من منّا لا يحتاج إلى جرعة يومية من السعادة؟ لا بل في يومنا هذا، نحن بحاجة إلى جرعة مضاعفة، تساعدنا على تخطي الصعوبات التي نواجهها والحفاظ على نفسيتنا ونفسية أفراد أسرتنا.
أيعقل بأن يكون شعورنا بالسعادة مرتبط بعدد من المواد الكيميائية؟ هذا صحيح.
فهناك مجموعة من الهرمونات والنواقل العصبية الكيميائية في جسمنا، هي المسؤولة عن شعورنا بالسعادة. فلنتعرف عليها، وعلى الآثار التي تنتج عن النقص فيها وعن سبل تعزيزها.
الدوبامين: يعزّز الدوبامين الرغبة بالتعلم واكتساب المعرفة، ويمنح الإنسان الحزم لتحقيق أهدافه، ورغباته وحاجاته.
وعند حصول نقص في هذا الهرمون، يشعر المرء بانعدام الثقة بالذات، وعدم الحماسة، وغياب الطاقة أو الوهن الدائم، كما يفقد القدرة على التركيز، ويشعر بالتوتر واليأس، ويتبدل مزاجه بسرعة، ويتباطىء في العمل ويماطل.
ولتعزيز مستوى الدوبامين، ننصح باتباع الخطوات التالية: وضع لائحة بالمهام الواجب القيام بها بشكل يومي وتنفيذها وضع أهداف بعيدة الأمد والعمل على تحقيقها ممارسة التمارين الرياضة المنزلية القيام بعمل إبداعي، كالكتابة، أو عزف الموسيقى أو ممارسة الفنون تناول الأطعمة الغنية بحمض التيروزين كفول الصويا ومشتقاته، أسماك السلمون، التونة والقريدس، اللحم الضأن، واللحم البقري، والدجاج، والحبش، والبيض، والمكسرات، ومنتجات الألبان. التأمل
الأوكسيتوسين: يمنح الأوكسيتوسين شعوراً بالثقة، والحماسة لبناء العلاقات والمحافظة عليها. كما أنه يلعب دوراً أساسياً في تمتين العلاقات بين الأفراد وتقريبهم من بعضهم البعض.
وعند حصول نقص في هذا الهرمون، يشعر المرء بأنه وحيد، ودائم التوتر، يفتقر إلى الحماسة، ويعاني من الوهن، يقطع علاقته برفاقه، ويعاني من الأرق.
ولتعزيز مستوى الأوكسيتوسين، ننصح باتباع الخطوات التالية: ممارسة التمارين الرياضية المنزلية أو السير في الطبيعة إن أمكن الاختلاط بالمجتمع القيام ببعض التدليك لتليين الجسم الإصغاء إلى الموسيقى الاستحمام بماء بارد التأمل
السيروتينين: يعزز السيروتينين الشعور بالأهمية، ويقوي الشعور بتقبل الآخر وتقبل الذات.
أما عند حصول نقص في هذا الهرمون، فيصبح المرء مفرط الحساسية، ويفقد ثقته بنفسه، ويصاب بنوبات هلع، وتقلبات مزاجية، كما يشعر بأنه قد فقد الأمل، وينتابه خوف من المجتمع، وهوس بأفكار معينة، ويعاني من حالات أرق.
ولتعزيز مستوى السيروتينين، ننصح باتباع الخطوات التالية: ممارسة التمارين الرياضية المنزلية التعرض لأشعة الشمس والسير في الطبيعة القيام ببعض التدليك لتليين الجسم الاستحمام بماء بارد
الأندورفين: يطلق الأندورفين لحظات مقتضبة من السرور لإخفاء الألم الجسدي، وهو يتجاوب مع الألم والتوتر بغية التخفيف من القلق والاكتئاب.
يولّد النقص في الأندورفين شعوراً بالقلق الدائم، والاكتئاب، وتقلبات مزاجية، وآلام مختلفة، وأرق وتصرفات عفوية.
ولتعزيز مستوى الأندورفين، ننصح باتباع الخطوات التالية: الضحك أو البكاء، أي التعبير عن المشاعر وعدم كبتها القيام بعمل إبداعي، كالكتابة، أو عزف الموسيقى أو ممارسة الفنون تناول الشوكولا الداكن والأطعمة الحرّة ممارسة التمارين الرياضية المنزلية أو السير في الطبيعة القيام ببعض التدليك لتليين الجسم التأمل
وبعد أن اطلعتم على دور كل من هذه الهرمونات والنواقل العصبية الكيميائية في جسمنا، وتبعات النقص فيها وسبل تعزيزها، باتت السعادة رهن يديكم بكل ما للكلمة من معنى. فهيّا، مارسوا الرياضة المنزلية، أو سيروا في الطبيعة، وتأملوا، أو قوموا ببعض التدليك، واستحموا بماء بارد، فهي خطوات تزيد من مستوى كل من الدوبامين، الأوكسيتوسين، السيروتينين و الأندورفين في جسمكم، فتعززوا مستوى سعادتكم. هيّا، اعملوا على زيادة شعوركم بالسعادة وانشروا هذه السعادة من حولكم، فالشعور بالسعادة معدٍ وينتشر بسرعة.