تترك طريقة تفكيرنا آثارها على ما نشعر به، على الصعيدين النفسي والجسدي. فما السبيل إلى اعتماد طريقة تفكير تساعدنا على أن نشعر بحالة أفضل فيما نتأقلم مع مرضنا.
حين يتمّ تشخيص إصابتنا بمرض خطير، قد تكون ردّة فعلنا الأولى هي النكران: “لا يعقل أن يحدث هذا لي”. يُبعد هذا النوع من التفكير المرض عنّا. فإن عشنا حالة النكران لفترة قصيرة، يساعدنا ذلك على أن نستوعب ماذا يجري معنا، ولكن إن عشنا حالة النكران لفترة طويلة، فمن شأن ذلك أن يؤذي عملية بحثنا عن حلول وقد يدفعنا إلى الاستسلام من دون أن نحارب.
فما العمل إذاً؟
أثناء مرحلة إجراء الاختبارات والفحوص، وقبل مقابلة الطبيب للإستماع إلى نتائج الاختبارات:
بادروا إلى تدوين نقاط قوّتكم، وأضيفوا الصفات التي تفكّرون بها تدريجياً إلى اللائحة التي وضعتموها. اطلبوا من أفراد عائلتكم وأصدقائكم أن يزيدوا إلى هذه اللائحة أيضاً، استناداً إلى رؤيتهم لنقاط قوّتكم.
دوّنوا الأمور التي تشعرون بالامتنان حيالها في حياتكم.
دوّنوا مصادر الدعم المحتملة: مراكز العناية بالأطفال، المساعدة في الأعمال المنزلية، التسوّق، النقل، الشؤون المالية، إلخ.
دوّنوا الأمور التي تضفي فرحاً وسروراً على حياتكم.
حاولوا أن تشركوا أحبائكم في كلّ النشاطات والمغامرات التي تقومون بها لتعزيز قوّتكم. يمكن لهذه النشاطات أن تقدّم لكم الكثير من الدعم.
في اليوم الذي تستلمون فيه نتائج الاختبارات، إن جاءت تلك الأخيرة إيجابية، اسمحوا لنفسكم بأن تبكوا، وبأن تغضبوا، وبأن تشتموا حتى إن رغبتم بذلك. لا تكبتوا مشاعركم. اطرحوا أي أسئلة قد تخطر ببالكم على الطبيب، بغض النظر عن مستوى بساطتها، وعن مدى ظنّكم بأنها ساذجة، وبغضّ النظر عن انشغال الطبيب ورفضه الإجابة على أسئلتكم، وتذكروا بأن هناك مئات الأطباء المتخصّصين في أي مجال محدّد في البلد.
عند عودتكم إلى المنزل، اختلوا بنفسكم لبعض الوقت. إن لم تجدوا أي مكان تجلسون فيه بمفردكم، أدخلوا إلى الحمام. دوّنوا كلّ الأفكار السلبية والسوداء التي تخطر ببالكم، واكتبوا المخاوف التي تخالجكم.
والآن، وبعد أن دوّنتم مشاعركم السلبية على ورقة، ضعوها جانباً، إذ يسعكم دوماً العودة إليها فيما بعد.
اذهبوا للقاء أفراد عائلتكم وأصدقائكم. اسعوا إلى وضع خطوات للتخفيف من حدّة هذا الوضع. ناقشوا مخاوفكم معهم.
إن قالوا لكم: “لا تقلقوا، ستسير الأمور على ما يرام في النهاية”، أو “الأمر ليس هاماً، تستطيعون التغلّب على هذا المرض”، اطلبوا منهم أن يكونوا صريحين ويعبّروا عن مشاعرهم وأفكارهم بصدق.
أطلبوا منهم المساعدة في البحث عن معلومات حول العلاجات المحتملة، ودعمكم في إيجاد حلول لمسؤولياتكم اليومية ومهامكم.
ابتعدوا عن الأشخاص الذين يشعرون حيالكم بالشفقة، حتى ولو بنيّة حسنة، إن كان شعورهم يؤثر سلباً عليكم ويحبط عزيمتكم. ابحثوا عن الأشخاص الذين يشجعونكم، ويجرون أبحاثاً نيابة عنكم، ويبتكرون لكم نشاطات مسلية. عليكم أن تشعروا بالقوة لا بالعجز.
انقلوا نقاط قوّتكم، والأمور التي تشعرون بالامتنان حيالها، والأمور التي تستمتعون بالقيام بها من القائمة التي سبق أن كتبتموها، ودوّنوها على ملصقات وانشروها في مختلف أنحاء المنزل. إقرأوا هذه الملاحظات بشكل دائم فتكون بمثابة دلائل لتشجيعكم.
وفيما يختصّ بلائحة المسؤوليات والمهام التي تملكونها، فرتّبوها وفق الأولوية، ودوّنوا الخطوات الواجب القيام بها لتنفيذها، واطلبوا من أحبائكم أن يساعدوكم على تحديد مصادر الدعم والاستفادة منها.