ما السبيل لتفادي الحقول الكهرومغناطيسية وحماية أنفسكم؟

بقلم سلمى دياب

كم مرة في اليوم تحدّقون إلى شاشة الكمبيوتر، الهاتف الخلوي والتلفاز؟ هل تعلمون بأن في هذه الشاشات مادة ملوّثة لا يستطيع أحد رؤيتها، شمّها، سماعها أو لمسها؟ مادة تؤثر على صحتنا الجسدية على مستوى خلايا الجسم؟ إن الحقل الكهرومغناطيسي هو حقل مادي ناجم عن أدوات مشحونة بالكهرباء قادرة على أن تؤثر سلباً على صحتنا.

يتداخل الحقل الكهرومغناطيسي مع تفكيرنا الطبيعي. فجسمنا مصمّم ليعمل بشكل متناسق مع وتيرة الطبيعة، إلا أن أجهزة الكمبيوتر، والهواتف الخلوية، وأجهزة التلفاز الذكية، والأبراج الخلوية تجعلنا نفقد توازننا.

إليكم أربعة أنواع مختلفة من الحقول الكهرومغناطيسية التي تمّ ربطها بآثار سلبية على الصحة:

  1. ذبذبات الراديو: تصدر الهواتف الخلوية، الهواتف اللاسلكية، الواي فاي، أجهزة البلوتوث، الأقمار الصناعية، أجهزة التلفزيون، إذاعات الراديو (AM/FM) موجات كهرومغناطيسية.
  2. الحقول المغناطيسية: التصوير بالرنين المغناطيسي، أجهزة الشحن الخاصة بأجهزة الكمبيوتر المحمول والهواتف الذكية، خطوط الهاتف، ألواح التحكّم الكهربائية.
  3. الحقول الكهربائية: شرائح كهربائية، أضواء وإنارة، أسلاك كهربائية في المنزل.

تصدر الكهرباء التي تمرّ داخل شريط اللمبة وحتى ولو لم تكن مضاءة موجات كهرومغناطيسية.

  • الكهرباء السلبية: مصابيح ضوئية فلورسانت، شواحن الأدوات الإلكترونية، ألواح الطاقة الشمسية، مفاتيح التعتيم، أجهزة التلفزيون الذكية، والأجهزة الإلكترونية.

يعتمد كلّ عضو من أعضاء جسمنا على الكهرباء والطاقة الكهربائية، ويمكن لكلّ خلية من خلايا جسمنا أن تشعر بالطاقة الكهرومغناطيسية. ففي سلسلة من الدراسات التي أجريت في العام ٢٠٠٩، تمّ ربط الحقول الكهرومغناطيسية بالأضرار الحاصلة في الحمض الريبي الننوي المنزوع الأكسجين (DNA). وفي دراسة أخرى أجريت في العام ٢٠١٢ تركّزت على آثار الطاقة الكهربائية على النظام التناسلي، تمّ ربط الطاقة الكهرومغناطيسية بالعقم.

وبالإضافة إلى ما سبق، تمّ ربط الطاقة الكهرومغناطيسية بزيادة إنفاذيّة حاجز الدم في الدماغ لبعض السموم، كالزئبق، والكلور الأحادي العضوي وسواه من الملوّثات. ويؤدي ذلك إلى السماح لهذه الملوّثات بالدخول إلى الدماغ وقد تؤدي إلى عدد من الأمراض التنكسيّة العصبية. وقد تطرقت دراسة حول العملية التي تؤثر من خلالها الطاقة الكهرومغناطيسية على حاجز الدم في الدماغ، وأظهرت تأثيرات زيادة إنفاذيّة حاجز الدم في الدماغ على الصحة.

نحن نستيقظ في الصباح، نذهب إلى العمل، ونقضي اليوم بطوله في المكتب، محاطين بكل أنواع حقول الطاقة الكهرومغناطيسية، فنشعر بالوهن. نشعر بالتعب والإرهاق. نحن مدمنون على البقاء داخل المنزل واللعب بالأدوات الكهربائية، وقد نسينا مدى جمال الطبيعة. يفترض بنا أن ننعم بالتكنولوجيا، ولكن يفترض بهذه التكنولوجيا أن تكون آمنة.

ما الذي نستطيع فعله في هذا الصدد؟ حين نحدّد المشكلة بشكل جيد نحلّ نصفها تقريباً.

بغية الحدّ من التأثيرات السلبية للحقول الكهرومغناطيسية وضبط آثارها السلبية على صحتكم، اتبعوا هذه الخطوات العملية: 

استبدلوا لمبات الإنارة بلمبات تعكس الإنارة بشكل كامل كاللمبات الساطعة (اللمبات القديمة) أنها تصدر إنارة أقرب إلى الإنارة الطبيعية الصادرة عن أشعة الشمس. وهذا ما يجعلها ملائمة أكثر لأشعة الشمس، أو استخدموا نور الشمعة عند الضرورة.

استخدموا ألواح الإشعاع الإلكترومغناطيسي لحماية نفسكم من الضرر المحتمل الناجم عنها. هذه الألواح تنثني، وتنحرف، وتمتص الأشعاع الذي يتراوح ما بين الألواح ومصدرها. هناك أنواع مختلفة من الدروع التي يمكنكم استعمالها. يمكنكم أيضاً أن تحملوا درعاً محمولاً، يكون حجمه أصغر من حجم الموبايل، تحملونه معكم أينما ذهبتم، كما يمكنكم تعليقه في المنزل.

استخدموا أيضاً لوحة مفاتيح خارجية وفأرة لوضع مسافة أكبر ما بينكم وبين شاشة الكمبيوتر.

حاولوا، قدر الإمكان، إزالة مصادر الحقول الكهرومغناطيسية من منزلكم أو مكتبكم. فكروا بأجهزة البلوتوث، والإنذارات اللاسلكية، وأجهزة مراقبة الأطفال اللاسلكية، والمايكروويف، والأجهزة اللاسلكية.

تجنبوا سماعات البلوتوث، واستخدموا “مكبّر الصوت” حين تريدون التحدث، أبقوا الهاتف الخلوي على مساحة 30 سنتيمتر بعيداً عن الهاتف. وبشكل بديل، استخدموا سماعات ذات أنبوب هوائي.

فيما تنامون، اعملوا على إطفاء جهازكم الخلوي، ضعوه على نمط الطيران، أو ضعوه بعيداً عن رأسكم. إبقوا هاتفكم الخلوي بعيداً عن جسمكم وحاولوا عدم استخدامه في أماكن مغلقة تحتوي على المعدن، كالمصاعد، والسيارات، والقطارات أو الطائرات. تستهلك الهواتف الخلوية المزيد من الطاقة وتصدر مزيد من الإشعاعات في الأماكن المغلقة التي تحتوي على معادن.

أطفئوا جهاز الواي فاي قبل الخلود إلى النوم. إبقوا أنفسكم على مسافة 3 أمتار من أماكن جلوسكم.

خصّصوا يوماً تمتنعون فيه عن استخدام التكنولوجيا.

حاولوا البقاء بعيدين عن الأبراج الكهربائية.

استخدموا النظارات ذات الضوء الأزرق لحماية عينيكم من اللون الأزرق المنبعث من شاشات الهاتف المحمول، تلفزيون، الكمبيوتر المحمول، جهاز الكمبيوتر، إلخ. يمكنكم إيجاد هذه النظارات لدى محل النظارات.

في غرفة النوم: إنزعوا القابس الكهربائي (الإنارة والأدوات الإلكترونية) بما أنه سينشر الحقول الكهربائية، طالما أنه متصل بالمأخذ الكهربائي، حتى عندما يكون مغلقاً، واسعوا لاختيار سرير غير مصنوع من حديد.

في المطبخ: المحركات الكهربائية القوية، كخلاطات الطعام، غسالات الصحون، مكنات تحميص الخبز والمايكروييف تصدر حقولاً كهرومغناطيسية. حاولوا تجنب الوقوف أمامها مباشرة عند استخدامها.

وأخيراً، وليس آخراً، خذوا فترة استراحة كلما استطعتم واذهبوا في رحلة في الطبيعة.

تبدأ الحلول بالتوعية، فهي الخطوة الأولى باتجاه إيجاد الحلّ وتنفيذه. فاتباع الخطوات السهلة، العملية وغير المكلفة للحد من التعرض للحقول الكهرومغناطيسية هو حتماً استثمار جيد في الصحة. ابدأوا بتنفيذ أولى الخطوات إلى أن تتمكنوا من جعلها عادة، ثم انتقلوا إلى الخطوة الأخرى. فجعل التعرّض للسموم في مستواه الأدنى، ولاسيما التعرض للحقول الكهرومغناطيسية خطوة أساسية باتجاه الحفاظ على الصحة.

ربما يعجبك أيضا