فصل الخريف هو فصل انتقالي، يتغيّر خلاله ضوء النهار، وتصبح الأيام أقصر، كما تنخفض درجات الحرارة. وفيما تستعد الطبيعة لاقتراب الأيام الباردة، تقوم أجسامنا، التي تتّبع النمط الطبيعي عينه، بالمثل.
لا يمرّ انتقال الجسم إلى فصل الخريف بسهولة على الجميع. إذ يشعر الكثير من الأشخاص بعدم استقرار وعدم ثبات. ويستصعب آخرون عملية التأقلم مع تغيّر نمط الضوء وقصر الأيام، في حين يشعر آخرون بالتعب ويفقدون الطاقة، ويميل البعض للشعور بالقلق، أو السوداوية، والبعض الآخر يشعر بالحزن وحتى الاكتثاب.
على الصعيد الشخصي، أعتبر الخريف فصل التأمل الباطني والتغيير، والوقت الأمثل لفرز الأمور والتخلص من الأشياء التي لا أحتاج إليها أو لا أريدها، ولأستعدّ لروتين فصل الشتاء وأخطّط لمشاريع جديدة. وبصفتي أخصائية في العلاج بالزيوت العطرية، أخصّص هذا الوقت من كلّ سنة للتركيز على تقوية أجهزة الدفاع الطبيعية في جسمي وتنشيط فكري عبر استخدام الزيوت العطرية التي تعزّز نظام المناعة في الجسم، وتحارب الوهن، وتصقل الفكر وتحسّن المزاج.
إليكم بعض أنواع الزيوت العطرية التي أفضلها والتي تعدّ مناسبة تماماً لهذا الوقت من السنة!
للصفاء الذهني وتعزيز التركيز: أنشروا عطر إكليل الجبل، النعناع والزنجبيل. علماً أن الأَرز الأطلسي ممتاز لجعلكم تشعرون بالتوازن والثبات، وهو يعمّق النفس ويضفي على الذهن وضوحاً.
لتفادي فيروسات الرشح والإنفلونزا: ضعوا بضع قطرات من الأوكالبتوس على محرمة وقوموا بتنشقها كلما رغبتم بذلك. يمكنكم أيضاً وضع قطعة قماش رششتم عليها بضع قطرات من هذا الزيت العطري بالقرب منكم وترك الرائحة تعبق في أنحاء الغرفة.
لتعزيز نظام المناعة: زيت الريفانتسارا العطري وزيوت شجرة الشاي العطرية. أضيفوها إلى زيت ناقل كزيت اللوز، الماكاديميا، أو زيت المشمش، وضعوها على المعصمين، ومن ثمّ شمّوا المعصمين بشكل دوري.
لتعديل المزاج أنشروا أريج الليمون لرفع معنوياتكم وجعلكم تشعرون بالفرح والسرور.
كما أن البابونج الروماني، والخزامى وعشبة اللويزة تخفّف من التوتر والحزن، ويمكن تنشّقها أو رشّها في أنحاء الغرفة.
لمكافحة التعب الجسدي: تنشقوا صنوبر اسكوتلندا، وستشعرون فوراً بأنكم انتقلتم إلى قلب الغابة، وستستعيدون نشاطكم وحيوتكم.
ويمكنكم أيضاً تحضير هذا المزيج من الزيوت العطرية واستخدامه كلّما شعرتم بالتعب: ذوّبوا بضع قطرات من زيت صنوبر اسكوتلندا العطري والراتنج المارياني في زيت ناقل وافركوا المزيج على الجزء السفلي من ظهركم كلّ صباح ومساء لمدّة سبعة أيام.
يمكن نشر مزيج الزيوت العطرية هذه الخاصة بفصل الخريف في المنزل أو في المكتب:
لتعزيز المناعة والتخلص من الرشح، وفيروسات الإنفلونزا، والبكتيريا: اعتمدوا أنواعاً مختلفة من مزيج الزيوت العطرية التالية بحسب ما تفضّلون: الليمون، الصنوبر الإسكتلندي، إكليل الجبل، واللافندر أو الخزامى.
للحصول على جوّ منعش ونشر الإحساس بالرسوخ: اعتمدوا مزيج “النزهة في الغابة”، والذي يتضمن الشوح السيباري، الأرز الأطلسي، والليمون الحلو.
للاسترخاء والاستعداد للنوم: امزجوا بضع قطرات من زيت المندرين العطري واللافندر أو الخزامى والليمون الحلو .
وأخيراً، تذكّروا أن:
– تحظوا بقسط وافر من النوم. ففي فصل الخريف، يصبح النهار أقصر، لسبب وجيه! فالنوم يجدد الخلايا ويعزّز جهاز المناعة.
– تتناولوا الكثير من السوائل وتمارسوا التمارين الرياضية باستمرار.
– كلّما أتيح لكم المجال، اذهبوا في نزهة في الطبيعة. أدخلوا الأكسجين إلى جسمكم وروحكم. تنشقوا أريج الطبيعة، وتأملوا أوراق الأشجار في فصل الخريف! فالنزهات في الطبيعة تحفّز الإبداع وعملية التخطيط.
– اعتمدوا على الزيوت العطرية الخاصة بفصل الخريف!
ستسهم هذه النصائح الطبيعية بجعلكم تعيشون فصل الخريف بطاقة وإنتاجية!
ملاحظة حول الزيوت العطرية وكيفية استخدامها بشكل سليم
إن الزيوت العطرية مكثّفة، ولذلك فأنتم تحتاجون إلى استخدام كمية صغيرة جداً منها للحصول على النتائج. يجب استعمال الزيوت العطرية بعناية، ولا بدّ من قراءة التوجيهات المدوّنة عليها جيداً والتقيّد بها. احذروا مزج عدد كبير من الزيوت العطرية معاً في الوقت عينه، فاستخدام كمية كبيرة منها دفعة واحدة قد يسبّب الحساسية وقد يؤدي حتى إلى التسمّم.
حافظوا على الزيوت العطرية بعيداً عن متناول الأولاد واحرصوا على ألا تستخدمها النساء الحوامل أو المرضعات. وتفادوا الأوكالبتوس والصنوبر الإسكتلندي إن كنتم تعانون من الربو.
استخدموا فقط الزيوت العطرية العالية الجودة، واحرصوا على أن تكون طبيعية مئة في المئة وعضوية قدر الإمكان.
واشتروا دوماً الزيوت العطرية من مصدر موثوق، فإنّ عدداً كبيراً من الزيوت العطرية الموجودة في السوق أو على شبكة الانترنت مزيّفة أو ممزوجة بروائح اصطناعية. وعندما تشكّون بجودة الزيوت العطرية التي تشترونها، يستحسن بكم أن تستشيروا خبير زيوت عطرية مجاز.
