صحيح أن الاعتناء بشخص مسنّ في المنزل مهمة لا تخلو من التوتر أحياناً، ولكن تذكروا دوماً بأنه لا يسهل على المسنّ أيضاً أن يتّكل على الآخرين ليعتنوا به. ومن المفيد أن نعلم بأن فهم شخصية الأفراد، ووضعهم الصحي، وعاداتهم، وسواها من الأمور مسائل هامة للغاية إذ أنها تسهم في مساعدتكم على مشاركة بعض النصائح الحيوية مع المسنّ، نصائح تساعدهم على المضي قدماً بحياتهم بسعادة، وبنوع من الاستقلالية. وتنعكس رفاهية المسنّ على الناس المحيطين به، ولاسيما أفراد العائلة المقرّبين ومقدّمي الرعاية. ثقوا بي، إنها لمقاربة بسيطة من شأنها أن تحدث فرقاً كبيراً!
أمّا النصيحة الأبرز التي يسعني تقديمها إليكم فهي أن تكونوا منظّمين وألا تترددوا أبداً في طلب المساعدة. تواصلوا مع أخصائيين في الرعاية الصحية، ومع أخصائيي علاج طبيعي، ومع الأهل، والأصدقاء وحتى مع الجيران. فهذه حسنة من حسنات الثقاقة الجماعية التي نفتخر بها في منطقة الشرق الأوسط، فجيراننا يصبحون أصدقاء لنا وأفراداً من العائلة في الكثير من الأحيان.
: أما على صعيد التنظيم، فيفترض بكم أن تراعوا المسائل التالية
جدول الزيارات زيارة الطبيب توظيف شخص يساعد في تقديم الرعاية تدوين النفقات ومراقبتها
بداية، أنصحكم بإجراء تعديلات في منزل المسنّ ضماناً لسلامته. فعلى سبيل المثال، يجب إزالة السجاد تفادياً لخطر وقوعهم. كما لا بدّ من تغيير أماكن الأثاث حتى يصبح المكان مؤهلاً لاستخدام الكرسي المتحرك أو كرسي التنقّل.
تحلّوا بالصبر عند سماع القصة عينها للمرة الألف، وادّعوا بأنها المرة الأولى التي تسمعونها فيها.
اسعوا لئلا تبالغوا في حمايتهم، فهو بحاجة لأن يؤمنوا بأنفسهم وبقدراتهم. فالمهام البسيطة كتناول الطعام، أو الاستحمام أو ارتداء الثياب قد تستلزم منهم جهداً كبيراً. وفيما تعرضون عليهم المساعدة، احرصوا على الحفاظ على كرامتهم.
عزّزوا شعور المسنّ بأنه ذي فائدة، كالطلب من الأم المسنّة تحضير طبقكم المفضل أو إعطاؤكم وصفة مميزة. كما يمكنكم مثلا أن تطلبوا من والدكم المسنّ إصلاح المزهرية المكسورة أو إرشادكم لإصلاحها بأنفسكم.
ابقوا كبار السنّ على علاقة وثيقة بأحفادهم، إن وجودوا، وبأولادهم، وبأصدقاء العائلة المقرّبين واحرصوا على إبقائهم على اطلاع على كل ما يجري في العالم الخارجي من خلال إخبارهم بما يستجدّ.
وتذكروا دوماً بأن كبار السنّ يحتاجون لأن يشعروا بالحبّ والأمان! وللحفاظ على صحتهم ورفاهيتهم، عليهم أن يبقوا دوماً نشطين على الصعيد الفكري والجسدي.
والآن، وبعد أن تطرّقنا إلى الشق الفكري، فلنسلّط الضوء على الشقّ الجسدي
يساعد العلاج الجسدي على تقوية العضلات الضعيفة ويزيد من القدرة على الحياة.
فقد أثبتت الدراسات بأنه من المهم جداً ممارسة مختلف أنوع التمارين الرياضية الأربعة: المثابرة، القوة، التوازن، والمرونة.
فالتمارين الدورية من شأنها الحؤول دون خسارة كثافة العظم وتحسّن التوازن، وبالتالي المساهمة في خفض خطر السقوط أرضاً.
:إليكم بضع نصائح للحدّ من خطر سقوط المسنّين أثناء قيامهم بحركات جسدية
الحرص على إجراء فحوصات دورية لنظرهم وسمعهم الحرص على أن يناموا لفترة كافية تحديد أوقات دورية للتمارين الرياضية مساعدتهم على الوقوف ببطء الحرص على أن يرتدي المسنون أحذية من دون كعب، ومصنوعة من المطاط ولا تتسبب بالانزلاق استخدام أداة مساعِدة، عند الضرورة، إذ أنها تمنح المسنين مزيداً من الثبات والثقة للمحاولة. وفي بعض الأحيان، يمكنكم تزيين أداة السير بوشاحهم المفضل، حتى يشعروا بأنها مألوفة بالنسبة إليكم
كلّ من اعتنى بالمسنين يدرك مدى الصعوبة التي يواجهونها في الوقوف عن الكرسي. فاجروا التعديلات المطلوبة لتحرصوا على جعل هذه الحركة سهلة وعملية بالنسبة إليهم.
: إليكم بعض النصائح المفيدة
عدّلوا المقعد أو الكرسي بحيث يكون مرتفعاً، واختاروا كرسياً مع يدين، واحرصوا على أن يكون موضوعاً على أرضية ثابتة ساعدوا المسنّ على تقديم خلفيته نحو مقدّمة الكرسي، وتثبت الرجلين بشكل متباعد بموازاة الكتفين، والشدّ على الركبتين. يمكن وضع اليدين على مسند ثابت، وعلى مقعدين، أو على مقدّمة المقعد تقديم الرأس بحيث يصبح الأنف فوق أصابع القدمين لجعل الجسم يتقدّم إلى الأمام اطلبوا منهم إيجاد نقطة يركزون عليها أثناء الوقوف
وأخيراً، اصغوا إلى نصائح المسنين وحكمهم. ليس لأنهم دوماً على حق، بل لأن خبرتهم في الحياة تفوق خبرتكم وقد اكتسبوا الكثير من الحكم من الدروس التي تعلموها في الحياة حين أخطأوا.