نحن نعيش في عالم مليء بمسببات التوتر، وإن لم نتمكن من السيطرة على هذا التوتر، فسينتهي بنا الأمر بالمعاناة من قلق مزمن، ومن .اعتلالات جسدية، أو أسوأ من ذلك، فقد نعاني من أمراض فكرية
وبحسب الأبحاث المختلفة، فإن التأقلم مع العلاقات الصعبة واحد من أهمّ أسباب التوتر. لذا، فقد تتخذون قراركم بالكفّ عن رؤية مسبّب التوتر أو الاختلاط به، إلا أن ذلك الأمر لا يخلو من الصعوبة إن كان هذا الشخص الصعب المراس يعيش معكم أو يعمل معكم.
إليكم بعض النصائح التي قد تعود عليكم بالنفع أثناء التعامل مع أشخاص صعبي المراس وذلك للحدّ من التوتر في حياتكم.
– الغاضب والملحّ: يعاني هذا النوع من الأشخاص من مشكلة على صعيد التحكّم بمشاعرهم، لذا، فإنّ كلّ ما عليكم القيام به هو أخذ نفس عميق، والسماح لهم بالتنفيس عن غضبهم، مع وضع حدّ لذلك حين يصبح سلوكهم مسيئاً. وفي إطار الحديث معهم، نادوا عليهم باسمهم، فهذا من شأنهم إيقاظهم من حالة الغضب بعض الشيء. عدّدوا الوقائع واحرصوا على عدم الدخول في نقاش معهم، لأن هذه معركة خاسرة. انتظروا ريثما يهدأ روعهم، واشرحوا لهم وجهة نظركم. وحاولوا ألا تأخذوا الأمور بشخصية، ففي النهاية، المشكلة فيهم لا فيكم!
– القنّاص: إنه نوع الأشخاص الوقح، والمتهكّم الذي يحبّ إظهار الآخرين على أنهم أغبياء، إنه النوع العدائي السلبي. يتشابه هذا النوع من الناس مع الأشخاص الغاضبين، إلا أن هؤلاء يبقون غضبهم في داخلهم ويقنّصون على الآخرين. تجاهلوهم في البداية، وإن اضطررتم للتحدث إليهم، فحافظوا على هدوئكم، وابقوا نبرة صوتكم حيادية، مع الحرص على أخذ نفس عميق لضمان حفاظكم على مشاعركم. أظهروا لهؤلاء الأشخاص بأنكم تفهمون غضبهم، ولكن تحدثوا بشكل واقعي لا عاطفي! فالتكلّم بوضوح وبمستوى واحد هي أبرز الدفاعات في وجه هذا النوع من الأشخاص.
– النمّام: ينقل هذا النوع من الأشخاص المعلومات بشكل غير صحيح أو موذٍ. ويعتبر هذا السلوك نوعاً من أنواع التنمّر، لذا فمجاراته أشبه بالموافقة عليه. وإن اقتربتم من نمّام ووجدتموه يتحدث عنكم، حافظوا على هدوئكم وصبركم، بالرغم من صعوبة الموقف، ولا توجّهوا له أي اتهامات. تحدثوا عن الموضوع وسلّطوا الضوء فقط على المعلومات الخاطئة عوضاً عن الدوافع خلفها. أما إن كان أحدهم يتحدّث إليكم عن شخص آخر، فوجّهوا الحديث نحو مواضيع مرتبطة بالعمل، ما يجعلهم يفهمون بأنكم لا تهتمّون لحديثهم. ولا تصبّوا الزيت على النار عبر الانضمام إلى الحديث بطريقة سلبية!
– العنيد: غالباً ما يجيب الشخص العنيد بالنفي على كل شيء، ونادراً ما يتصرف بمرونة. فإمّا أن تجري الأمور كما يريدون أو لا تُجرى. ومن هنا، فإنّ أفضل الطرق للتعامل معهم هي محاولة فهم وجهة نظرهم أولاً، ومن ثم الاستراحة (مع الحفاظ على الهدوء) وعدم القيام بأي ردّات فعل، ومن ثم تبيان وجهة نظركم المعاكسة. تحدثوا ببطء حتى يفهموا ما تحاولون قوله. أما إن أصرّوا على رأيهم، فانسحبوا واتركوهم ليفكّروا بالموضوع المطروح.
حين تصادفون شخصاً صعب المراس، تذكروا بأن تحافظوا على هدوئكم وتفكروا بطريقة موضوعية لا عاطفية، ولا تتواجدوا دوماً حول مصدر السلبية هذا. ومن هنا، ننصحكم بأن تتمرنوا على مهارات التنفّس المقتضبة، التي من شأنها مساعدتكم على الحفاظ على هدوئكم، كلما واجهتم أشخاصاً يصعب التعامل معهم.
إليكم هذه النصائح للاسترخاء بسرعة:
خذوا نفساً عميقاً وازفروا ببطء
عدّوا حتى العشرة أو أحيدوا بأفكاركم
تناولوا كمية كبيرة من الماء
كرّروا المانترا التالية: “أنا هادىء” أو “أمممممم”
أجيبوا من دون أن تنفعلوا!