رسالة حبّ إلى … نفسكم المستقبلية

بقلم نور أبي فاضل

هل شعرتم يومًا بأنكم غارقين تحت وزر التوقعات، توقعات خاصة بكم أو توقعات يفرضها عليكم محيطكم؟ هل شككتم يوماً في قيمتكم، أو ترددتم في المضي قدماً بأحلامكم؟ هل شعرتم يوماً بالإرهاق من كثرة العطاء، وبذل الذات تجاه الآخرين. إذا كنتم تشعرون بذلك، فاعلموا وثقوا بأنكم لستم وحدكم. فتحديات الحياة كفيلة بجعلنا نبتعد عن أنفسنا الحقيقية. ولكن اعلموا وثقوا بأنّ قيمتكم الحقيقية والفعلية ليست مشروطة بأي عمل تقومون به أو بأي صفة تجسدونها.

فإن ظهرتم على طبيعتكم، فأنتم تقدمون شيئًا لهذا العالم، شيئاً لا يمكن لأحد غيركم تقديمه. فالتظاهر بأنكم شخص آخر كفيل بأن يسلبكم فرصتكم في تقديم مساهمتكم الفريدة. لقد صُمّم هذا المقال لتحفيزكم على كتابة رسالة حبّ صادقة إلى نفسكم المستقبلية. يمكنكم قراءة هذه الرسالة واعتمادها كتذكير لكم بمدى قوتكم، وبهدفكم الحقيقي، وجمال رحلتكم الفريدة من نوعها. نحن ندعوكم لتتأملوا في خمسة أسئلة سترشدكم في كتابة رسالة حبّ توجهونها إلى نفسكم المستقبلية.

أنتم أقوياء لقد اختبرت الحياة قوتكم مراراً، ومع كلّ تحدٍ مررتم به، كنتم تخرجون أقوى من ذي قبل. أنتم ثمرة كل عقبة واجهتموها، وكل علاقة مررتم بها وخلّفت أثرها في أرواحكم. نحن هنا للاحتفاء بمشاعركم، ولتكريم الرحلة التي قطعتموها. لقد اجتزتم مسافات بعيدة، وكل خطوة نحو الأمام هي بمثابة إشراقة فجر جديد.

 أحلامكم مهمة أحلامكم هي نبض حياتكم. فالأهداف لم تُخلق لنسعَ خلفها فحسب، بل لتتماشى مع شغفكم وحبكم الأعظم. أنتم أقرب مما تعتقدون، استمروا في السعي وراء شغفكم، فهو يستحق كل جهد، ويقربكم أكثر فأكثر من الحياة التي ترغبون في عيشها.

اللطف هو هديتكم قوتكم الخارقة هي تعاطفكم ورحمتكم. فتعاطفكم يمسّ حياة الآخرين ويضفي عليها نكهة من الإيجابية، حتى وإن لم تلاحظوا ذلك. ولكن تذكروا دائمًا أن تدركوا مقدار اللطف الذي تقدمون ولمن. فلا بدّ وأن تأتي احتياجاتكم في المقام الأوّل.

احتفلوا بالتطور من غير الضرورة أن يكون تطوركم صاخباً وصارخاً، وأن يكون تقدّمكم ونجاحكم مدوياً. تمتعوا بكل انتصار، مهما كان صغيراً، واشعروا بالامتنان على كل خطوة قمتم بها قدماً، مهما كانت صغيرة، فكلّ ذلك جزء لا يتجزأ من مسيرة حياتكم الجميلة.

أنتم كما أنتم، تكفون وتزيدون لستم بحاجة لإثبات أنفسكم لأحد، ولا حتى لأنفسكم. احتفلوا بنواقصكم، وخصائصكم الفريدة، وضعفكم. اجتهدوا في احتضان أصالتكم، فهي ما يجعلكم مميزين.وفيما تمضون قدمًا، احملوا معكم هذه الحقائق: أنتم أقوياء، لأحلامكم معنى، ولطفكم يجعل العالم مكاناً أفضل للحياة. وفيما تكشفون النقاب عن سماتكم الحقيقية، احتفلوا بها، وكرّموها، وأحبوّا أنفسكم، أحبّوها بقوة. فأنتم، كما أنتم، تكفون وتزيدون.

تأملوا واكتبوا من قلبكم! خذوا بضع دقائق وتأملوا بهذه الحقائق وطريقة انعكاسها على حياتكم. إليكم بضع أسئلة لتوجيه أفكاركم:

– ما هو التحدي الذي تخطيتموه ويذكركم بمدى قوتكم؟ – ما هو الحلم الذي لطالما سعيتم إليه، وما السبيل لتأخذوا خطوة صغيرة اليوم على مسار تحقيقه؟ – كيف ترك لطفكم أثراً إيجابياً في حياة شخص ما مؤخراً؟ – ما هو الانتصار الصغير الذي تستطيعون الاحتفال به اليوم؟ – ما الذي يشكّل معدنكم الحقيقي، وكيف تستطيعون تعزيزه أكثر فأكثر؟

يمكنكم تدوين إجاباتكم في دفتر مذكراتكم أو الاكتفاء بالتفكير بها بينكم وبين أنفسكم. فهذه مسيرتكم الخاصة، كرّموها، على طريقتكم الخاصة.

مع كلّ الحبّ، نفسكم القديمة

ربما يعجبك أيضا