هل تستغربون هذه المقولة؟
جمعينا نعلم بأن تعزيز المهارات يشير إلى تعلّم مهارات جديدة، ولكن ما علاقة ذلك بالرفاهية والسعادة!
تعريف الرفاهية
بحسب ما يقول “مؤسِّس” علم النفس الإيجابي، د. مارتن سيليغمان، فإن الرفاهية هي القدرة على الشعور بالراحة والتمتع بقدرة على الإنتاج بحيث تستطيعون أن تزدهروا. فالتمتع بالرفاهية يزوّدنا بالموارد لتخطي عقبات الحياة والمشاكل التي نواجهها. ونكتسب الرفاهية عبر اتباع نمط حياة معيّن، عوضاً عن تنفيذ مجموعة من الأدوات. ففي العام ٢٠١٥، قدّم د. سليغمان مفهوم نظرية PERMA لتعزيز الرفاهية والسعادة: وتشير هذه المقاربة بحسب أحرف اللغة الإنكليزية إلى ما يلي:
P : المشاعر الإيجابية E : الانخراط التام R : العلاقات M : المعنى A : الإنجاز
PERMA كيف يُسهم تعزيز المهارات في إرساء نظرية ؟
يمكن لتعزيز المهارات بشكل ذكي أن يعزّز استراتيجية أو أكثر من الاستراتيجيات المذكورة أعلاه ضماناً لتعزيز الرفاهية.
بداية، يصنّف تعزيز المهارات ذكياً حين تكون المهارة التي اخترتم أن تتعلموها مهارة هامة بالنسبة إليكم. وما أقصده بذلك هو التالي: إن كانت المهارة الجديدة التي تعملون عليها مهمة جداً بالنسبة إليكم كشخص، فإن عملية تعزيز هذه المهارة سيعزّز مشاعركم الإيجابية، وقد يجعلكم تخطون خطوة إلى الأمام، فتصلون إلى حالة من اندفاق العطاء والانخراط الشامل. ومن جهة أخرى، فإن كانت المهارة التي تسعون إلى تطويرها تهدف فقط إلى إرضاء شخص آخر أو ملء وقت فراغكم، فلن يكون لها أي تأثير على رفاهيتكم وسعادتكم.
ثانياً، يمكن لتعزيز المهارات بطريقة ذكية أن يسهم في تطوير العلاقات. فمن تراه ادّعى بأن تطوير المهارات يجب أن يتمّ بشكل منفرد؟ فحين تتسجلون في برنامج جماعي أو مع أصدقائكم أو زملائكم، تستطيعون أن تعززوا علاقاتكم مع بعضكم البعض، ما يعزّز رفاهيتكم!
ثالثاً، يرتبط تعزيز المهارات بشكل ذكي بالأهداف الذكية والطموحات. فحين تؤدي المهارات المكتسبة إلى تحسين أدائكم على صعيد تحقيق أهدافكم وتقرّبكم من طموحاتكم، فإن هذا العمل سيكتسب معنى وهدفاً. ونتيجة لذلك، سيمنحكم دفعاً مباشراً ويعزّز رفاهيتكم بشكل مباشر.
وأخيراً وليس آخراً، حين تكون المهارة التي اخترتم تعلّمها مليئة بالتحدي، فهذا الأمر بحدّ ذاته هو تعزيز ذكي للمهارات. فالعمل بجهد لتنفيذ مهمة مليئة بالتحدي، يمنحكم إحساساً بالانجاز لم تعرفوه من قبل. ما يسهم حتماً في تعزيز رفاهيتكم. أما إن خلت المهارة من التحدي وكان من السهل تنفيذها، فستسلبكم هذا الإحساس بالإنجاز، وبالتالي، فهي لن تؤثر على رفاهيتكم وسعادتكم.
نقاط أربع لا بدّ من تذكرها
باختصار، إن كنتم تسعون لتعزيز رفاهيتكم من خلال تعزيز مهاراتكم بطريقة ذكية، فاحرصوا على:
اختيار مهارة ذات معنى بالنسبة إليكم- العمل ضمن مجموعة، إن كان ذلك ممكناً- اختيار مهارة مرتبطة بأهدافكم وطموحاتكم- جعل المهارة التي تختارونها مليئة بالتحدي-
! واستمتعوا بالدافع الجديد في حياتكم