية.