أشعرتم يوماً بأنكم تغضبون كثيراً، تستائون بشكل كبير، أو تصبحون حساسين للغاية في مكان عملكم، وتتصرفون بشكل سيء؟ أتساءلتم يوماً لِم ترتفع معدلات توتركم، ما يرخي بظلاله السلبية على عملكم وعلاقاتكم مع الآخرين؟
ما من داع للقلق بعد اليوم! الجواب بسيط، وهو يتمحور حول تعلّم كيفية استخدام ذكائكم العاطفي لاستعادة ذمام الأمور والسيطرة على توتّركم. كلّ ما عليكم فعله هو تحديد مشاعركم والتمكّن من السيطرة عليها. إليكم هذه الخطوات التي من شأنها مساعدتكم في ذلك:
كونوا مدركين لذاتكم: أي تعرّفوا على مشاعركم وافهموها، وحدّدوا الأسباب الكامنة وراءها. بداية، حدّدوا الأسباب التي تدفعكم للتصرّف بهذه الطريقة. ما هو المسبّب؟ هل قلّل أحدهم من احترامكم، هل عاملكم أحد بشكل غير عادل، هل راودتكم أفكارًا معيّنة، أو حصل أمر آخر حرّك هذه المشاعر في داخلكم؟ بعدها، عليكم أن تمعنوا التفكير في طريقة تصرّفكم حيال هذا النوع من السلوك. هل شعرتم بالغضب، بالحزن أو بالخوف؟
- اسعوا إلى ضبط الذات: ما إن تدركوا المُسبّب، يفترض بكم أن تتحكموا بمشاعركم وتخفّفوا من أثرها على أنفسكم وعلى الآخرين. وفي هذا الإطار، عليكم أن تخفّفوا من مستويات التوتر عبر تخصيص الوقت للتفكير قبل التصرّف، وذلك حتى يتسنّى لكم المجال للتصرف (بعقلانية) عوضاً عن القيام بردّ فعل (بشكل عاطفي). ومن أبرز الخطوات التي يمكنكم القيام بها للحصول على بضع لحظات (ثمينة) وتفادي القيام بردّ فعل هي أن تأخذوا نفساً عميقاً، تعدّوا إلى العشرة، أو أن تغيّروا الحديث. ذكّروا أنفسكم بالمُسبّب وتعاملوا مع الوقائع عوضاً عن التعامل مع المشاعر. (أنظروا جدول إشارات السير أدناه).
- تمرّسوا على التفهّم: في معظم الأحيان، تُعزى أسباب شعورنا بالغضب إلى أننا نأخذ الأمور بمنحى شخصي، ونعتبر بأن الشخص الآخر يسيء إلينا “عن قصد”. إذ نادراً ما يخطر ببالنا بأن هذا الشخص يواجه مشاكل معينة أو يعاني من اضطرابات مع مشاعره. ومن هنا، فإن تفهّم الآخرين يعني وضع النفس مكانهم، أي إدراك مشاعر الآخرين وفهم شعورهم فيما لو كنّا في مكانهم. فمجرّد رؤية وجهة نظر الآخرين من شأنها مساعدتنا على أن نكون أكثر تفهّماً.
- طوّروا مهاراتكم الاجتماعية: أي تعلّموا المهارات الاجتماعية والحياتية التي من شأنها مساعدتكم على التحكّم بنوبات غضبكم. ومن أبرز هذه المهارات، مهارات الإصغاء الفعّال، قراءة لغة الجسد، والتحاور باحترام أو حلّ النزاعات.
- تحكّموا بمستويات التوتر: ونهاية، فهذه خطوة مهمّة للمضي قدماً في الحياة. فحين تكونون مضطربين عاطفياً، فإن مستويات توتركم ترتفع. ومن هنا، ننصحكم بممارسة تقنيات الاسترخاء بالتنفّس العميق، والتأمّل، واليوغا، أو التخيّل الموجّه، إذ تساعدكم هذه التقنيات على التحكّم بمشاعركم بشكل أفضل والتعامل مع الحالات المزعجة بشكل أنسب عوضاً عن إبداء ردات فعل عاطفية.
نصيحة قيّمة: تقنية إشارات السير
الأحمر توقّفوا | انتظروا | تريّثوا لا تتصرفوا قبل أن تصلوا إلى مرحلة اللون البرتقالي
البرتقالي حدّدوا المشكلة أعربوا عن شعوركم لنفسكم حاولوا أن تحدّدوا الشعور الذي ينتابكم، وفي أي جزء من جسمكم يتجلّى (خفقان في القلب، احمرار في الوجنتين، رجفة). ومن ثمّ اسألوا، هل من داعٍ لتبدوا ردّة فعل؟ إن كان الجواب نعم، فعدّوا إلى العشرة قبل أن تتصرفوا.
الأخضر ما إن تسيطروا على مشاعركم وتجدوا طريقة أفضل للاستجابة، تصرّفوا عندها.