المداواة الطبيعية مقاربة شاملة للصحة والعافية تعتمد على العلاجات الطبيعية، كالعلاج بالعطور، والأعشاب، والتمارين، والتغذية السليمة لمساعدة الجسم على أن يشفي نفسه. وتعتمد المداواة بالطبيعة على عدد من أساليب العلاج، بما في ذلك الأعشاب، التدليك، الوخز بالإبر، التمارين الرياضية والاستشارات المتعلقة بالتغذية.
نشأت هذه المقاربة في ألمانيا في العام ١٨٠٠ إلا أن بعض العلاجات المعتمدة فيها، فتعود إلى قرون مضت. فأبوقراط، أب الطب الغربي قد قال: “وحدها الطبيعة تشفي”، ما يعكس مبدأ مهماً جداً من مبادىء أبوقراط، مفاده بأن الأجسام المتروكة بمفردها قادرة في غالبية الأحيان على شفاء نفسها. اليوم، تدمج المداواة الطبيعية العلاجات التقليدية والعلم الحديث في مقاربة متكاملة.
تعريف المداواة الطبيعية
تهدف مقاربة المداواة الطبيعية إلى علاج الشخص كاملاً، أي إلى علاج فكره، وجسمه وروحه. وهي تركّز أيضاً على علاج السبب الرئيسي للمرض، لا العوارض فحسب.
يعتمد خبراء المداواة الطبيعية على حمية غذائية سليمة، تمارين رياضية، تحكّم بالتوتر، مياه نظيفة وصافية، وأشعة الشمس للعمل مع الأشخاص ومساعدتهم على اعتماد نمط حياة سليم، والحدّ من أعراض أي مرض يشكون منه، وتعزيز قدرة الجسم الطبيعية على الشفاء، وتأمين التوازن في الجسم للحدّ من خطر الإصابة بالأمراض مستقبلاً.
يقضي خبير المداواة الطبيعية نحو ساعة ونصف الساعة أو ساعتين في فحص الشخص وطرح الأسئلة حول تاريخه المرضي، والعوامل الوراثية، والحمية الغذائية، والبيئة التي يعيش فيها، ومستويات التوتر في حياته والعادات التي تندرج ضمن نمط حياته. وقد يطلب من الشخص إجراء بعض الفحوصات المخبرية.
بعد انتهاء الفحص، تبدأ الخطوة الثانية، والتي تقتضي وضع خطة الصحة الشخصية. وفي هذا الإطار، تركز مقاربة المداواة الطبيعية على المعرفة والوقاية، وقد يساعد أخصائي المداواة الطبيعية الأشخاص الذين يستشيرونه على إحداث تغييرات في حميتهم الغذائية، ونمط حياتهم، والتحكم بمستوى التوتر، وتحديد الأطعمة التي يعانون من حساسية تجاهها، والتخلص من السموم. وقد يصفون أيضاً بعض الأعشاب أو ينصحون بتناول المكمّلات الغذائية.
إليكم بعض الأدوات المستخدمة في المداواة الطبيعية:
- العلاج بالزيوت العطرية – الزيوت العطرية
- العلاج بالماء – الماء
- العلاج بالمغذيات – الفيتامينات، المعادن، المعينات الحيوية، الأطعمة الغنية بالفوائد، مضادات الأكسدة، إلخ.
- العلاج الغذائي
- النشاط الجسدي
- المعالجة بالنباتات – العلاجات بالأعشاب
- تقنيات التحكّم بالتوتر
متى نلجأ إلى المداواة الطبيعية؟
من غير الضروري أن تكونوا مرضى لتجربوا المداواة الطبيعية؛ فقد ترغبون فقط بتعزيز صحتكم بشكل عام أو تفادي المرض.
تجدر الإشارة إلى أن المداواة الطبيعية تستخدم لعدد من المشاكل الصحية، ومن أبرزها:
- – بعض أنواع الحساسية
- – متلازمة التعب المزمن
- – الألم المزمن
- – مشاكل الهضم
- – مشاكل الخصوبة
- – الصداع
- – الاختلالات الهرمونية
- – السمنة
يمكن اعتماد الطب التقليدي والمداواة الطبيعية لعلاج عدد كبير من الأمراض. فعلى سبيل المثال، يسهم العلاج بالمداواة الطبيعية في الحدّ من الآثار السلبية للعلاج الكيميائي (الذي يؤذي نظام المناعة). بادروا دوماً لإخبار طبيبكم المعالج بالعلاجات الطبيعية التي تفكرون باعتمادها، كما يفترض بكم إعلام الأخصائي بالمداواة الطبيعية بأي أدوية من الأدوية التقليدية التي تأحذونها. وبهذه الطريقة، يعمل الطرفان كفريق ضماناً لصحتكم. ومن المهمّ أيضاً ألا توقفوا أي علاج تقليدي تأخذونه لأنكم تعتمدون على المداواة الطبيعية.
كيف تختارون أخصائي المداواة الطبيعية؟
في الوقت الحالي، ليس هناك في لبنان أي جهة تحدّد مؤهلات أخصائيي المداواة الطبيعية ومعاييرهم وتراقبها. ومن هنا، يستحسن اختيار أخصائي أوصى به شخص تعرفونه وتثقون به أو نصح به أحد الأخصائيين الطبيّين.
اسألوا الأخصائي دوماً عن التدريب الذي تلقّاه، شهاداته، خبرته والتوصيات التي حاز عليها. إجمالاً، يخضع أخصائيو المداواة الطبيعية لبرنامج دراسة جامعي في كندا أو الولايات المتحدة الأميركية حيث يتولى مجلس التربية الطبية الخاصة بالمداواة الطبيعية وحده عملية الموافقة على برامج المداواة الطبيعية والجامعات التي تدرّسها. لذا، فهذه إحدى الشهادات التي يمكنكم سؤال الأخصائي عنها. ويدرس أخصائيو المداواة الطبيعية المبادىء الأساسية للطب التقليدي كالتغذية، وعلم النفس والعلاجات المكمّلة كطب الأعشاب والمعالجة المثلية.
في لبنان، تتراوح كلفة جلسة المداواة الطبيعية ما بين ٥٠ إلى ٧٠ دولار.
فالمداواة الطبيعية تتمحور حول جعلك محور صحتك والشخص المسؤول عنها، وتشجعك على أن تؤدي هذا الدور. فحين تدرك كيف تتفادى المرض أو بعض المشاكل الصحية، فستكتسبون ثروة حقيقية إذ ستحافظون على صحتكم في المستقبل. جرّبوا هذه المقاربة فقد تجدون فيها الأجوبة الطبيعية والحلول التي تبحثون عنها.