ما تأثير استهلاك الدجاج على صحتنا؟

بقلم فريق صحة والناس

الدجاج غذاء شائع يُستهلك في مختلف أنحاء العالم. فاللحم هو المصدر الأساسي للبروتين، إلا أن الدجاج هو مصدر البروتين الأرخص ثمناً مقارنة بلحم البقر أو ثمار البحر. فقد أثبتت الدراسات بأن الهند، الصين، والولايات المتحدة هي البلدان التي تسجّل نسب استهلاك الدجاج الأعلى حتى تاريخه. وعلى نطاق أصغر، فإن سوق الشرق الأوسط للدواجن معروف على أنه مقسّم ضمن أكثر من فئة من دون أن يكون هناك فئة مهيمنة. وبحلول العام ٢٠٢١، شهد سوق اللحوم في منطقة الشرق الأوسط نسبة نمو بلغت ١٠٪، بوجود خمس شركات كبرى تشكل ٧٫٤٩٪ من حصة السوق. وتعد البحرين والسعودية من أهم البلدان المنتجة والمستهلكة للدواجن، إذ تشهد نسب نمو تبلغ ٤٪ لناحية الانتاج و١٫٦٤٪ لناحية الاستهلاك.

وكان قطاع الدواجن أول من أدخل استخدام المضادات الحيوية للحيوانات في العام ١٩٥١ للحفاظ على الإنتاج، وضبط الأمراض المعدية، وتلبية الطلب المتزايد. وفي الواقع، حين بدأت هذه المؤسسات باستخدام جرعات صغيرة من المضادات الحيوية، وغالباً ما أدى ذلك إلى تطوّر بكتيريا تقاوم المضادات الحيوية المستخدمة. وعلى مر السنوات، فقد عرّضت هذه الآلية الحلقة الغذائية الخاصة بالحيوانات للخطر، وبالتالي أساءت لأنظمتنا البيئية.

ويجهل معظم مستهلكو الدجاج معاني المصطلحات المستخدمة في صناعة الدجاج والموضوعة على المنتجات. وفي هذا الإطار، بادر مجلس الدواجن الوطني الأميركي الذي لا يبغي الربح إلى عرض مختلف أنواع الدجاج التي تباع في السوبرماركت:

  • دجاج يربى في المراعي الحرة: إنه ملصق يشير إجمالاً إلى أنه يسمح لهذه الدواجن بأن ترعى خلال أوقات معينة من النهار في المراعي عوضاً عن سجنها ضمن مستودع وإطعامها العلف.
  • دجاج مزارع: إنه الدجاج الذي يُربّى في المزارع المحلية.
  • دجاج طبيعي: لا يحتوي المنتج على أية عناصر اصطناعية، تعديلات بيولوجية أو مواد حافظة كيميائية.
  • دجاج عضوي: لكي تصنّف الدواجن على أنها عضوية ويُكتب ذلك على الملصق، فيفترض بهذا المنتج أن يتقيّد بقواعد وزارة الزراعة الأميركية. إلا أن هذا الملصق لا يشير إلى أن هذا المنتج صحي أكثر من الدواجن التي تُربى على الطريقة التقليدية.
  • دجاج خال من المضادات الحيوية: يعتمد البرنامج الخالي من المضادات الحيوية على أدوات بديلة لتربية دواجن صحية. ومن هذه الأدوات نذكر خطط التغذية، البروبيوتيك واللقاحات. كما تعتمد بعض المنشآت على نظام مركب لدوران الهواء، وعلى ضبط الحرارة وبرامج تدريبية للمزارعين والتقنيين العاملين على الأرض. وبالرغم من ذلك، وفي بعض الحالات، تمرض الدواجن، فتستخدم المضادات الحيوية أو تصبح ضرورة. وحدها الدجاجات التي لم تمرض تصنف على أنها تربت بنجاح من دون استخدام المضادات الحيوية.

تأثير المضادات الحيوية المستخدمة للدواجن على الإنسان

بالرغم من الاعتقاد السائد بأن الدجاجات لا تُحقن بهرمونات النمو، فنحن نتناول الهرمونات الطبيعية في كل مرة نأكل فيها الدجاج. وتماماً كما هي عليه الحال مع البشر، فإن للدواجن هرمونات خُلقية تتحكم بوظائف الجسم مثل النمو ومعدلات الخصوبة. وتعدّ كمية الاستروجين مصدر قلق رئيسي لأن هذا المركّب متطابق ما بين جسم الإنسان وجسم الدجاج. وقد تمّ ربط مستويات الاستروجين المرتفعة الموجودة في منتجات الدواجن بمشاكل صحية تظهر في مرحلة لاحقة من الحياة، مثل سرطان الثدي ومتلازمة تكيّس المبايض. وتؤثر هرمونات جسم المرأة على الأيض، والشهية، والنمو والتطور، والمزاج، والتوتر، وحرارة الجسم. وفيما نسمع الكثير عن تأثير الهرمونات على عمل المرأة وحياتها، إلا أن علينا أن ندرك بأن للهرمونات تأثير كبير على حياة الرجال أيضاً. ويسعى الباحثون اليوم إلى أن يفهموا بشكل أفضل تأثير هذه الظاهرة على جسم الإنسان.

فوفقاً لبحث أجري في العام ٢٠١٠، فإن الاستهلاك المفرط للدواجن التي تفرز هذه الهرمونات يؤثر على صحتنا على المدى البعيد. فعلى سبيل المثال، وجد الباحثون علاقة ما بين اللحم الغني بالاستروجين وأمراض السرطان المعتمدة على الهرمونات. وبشكل موازي، أثبتت الدراسات التي أجريت على منتجات الألبان والأجبان وجود تأثيرات جسدية ناجمة عن التَستوستيرون الموجود في دهون الحليب. وقد وجد الباحثون علاقة مباشرة ما بين هرمون دايهايدروتستوستيرون (DHT) وتساقط الشعر. مع الإشارة إلى أن هذا الهرمون ناجم عن تحوّل هرمون التَستوستيرون في منتجات الألبان والأجبان، وهو هرمون يعيق نمو بصيلات الشعر، وبالتالي يقصر دورات الشعر ما يؤدي إلى تساقطه. وبالإضافة إلى ما سبق، ففي العام ٢٠١٩، اكتشف فريق من الباحثين الباكستان بأن تناول اللحم المشوي يؤدي إلى عدم اتزان هرموني واختلال في الوزن. كما أشاروا إلى أن الإفراط في تناول أي نوع من أنواع لحوم الدواجن سيؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بالمشاكل الصحية الخطرة، كالسرطان، والتهابات المسالك البولية، والأمراض التي تنتقل عن طريق الطعام، وأمراض القلب. وباختصار، وبالرغم من أن منشآت تربية الدواجن قد تمكنت من تفادي حقن الدجاج الذي يستخدم للشوي بمضادات حيوية اصطناعية، فما زال موضوع صحة الحيوان وعافيته قيد الدراسة. ومع عدم استخدام الحقن، فإن تناول الدجاج يعني حتماً تناول الهرمونات التي تحتويها، وهي هرمونات مرتبطة بمشاكل صحية خطية يمكن للمرء أن يعاني منها في مرحلة لاحقة من الحياة.

إليكم بعض النصائح الغذائية السليمة التي من شأنها المساعدة في خفض تعرضكم للهرمونات المستخدمة في الصناعات الغذائية:

  • اعتمدوا حمية عذائية متنوعة غنية بالفاكهة، والحبوب والخضار.
  • تناولوا اللحوم باعتدال، على أن تكون مطهية بشكل جيد لا محروقة.
  • أكثروا من تناول اللحوم الخالية من الدهون، وخففوا من تناول الكبد واللحوم المشبعة بالدهون.

والآن، وبما أنكم اكتسبتم معلومات وافية حول موضوع استهلاك الدواجن، فما هو الخيار الذي ستعتمدونه؟

ربما يعجبك أيضا