أي مواد حافظة ومضافة يجب أن تتجنّبها ولماذا؟

بقلم نور أبي فاضل

أصبحنا مؤخراً نرى غالباً على غلافات الأطعمة ملاحظات مثل “خالٍ من الغلوتن”، أو” خالٍ من غلوتامات أحادي الصوديوم”، أو “خالٍ من السكّر المضاف” أو “لايت”.

لكن هل هذا يعني أن تلك الأطعمة صحيّة؟ في الواقع، ذلك يعتمد على مكّونات أخرى ولا سيّما المواد الحافظة والمواد المضافة.

تضاف المواد الحافظة إلى الأطعمة المعلّبة من أجل إطالة فترة صلاحيتها، أما المواد الماضفة فتُزاد لتحسين نكهة الأطعمة ومظهرها.

قامت شركة يورومونيتور انترناشونال بتحليل بيانات ٥٤ دولة ورفعت تقريرًا مفاده أن الدول الأكثر تطورًا تستهلك حاليًا سعرات حرارية من الأطعمة المعلّبة أكثر مما تستهلك من الأطعمة الطازجة. وبالتالي، اسخلصت استنتاجًا منطقيًا بأن هذا التوّجه أدّى إلى زيادة في استهلاك المواد الحافظة والمواد المضافة.

إلى أي مدى يمكن اعتبار هذه المواد صحيّة؟ أليس من المحتمل أن تحفظ هذه المواد الأطعمة على حساب صحّتنا؟

في حالات كثيرة يكون الجواب بلى! لذا من الضروري أن نقرأ بتمعّن ملصقات الأطعمة المعلّبة. وإليكم في ما يلي أبرز المواد الحافظة والمواد المضافة التي يجب أن نتجنّب استهلاكها:

المواد الملونة الغذائية الشائعة

نتريت الصوديوم (NaNO2)

هل سبق وتساءلتم يومًا من أين للّحوم المعالجة ذلك اللون الأحمر الزهري؟ إنها المادة الحافظة نتريت الصوديوم التي تعزّز لون هذه اللحوم وتحميها من نمو البكتيريا المضرّة عليها.

يرتبط اسم هذه المادة الحافظة بأمراض السرطان والسكّري والألزهايمر. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، صُنِّفَت اللحوم المعالجة كأطعمة ” مُسَرطِنة للبشر” وهذا يرجع جزئيًا إلى احتوائها على نتريت الصوديوم.

غالبًا ما نجد هذه المادة في نقاننق الهوت دوغ، واللحم المقدّد ولحم الخنزير ولحم البقر المحفوظ وغيرها من اللحوم المعالجة والسمك المدخّن.

المحلّيات الاصطناعية

غالبًا ما نجد مادة الأسبرتام (E951) في الأطعمة التي نقرأ على ملصقاتها عبارة “خالٍ من السكّر” وهي محاطة بالكثير من الجدل. يربط الناشطون المكافحون ضد الأسبرتام هذه المادة بالسرطان والألزهايمر والتصلّب اللويحي المتعدد وآلام الرأس والاكتئاب ونوبات الصرع وغيرها من الحالات المرضيّة.

أما في ما يخصّ أسيسلفام البوتاسيوم وهي مادة محليّة اصطناعية جديدة نسبيًا، فقد ارتبط اسمها بأورام وسرطانات الكليتين.

غالبًا ما نجد هاتين المادتين في المشروبات الغازية الدايت/الخالية من السكّر، والجيلاتين، والعلكة بنكهة النعناع، والشاي المثلّج، والفيتامينات القابلة للمضغ.

غلوتامات أحادي الصوديوم (E621)

يمكننا أن نجد أكثر من ٤٠ شكلًا من أشكال هذه المادة المضافة في المنتجات التي نستهلكها بشكل متكرّر (غلوتامات أحادي الصوديوم، وكازيينات الصوديوم، والخميرة التي تتحلل ذاتيًا، وبروتينات الخضار التي تتحلل ذاتيًا، إلخ…). مهما كان شكل تلك المادة، يرجّح أنها تسبب البدانة الناجمة عن المواد الكيميائية ومرض السكري من النوع الثاني والربو وآلام الرأس، حتى أنها تتلف الدماغ.

نجد مادة غلوتامات أحادي الصوديوم في أنواع الحساء المعلّبة والمشروبات الخالية من السكر والوجبات السريعة الشعبية وفي نقانق فرانكفورتر والشوربة السريعة التحضير وبعض الأطعمة النباتية المعلّبة.

الدهون المتحوّلة الصناعية

تُستخدًم الدهون المتحوّلة الصناعية (ابحثوا في الملصق عن عبارة “زيوت مهدرجة جزئيًا”) لتعزيز نكهة الأطعمة وقوامها.

ترتبط الدهون المتحوّلة بارتفاع مستويات الكولسترول السيئ (LDL) وانخفاض مستويات الكولسترول الجيّد(HDL) ، فضلًا عن زيادة احتمال الإصابة بنوبة قلبية ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكّري النوع الثاني.

أعلنت الإدارة الأمريكية للأغذية والأدوية FDA أن الدهون المتحولة الصناعية لم تعد “تُعتَبَر آمنة بشكل عام” وحاليًا تقوم بعض الدول بتطبيق تشريعات للحدّ منها أو حظر استخدامها، وبعض الدول قد بدأت بالفعل تطبيق هذه التشريعات.

غالبًا ما يُستخدَم هذا النوع من الدهون في صناعة السمن النباتي ورقائق البطاطس والمقرمشات والوجبات السريعة.

يتمّ الترويج لأكثر الأطعمة المعلّبة الشائعة من خلال رسائل تسويقية مضلّلة. وبعض هذه المنتجات قد تعرّض حياتنا للخطر فعليًا.

وفي مقابل ازدياد وعي المستهلك للدلائل التي تشير إلى الآثار المضرّة لبعض المواد الحافظة والمواد المضافة، يدرس قطاع الصناعات الغذائية حاليًا إمكانية استخدام المستخرجات النباتية كمواد حافظة طبيعية.

بانتظار ذلك، احذروا عند وضع المنتجات في عربة التسوّق واقرأوا جيّدًا ملصقات الأطعمة والمعلومات الغذائية المدرجة عليها. نصيحة أخيرة: كونوا أذكياء حين تتناولون الطعام خارج المنزل وفكّروا بالمكوّنات المستخدمة لتحضير طبقكم.

ربما يعجبك أيضا