خاتمي ضيّق اليوم. قدماء تؤلمانني. يبدو وكأن حذائي صغيراً. لقد زاد وزني كيلوغراماً واحداً بين ليلة وضحاها. ما خطبي؟
يتكوّن جسم الإنسان البالغ من الماء بنسبة ٦٠٪، ويعاني المرء من احتباس السوائل أو احتباس الماء حين يحتفظ الجسم بالسوائل غير الضرورية في الجسم ولا يصرّفها.
وبالرغم من أن المعاناة من احتباس الماء من وقت إلى آخر ليس بالأمر المقلق، إلا أن التورّم الحادّ والمستمر هو مدعاة للقلق وغالباً ما يشير إلى مشكلة صحية كامنة.
ولا ينصح بتناول الأدوية المدرّة للبول والتي تباع من دون وصفة طبية. فهي تؤثر على عمل الكليتين الطبيعي. لذا، ننصحكم بأن تبحثوا عن حلول عملية، وغير مكلفة، وعن الخيارات المتاحة للشعور بالتحسّن والراحة!
كيف نستطيع أن نحدّد وجود فائض في السوائل في جسمنا؟ – انظروا إلى رجليكم، يديكم، معدتكم أو قدميكم. – المسوا هذه النواحي من جسمكم. – هل تشعرون بأن ملمس هذه النواحي أكثر طراوة؟ – أتشعرون بالنفخة؟
يؤدي ضعف الدورة الدموية إلى تكدّس السوائل. وبالإضافة إلى الفحص الجسدي، اطرحوا على أنفسكم الأسئلة السبع التالية:
هل تمارسون مقداراً كافياً من الحركة؟ يجب على الشخص ذي الصحة السليمة أن يسير ستة آلاف خطوة يومياً.
هل اكتسبتم الوزن موخراً بشكل غير متوقع؟
هل تنقلتم في السيارة أو في الطائرة لمسافة طويلة مؤخراً؟
هل غيّرتم حميتكم الغذائية؟
هل تشعرون بالتوتر؟
هل خضعتم لعملية جراحية، أي لعملية جراحية تجميلية أو تصحيحية؟
هل بدأتم بأخذ دواء جديد كمضادات الاكتئاب، أو أدوية خافضة لارتفاع ضغط الدم، أو كورتيكوستيريد وعقاقير استيرويدية مضادة للالتهاب؟
والآن، ما الذي تستطيعون القيام به للتخلص من فائض المياه في جسمكم؟ مع اقتراب فصل الصيف، ومع كثرة النشاطات التي نقوم بها في الشمس، ومع الحاجة لارتداء ملابس مناسبة للحرّ، ما الذي يمكن القيام به اليوم للحدّ من احتباس السوائل أو احتباس المياه؟
أولا- التغذية والترطيب
أتحتوي حميتكم الغذائية على الكثير من الملح؟ ابحثوا عن الأطعمة المشبعة بالملح والتي تحتويها وجباتكم الغذائية، كالخضار المعلبة أو الأطعمة المجمّدة.
هل تتناولون فاكهة غنية بالبوتاسيوم؟ يمكن للموز، والبطيخ والدراق أن يخفض من مستويات الصوديوم في الجسم، ما يخفّض من نسبة احتباس السوائل.
هل تشربون كميات كافية من المياه؟ صحيح أن هذه النصيحة تبدو غير متوقعة، إلا أنه، وحين تكثرون من شرب المياه، يسهل على الجسم التخلص من فائض الملح! تذكروا، بأن الحفاظ على الجسم رطباً أمر غاية في الأهمية! وعبر تناول كمية كافية من المياه يومياً، يمكنكم أن تتخلصوا من السموم وتحافظوا على جسمكم رطباً بشكل ملائم.
أتضيفون البقدونس إلى وجباتكم الغذائية؟ يوصي الطبّ البديل بتناول البقدونس على أنه طعام مدرّ للبول.
أتتناولون كميات كافية من الثوم؟ في الطب اليوناني القديم، كان الثوم يُستخدم لعلاج عدد من المشاكل الصحية وكان يعتبر مدراً طبيعياً للبول.
أتتناولون الشمرة؟ أشارت بعض الدراسات إلى أن الشمرة تعزز من درر البول.
ثانياً- طبّ الأعشاب
أتشربون شاي الكركديه؟ يعرف شاي الكركديه بأنه مساهم في تكوين البول.
أتتناولون الهندباء كمكمّل غذائي؟ إن جذور الهندباء هي علاج عشبي آمن من شأنه مساعدة الجسم على التخلّص من احتباس الماء.
وغالباً ما ينصح الطب التقليدي بتناول هذه الأعشاب لأنها تساعد الجسم على التخلص من السوائل غير الضرورية. فقد تساعدكم على التخلص من الماء عبر دفع الكليتين إلى التخلص من كمية إضافية من البول، والملح أو الصوديوم.
ثالثاً- الفيتامينات المكمّلة
احرصوا على أن تكون مستويات فيتامين باء ستة مناسبة. فهذا الفيتامين الذي يذوب في الماء ضروري لاستقلاب البروتينات، ولصحة الدماغ، وتنظيم دفق السوائل، وعمل جهاز المناعة.
ويعود هذا الفيتامين بالنفع على النساء اللواتي ينتفخن قبل الدورة الشهرية والأفراد الذين يهدفون إلى صقل أجسامهم بشكل أفضل من خلال ممارسة التمارين الرياضية واحتباس الماء.
رابعاً- الحركة الجسدية
أتمارسون الرياضة باستمرار لدعم جهاز الدورة الدموية وتسهيل خروج السوائل من جسمكم؟ يمكن لجهاز الدورة الدموية أن يوجّه السوائل نحو المسالك اللمفوية، والهضمية، والبولية بغية التخلّص منها. ويسهم ذلك في الحدّ من احتباس المياه. كما أن السير، وممارسة اليوغا أو السباحة نشاطات مسلية وفعالة في التخلص من احتباس السوائل. ولا تنسوا أهمية التمارين الرياضية الدورية ووضع خطة تمارين رياضية يوافق عليها الأخصائيون تلبية لحاجات جسمكم.
خامساً- رفع الساقين
من وقت إلى آخر، ننصحكم بأن تخلدوا للراحة رافعين رجليكم بشكل أعلى من مستوى قلبكم. يسهم ذلك في جعل السوائل تخرج من الكاحلين والقدمين، ما يسهل عملية خروجها من الجسم. اعتمدوا هذه الحركة حين تستيقظون من النوم وقبل أن تخلدوا إلى النوم. إلا أنه، وإن كنتم تعانون من ارتفاع ضغط الدم، فننصحكم باستشارة الطبيب المعالج قبل تطبيق تمرين رفع الساقين.
سادساً- ملابس ضاغطة
في بعض الأحيان، قد يفيدكم ارتداء جوارب ضاغطة أو أكماماً لتعزيز دفق الدم. يهدف ذلك إلى تفادي التورم الناجم عن تكدّس السوائل وتكوّن الجلطة الدموية.
إن احتباس السوائل مشكلة شائعة، إلا أن استشارة الطبيب فوراً أمر ضروري إن تطوّر التورم ولم يتلاشى.
باختصار، فإن فهم موضوع احتباس السوائل والتعاطي معه ضروري للحفاظ على الصحة بشكل عام والترويج لجسم متوازن. كما أن دمج هذه العلاجات الطبيعية ضمن نمط حياتكم من شأنه خفض النفخة، والتورم، والانزعاج المترافق مع احتباس السوائل بشكل كبير. كما أنه لا بدّ من استشارة الطبيب عند حصول اي تورّم مفاجىئ لأي جزء من أجزاء الجسم، ولاسيما لدى النساء الحواملـ لأن ذلك قد يشير إلى حدوث تجلّط دموي. ومن هنا، ننصحكم باستشارة أخصائي صحي إن كنتم تعانون من أي عوارض حادة أو دائمة. واعتمدوا مقاربة شاملة للصحة والعافية وانعموا بفوائدها لتعزيز صحة جسمكم وجعله أكثر تناغماً وراحة.