كيف يمكن للتوتّر أن يعيد تنشيط الدماغ، وما أهمية ذلك بالنسبة إلينا؟
في إطار سعينا لعيش حياة صحية، لا بدّ أنكم سمعتم الكثير من النصائح حول أهمية التخفيف من حدّة التوتر، وتفادي التوتّر أو تخاطيه. ومن هنا أهمية فهم مسألة التوتر بشكل أكثر وضوحاً، والاطلاع على تأثير التوتر على الدماغ، وسبل التداخل ما بين مطاوعة الدماغ والتوتر.
طالعوا هذا المقال لتكتشفوا كيف يمكن للتوتر أن يعيد تنشيط الدماغ، ولكن ثقوا بأن غايتنا من هذا المقال ليست التسبّب بتوتيركم بهذه المعلومات، بل زيادة معرفتكم حتى نتمكّن من تحفيزكم حتى تبادروا، على سبيل المثال، إلى تغيير موقفكم من مسألة التوتر.
مطاوعة الدماغ عبارة تشير إلى قدرة الدماغ على تكييف بنيته ووظيفته وتعديلها أو تغييرها. فعلى امتداد الحياة، تتكوّن روابط جديدة نتيجة الخبرات التي نمرّ بها. وبالرغم من أن للدماغ قدرة محدودة، فإنّ مطاوعة الدماغ قد لا تكون دوماً لصالح تطوّر الدماغ أو تحسينه. فعلى سبيل المثال، تصبح الشبكة العصبونية الحيوية أكثر قوة حين نقوم بعمل جيد. كما أنّ القيام بعمل لا يلائمكم من شأنه أيضاً الاسهام في إعادة تنشيط الدماغ.
ولكن، كيف يرتبط ذلك بالتوتّر؟ إنّ الحالات المعيّنة التي تؤدي إلى التوتر أو التوتر بحدّ ذاته من شأنه أن يحول دون حصول “مطاوعة الدماغ الإيجابية!” وفيما يعدّ الحقل الذي يعالج تأثير التوتر على مستوى العصب في مراحله الأولى، إلا أنّ هناك أبحاثًا واعدة تجري في الأفق. وقد تبيّن بأنّ التوتر يعيق مطاوعة الدماغ. فهذا الاضطراب، سواء أكان نابعاً من عوامل جينية أو من البيئة المحيطة أو من الاثنين، فذلك قادر على إثارة سلوك يسيء التكيّف ويؤدي إلى حدوث اضطرابات مزاجية مرتبطة بالتوتر.
وفي هذا الإطار، سيفيدكم أن تتذكروا بأن مطاوعة الدماغ هي القوة التمكينية التي تسمح للجسم والدماغ بأن يتكيّف مع التوتر. وفيما يمكن للتوتر أن يؤدي إلى حدوث ضرر، فإنّ فهم تأثيراته من شأنه حثّكم على إعتماد تغييرات إيجابية في نمط حياتكم.
ومن هنا، ننصحكم بأن تحموا أنفسكم من التوتر المؤذي عبر اعتماد تقنيات التأقلم التالية:
- غيّروا موقفكم حيال التوتر
- تحكّموا بالوضع الذي تعيشونه
- احظوا بقسط وافر من النوم
- نظّموا أنفسكم وأعمالكم
- اطلبوا المساعدة إن احتجتم إلى ذلك، وكان ذلك بمتناول يدكم
نأمل بأن تكونوا قد عقدتم العزم أكثر من أي وقت مضى على إعادة تنشيط دماغكم، فما لم تفعلوا ذلك، فمن عساه يفعل؟