يُعرف شهر آب/أغسطس على أنه شهر السفر. فسواء أكنتم في إجازة، أو تعودون من إجازة، أو تتوجهون نحو الجامعة، أو تتجهون إلى مكان يختلف ساعة واحدة عن منطقتكم الزمنية الحالية، فستعانون من اعتلال في النوم. ولسوء الحظ، ما من طريقة لعكس ذلك، إلا أن هناك بعض الحيل البسيطة التي من شأنها أن تساعدكم على التأقلم بشكل أفضل.
سافروا واعقدوا العزم على النوم السفر أمر رائع! ومن أفضل الحيل التي توصلت إليها على مرّ السنين هي أن أعقد العزم على النوم في نهاية رحلتي، وأتمدّد، وأمنح نفسي الوقت الكافي لأتكيّف بشكل كامل مع الوجهة التي أقصدها. فعلى سبيل المثال، إن كنت أسافر في إجازة، أبذل جهدي وأخطط للنوم عندما أصل، سواء بأخذ قيلولة قصيرة عند وصولي أو بالخلود للنوم باكراً ليلة وصولي. أما حين أعود من الإجازة، فأكرّر الأمر عينه، إلا أنه يكون أسهل، لأنني بذلك أستطيع أن أعود بسهولة إلى روتيني المعتاد وإلى عادات النوم التي كنت أتبعها. فالسفر مع عقد العزم على النوم هو طريقة ممتازة لوضع إطار عمل صحي للنوم يحدّ من اضطراب النوم ويسمح لكم بالاستفادة من الرحلة إلى أقصى حدود.
الاستفادة من الشمس لم يساعدني يوماً تناول الميلاتونين على التأقلم مع السفر الطويل. إلا أن تنظيم الميلاتونين في الجسم هو الحلّ الأمثل للتحكم بالنوم بالرغم من اختلاف المناطق الزمنية. احرصوا على الاستيقاظ من النوم والجلوس في الشمس لمدة تتراوح ما بين ٢٠ إلى ٣٠ دقيقة، ما بين الساعة العاشرة والثانية عشرة ظهراً، في المنطقة الزمنية الجديدة التي تتواجدون فيها. وكرّروا الخطوة عينها أثناء عودتكم إلى قاعدتكم. فالشمس ستساعدكم فوراً على إعادة تعيير إنتاج الميلاتونين وتساعد ساعتكم البيولوجية إلى العودة إلى وتيرتها اليومية على مستوى النوم والاستيقاظ. أما إن لم يكن هناك من شمس في المكان الذي تقصدونه، فاستعينوا بالضوء. ولكي تجدي هذه التقنية نفعاً، يجب أن تلامس الشمس وجهكم، على مستوى أعلى من مستوى العينين.
حيل أخرى يؤدي النشاط الجسدي، والتمارين الرياضية، وسواها من أنواع النشاطات، ولاسيما النشاطات الخارجية، التي تمارس في الطبيعة، على تعزيز النوم. لا تتناولوا وجبات طعام دسمة، وحاولوا قدر المستطاع تناولها في الخارج، أقله قبل ثلاث ساعات من موعد نومكم. ابقوا جسمكم رطباً، وإن دعت الحاجة، أضيفوا القليل من الملح للطعام وذلك لإبقاء السوائل في جسمكم بعد النزول من الطائرة. وتجنبوا الكافيين لموازنة نومكم واستيقاظكم. وامتنعوا عن تناول الكحول أو تناولوها بأقل كمية ممكنة حتى تتمكن ساعتكم البيولوجية من ضبط وتيرتكم اليومية.
وقت النوم يولّد السفر شعوراً بالحماسة، ما يؤخر عملية الخلود إلى النوم. لذا، حين يحين وقت النوم، أنصحكم بأن تعقدوا العزم على النوم، وتأخذوا أنفاساً عميقة لتسترخوا وتتغلغل هذه الفكرة في داخلكم. ومن أهم الحيل التي تجدي نفعاً معي هي وضع قدمي على الحائط أو أعلى لوح السرير لبضع دقائق مع التنفس بشكل منتظم فيما أبقي عينيّ مغلقتين. فهذه الحركة تبعث فيّ مزيداً من الاسترخاء والراحة.
تناسوا الساعة بالرغم من أنّ ذلك قد يبدو معاكساً للمنطق، إلا أنه يجدي نفعاً. فإن كنتم في إجازة، ما من داعٍ للتوتر حيال الوقت الذي تنامون فيه أو تستيقظون فيه، أقله خلال اليومين الأول والثاني من الإجازة. خططوا لإجازتكم استناداً إلى هذه الفكرة. والأمر سيان، إن كنتم قد عدتم للتو من الإجازة، فامهلوا أنفسكم يوماً قبل العودة إلى العمل ليتسنى لكم أن ترتاحوا وتستعدوا للعمل في اليوم التالي. فالسماح لأنفسكم بأن تسترسلوا للنوم من دون أن تقلقوا حيال الاستيقاظ باكراً هي من أفضل الطرق للاستمتاع بالأسفار!
“طالما أن عقلكم في رأسكم، وأنتم قادرون على التنقل، تستطيعون توجيه أنفسكم في أي اتجاه تختارون. أنتم بمفردكم، ومعرفتكم بين يديكم، وبالتالي، وحدكم تقررون وجهتكم…” دكتور سوس