إن متلازمة القولون المتهيّج هو اضطراب معموي مزمن شائع. فالشخص الذي يعاني منه يشعر بالألم في البطن، والتشنجات مع حركة الطعام العادية ويعاني من الإسهال أو الإمساك (غالباً بشكل متناوب) ، كما ويشعر بالغازات والنفخة، ويجد مادة مخاطية في البراز.
يصيب هذا المرض النساء بشكل مضاعف من إصابته الرجال، وغالباً ما يظهر في بداية سن البلوغ.
وتتراوح حدّة المرض من شخص إلى آخر، إذ يعاني البعض من عوارض قاسية تؤثر على نوعية نومهم، وعملهم، وحياتهم بشكل عام، فيما يختبر البعض الآخر عوارض متوسطة الحدّة، تأتي وتختفي، علماً أن العوارض قد تتغير بفعل الوقت.
وحتى يومنا هذا، مازال السبب الرئيسي وراء متلازمة القولون المتهيّج مجهولاً.
:ومن العوامل التي يبدو وكأنها تؤدي دوراً في هذه المتلازمة، نذكر:
التغييرات في بكتيريا الأمعاء والإفراط في النمو البكتيري: أفادت الأبحاث بأن بكتيريا الأمعاء لدى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون المتهيّج مختلفة عن تلك الموجودة لدى الأشخاص الذين لا يعانون من هذه المتلازمة، كما يمكن أن يرتبط هذا المرض بالإفراط في النمو البكتيري (أي كثرة البكتيريا في الأمعاء) .
النظام العصبي: إن ضعف الإشارة ما بين الدماغ والأمعاء يؤدي إلى عرقلة نظام الهضم الطبيعي، وبالتالي يؤدي إلى الشعور بالألم، أو الإمساك أو الإسهال.
إلتهاب في الأمعاء: يعاني بعض الأشخاص الذين يشكون من متلازمة القولون المتهيّج من عدد أكبر من خلايا النظام المناعي في جسمهم، إذ غالباً ما ترتبط استجابة نظام المناعة بالألم والإسهال.
- انقباضات عضلية في الأمعاء: أحياناً، تؤدي الانقباضات القوية والطويلة للعضلات التي تأتي على جدار الأمعاء إلى التسبب بالغازات، والنفخة والإسهال فيما تؤدي الانقباضات الأضعف إلى عرقلة مسيرة الطعام في الأمعاء وتؤدي إلى براز جاف وقاس.
- الالتهابات: تؤدي متلازمة القولون المتهيّج إلى تطوير حالة متطورة من التهاب المعدة الناجم عن فيروس أو بكتيريا.
العوامل المحفزة لمتلازمة القولون المتهيّج :
- التوتر: غالباً ما يختبر الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون المتهيّج من عوارض أسوأ أو أكثر تكراراً خلال الفترات التي يعيشون فيها في حالة توتر.
- حساسية على الطعام: بالرغم من أنه نادراً ما ترتبط متلازمة القولون المتهيّج بالحساسية على الطعام، تسوء حالة الكثيرين حين يتناولون أنواعاً معينة من الأطعمة والمشروبات، بما في ذلك الحبوب، والملفوف، والفاكهة الحمضية، ومنتجات الألبنان والأجبان، والمشروبات الغازية.
- الأدوية: بعض الأدوية تحرك عوارض متلازمة القولون المتهيّج ومنها المضادات الحيوية، والأدوية المضادة للاكتئاب الثلاثية الحلقات، والأدوية التي تحتوي على السوربيتول (المادة التي نجدها في بعض المسكنات وأدوية السعال).
- الهرمونات: بما أن النساء يعانين بنسبة مضاعفة من متلازمة القولون المتهيّج، وترى الكثير من النساء بأن هذه العوارض تزداد سوءاً قبل الدورة الشهرية وخلالها، فقد تم الاستنتاج بأن للتغييرات الهرمونية دورٌ في متلازمة القولون المتهيّج.
نصائح لمساعدتكم على تفادي أعراض متلازمة القولون المتهيّج :
اعتماد حمية غذائية متوازنة
- أكثروا من تناول الخضار والفاكهة، واعتمدوا الخبز الكامل، واللحم الخالي من الدهن، والدجاج والسمك، واستعملوا الزيوت والدهون الصحية كزيت الزيتون، واستبدلوا حليب البقر بحليب اللوز مثلاً.
- اعتمدوا نظام طعام دوري، وتحكموا بحجم وجبة الطعام، وكلوا ببطء وامضغوا الطعام جيداً.
- دونوا ما تأكلون لتتمكنوا من تحديد الأطعمة التي تحفز عوارض متلازمة القولون المتهيّج وتلك التي لا تحفّزها. تختلف عملية هضمكم والمحفزات الغذائية التي تزعجكم عن تلك التي تزعج الآخرين، فتنبهوا إلى حالتكم.
- ابتعدوا عن الأطعمة المعالجة، والمحفوظة والمدخنة، وعن البايكون، والنقانق، والسمك، والأطعمة الدسمة، والعدس، والبازيلاء، ومنتجات الألبان والأجبان، والسكر، والمحليات الاصطناعية، والكحول، والكافيين، والمشروبات الغازية، والأطعمة الحارة والحبوب التي تحتوي على الغلوتين مثل الشعير، الزؤان والقمح.
- تجنبوا تناول الطعام بارداً جداً أو ساخناً جداً.
- لا تتناولوا الطعام عندما تشعرون بالقلق أو التوتر.
- تجنبوا الأطعمة التي قد تسبب لكم الجفاف أو الإسهال وتلك التي تسبب الغازات (بعض أنواع الخضار كالبروكولي، الكرنب، الملفوف والقرنبيط).
تعلموا كيف تتحكموا بتوتركم
تعلموا وجربوا تقنيات مختلفة للحد من التوتر وذلك للحد من احتمال تعرضكم لنوبات احتدام. وفي هذا الإطار، قد تساعدكم تمارين التنفس، والعلاج بالعطور، والاستشارة النفسية وسواها من تقنيات الصحة النفسية أو السوفرولوجيا.
مارسوا الرياضة بشكل دوري
تساعد الرياضة لا على جعل نظام الهضم يعمل بشكل صحيح فحسب، بل تخفف من التوتر أيضاً. خصصوا وقتاً لممارسة الرياضة، حتى ولو قمتم بذلك لمدة عشر دقائق فقط في البداية.
تجنبوا التدخين
تماماً كما هي عليه الحال بالنسبة إلى الكحول والكافيين، يؤدي التبغ إلى جعل عوارض متلازمة القولون المتهيج أكثر سوءاً بشكل عام، كما يؤثر على معظم أعضاء النظام الهضمي بشكل خاص.
استشيروا الطبيب دوماً إن كنتم تعانون من إحدى عوارض متلازمة القولون المتهيّج.
بيد أنه ما من علاج حالياً لمتلازمة القولون المتهيّج، إلا أن الكثيرين قادرون على التخفيف من حدة عوارضه عبر إجراء تغييرات بسيطة في حميتهم الغذائية ونمط حياتهم، ومع تعلمهم كيفية التحكم بتوترهم.