المستقبل بين يدي من يؤمن بروعة أحلامه.
هل غالباً ما تتخيلون أنفسكم بأحسن صورة في المستقبل؟ هذا ما يفعله الأناس السعداء.
التفاؤل هو مفتاح الحياة السعيدة. فهو يعزّز المشاعر الإيجابية المتعلقة بالمستقبل ويزيد من الكفاءة الذاتية. فالأشخاص الذين يشعرون بالحماسة حيال حياتهم ومستقبلهم بشكل عام، يميلون لأن يكونوا أكثر سعادة وأكثر مرونة وإبداعاً في التأقلم مع تحديات الحياة وضغوطاتها.
وفي هذا الإطار، أشارات الأبحاث إلى أن مجرد التفكير بالذات بأحسن طريقة ممكنة من شأنه رفع مستويات السعادة، ومساعدتكم على إيضاح أهدافكم في الحياة. ومن هنا، فبناء التفاؤل حول المستقبل من شأنه تحفيزكم على العمل لبلوغ هذا المستقبل المنشود، وبالتالي جعله حقيقة.
وفي الوقت الذي يميل فيه بعض الأشخاص إلى أن يكونوا أكثر إيجابية من سواهم، نستطيع جميعنا التفكير بمزيد من الإيجابية ومقاربة الحياة بشكل أكثر تفاؤلاً.
هل تحتاجون إلى جرعة من التفاؤل؟ بادروا للقيام بتمرين السعادة هذا، المعنون “مستقبلي الأفضل”. إذ يعدّ هذا التمرين طريقة ممتازة لاختبار المشاعر الإيجابية وتعزيز التفكير التفاؤلي.
للبدء بهذا التمرين، اتبعوا الخطوات التالية:
خصّصوا بعض الوقت لتقييم واقعكم الحالي. فكّروا بمختلف نواحي حياتكم: الصحة، الأصدقاء، العائلة، المهنة، الهوايات، الوضع المادي والوضع الروحاني. ماذا يجري في حياتكم على هذه الأصعدة؟ ما هي الأمور التي ترغبون بتحسينها؟ وما هي تلك التي ترغبون بتحقيقها؟ إطرحوا على أنفسكم السؤال التالي: “ما هي رؤيتي لذاتي بأبهى حللها؟” على مختلف الأصعدة.
وبعدها، فكّروا للحظات وتخيلوا حياتكم بأفضل حال في المستقبل، حيث تسير حياتكم بشكل جيد بعد أن تكونوا قد حققتم كلّ أهدافكم. كيف هي هذه الحياة؟ كيف تشعرون؟ ما هي الأمور التي تهمّكم؟ ما هي النشاطات التي تستمتعون بالقيام بها؟ مع من تمضون الوقت؟ ما هي الوظيفة التي تشغلونها؟ وماذا عن جوّكم في المنزل؟
بعدها، خصّصوا بعض الوقت ودوّنوا رؤيتكم. حاولوا أن تكونوا مبدعين وخلاّقين بقدر الإمكان. فالكتابة عن “أفضل حلّة لذاتكم في المستقبل” قادرة على أن تساعدكم على أن تعيدوا توجيه حوافزكم باتجاه الأهداف التي من شأنها أن تؤدي بكم إلى حياة مُرضِية. كلما وضعتم تفاصيل وكنتم محدّدين فيما تصبون إليه، كلما انخرطتم أكثر في التمرين، واستطعتم النجاح في تأديته. فكّروا أيضاً بالقيم التي تحتاجون إلى اعتمادها والقوى التي لا بدّ لكم من بذلها لجعل هذه الرؤية حقيقة.
يفضّل بعض الناس أن يعكسوا التمرين ويكتبوا عن رؤيتهم قبل أن يتخيّلوها.
ومن تمارين الانعكاس التي من شأنها تعزيز التفاؤل نذكر تمريناً يقتضي بأن تتخيلوا أنفسكم في سن 110 سنوات. ما هي النصيحة التي تسدونها لذاتكم الأصغر سناً؟ فاعتماد هذا المنظار من شأنه السماح لكم بأن تكتشفوا ما هو مهم فعلاً بالنسبة إليكم في حياتكم وبالتالي ترتيب الأولويات بناء على ذلك.
إبدأوا العمل ببطء واطرحوا على أنفسكم السؤال التالي: “كيف أرى نفسي بأبهى حلّة بعد عام من اليوم؟”
استمروا باختيار السعادة وستجد السعادة دوماً سبيلها إليكم!