“الحياة جميلة بمقدار نظرتكم إليها”، طوني روبنز
نحن كبشر، نسعى دوماً خلف السعادة. وكما أشدّد في كل مقال من مقالاتي، أعود وأقول بأن باستطاعتنا اختيار السعادة من خلال القيام بعادات تجلب لنا السعادة، فتطوير ذهنية خاصة بالنمو وتنميتها هي إحدى هذه العادات.
قوة امتلاك ذهنية التطوّر
تحدث كارول دويك، وهو عالم نفس عالمي شهير من جامعة ستانفورد، عن قوة الذهنية، لاسيما عند مواجهة تحدّ ما. ويقول بأن هناك نوعين من الذهنية: الذهنية الراسخة والذهنية القابلة للتطور. ويميل معظم الأشخاص نحو واحدة من هاتين الذهنيتين، سواء أأدركوا ذلك أو لم يفعلوا.
الذهنية الراسخة
“لا أجيد وضع الموازنات …. لست بشخص يجيد التعامل مع الأرقام”.
إن كنتم من ذوي الذهنية الراسخة، فأنتم تميلون إلى رؤية الأمور بالأسود والأبيض؛ الفشل أو النجاح. وتؤمنون بأنّ الذكاء والموهبة سمات راسخة لا يمكن تطويرها بالتعلّم والممارسة. وتميلون إلى تفادي التحديات، وتعتقدون بأنها تدمّركم، كما أنكم لا تسعون لتخطي حدودكم. وقد تسمحون للفشل بأن يحدّدكم.
الذهنية القابلة للتطور
أما إن كنتم من الأشخاص الذين يتمتعون بذهنية قابلة للتطور، فأنتم تنظرون إلى الحياة على أنها سلسلة من الفرص التي يمكنكم أن تتعلموا منها وتتطوروا، فيما ترون الفشل كنكسة مؤقتة. أنتم تتعلمون باستمرار أشياء جديدة ومهارات وتؤمنون بأن النجاح يتحقق بالجهد، والتعلم، والتدريب والممارسة. إبنوا ثقتكم بأنفسكم عبر السعي دوماً لعيش خبرات جديدة ومواجهة مخاوفكم.
يميل الأشخاص الذين يتمتعون بذهنية قابلة للتطور لأن يصبحوا ناجحين، ويجدون الفرص لتحسين مهاراتهم ويتحمّلون مسؤولية نموّهم الشخصي.
إليكم ثمانية خطوات تساعدكم على تطوير ذهنية قابلة للتطور وبالتالي الشعور بمزيد من السعادة:
– إقضوا وقتكم مع الأشخاص الملائمين والإيجابيين. فنحن نتأثر بالأشخاص الخمس الذين نمضي أكثر وقتنا معهم، فاختروهم بعناية.
– تحدّوا أفكاركم. إسألوا أنفسكم إن كانت الأفكار التي تمرّ في خاطركم تجعل الوضع أسوأ أو أفضل، وإن كانت هذه الأفكار حقيقية بالفعل. تعلّموا أن تعيشوا الحاضر وتتفادوا أن تعلقوا في حلقة مفرغة تفكرون فيها بالماضي أو تقلقون حيال المستقبل، وذلك كي تتمكنوا من التركيز على الحلول والتطوّر.
– لا تتوقفوا أبداً عن التعلّم، طالعوا الكتب، إصغوا إلى المدونات الصوتية، خذوا صفوفاً في مواضيع تهمّكم. هناك الكثير من الموارد المتوفرة على شبكة الانترنت، والتي تساعدكم على التطرق إلى مكامن الضعف.
– تخيلوا دوماً نجاحكم المستقبلي عبر وضع صورة في مخيلتكم لنفسكم بعد أن حققتم الهدف الذي تصبون إليه، فيحفظ اللاوعي الصور التي ابتكرتموها لأنفسكم، سواء أكانت تعكس وضعكم الحالي أو لا.
– أعربوا عن تقديركم للآخرين وتعلموا الإصغاء بحقّ وذلك لتقوية العلاقات والروابط.
– تمكّنوا من مشاعركم عبر ممارسة اليقظة الفكرية والتأمل. يساعدكم ذلك على التصرف بهدوء وتركيز وعلى تحسين مهارات اتخاذ القرارات.
– أعيدوا تحديد الفشل. فالفشل جزء هام جداً من عملية التعلم يبيّن لكم النواحي التي تحتاج إلى تحسين. فقد قال المخترع توماس إديسون: “أنا لم أفشل، بل اكتشفت ١٠ آلاف طريقة لا تعمل”.
– عاملوا أنفسكم برفق. فإن كان لكم صديق تتحدثون إليه بالطريقة عينها التي تتحدثون فيها مع نفسكم، فلكم من الوقت ستدوم علاقتكما برأيكم؟ إن لم تحبوا من أنتم، فلن يحبكم أحد.
بالرغم من التفاوت في مواقفنا الأساسية ومواهبنا، يمكننا أن نتغيّر وننمو عبر تطوير ذهنية قابلة للتطور وتعزيز مستويات السعادة أثناء القيام بذلك.
فالفكر أشبه بحديقة جميلة، إزرعوا فيه ذهنية قابلة للتطور واحصدوا سعادة وصحة جسدية ونفسية.
استمروا باختيار السعادة والسعادة ستكون حليفكم!