حين نتحدث عن الصحة إجمالاً والصحة الجسدية والنفسية على وجه الخصوص، يفكّر الناس فوراً بالصحة الجسدية والعلاجات الطبية. وبالرغم من أهمية هاذين الأمرين، إلا أننا نميل لأن نتجاهل حقيقة مفادها بأنه لا يمكن بلوغ الصحة الجسدية والنفسية من دون مراعاة الحالة النفسية والعاطفية. وبسبب خوفنا أو نقص معرفتنا، فنحن نميل إلى تجاهل وسائل العلاج البديلة.
إن الساحة العلمية واكتشافاتها مذهلة للغاية. إلا، أنه وفي خضمّ سعينا وراء الحبوب السحرية والحلول السريعة التي تستلزم الحدّ الأدنى من الجهد من قبلنا، فنحن نميل لأن ننسى الطبيعة وكلّ ما هو طبيعي، كما أننا ننسى مسألة التوازن وقدراتنا على التأقلم.
وانطلاقاً من هذه الفكرة، يهمني كثيراً أن يمسك كلّ واحد منّا بزمام حياته وأن يشارك بفعالية وفاعلية في علاجه الطبي.
ومن هنا، سأسلّط الضوء في كلّ المقالات المقبلة، على استراتيجية أو استراتيجتين للعناية بالذات على الصعيد النفسي. ليس هناك من حلول سحرية؛ فالاستراتيجيات جميعها بحاجة إلى الالتزام والثبات. فالنتائج الإيجابية هي ثمرة العمل الجاد. ومن هنا، سأسلّط الضوء في كلّ المقالات المقبلة، على استراتيجية أو استراتيجتين للعناية بالذات على الصعيد النفسي. ليس هناك من حلول سحرية؛ فالاستراتيجيات جميعها بحاجة إلى الالتزام والثبات. فالنتائج الإيجابية هي ثمرة العمل الجاد.
قد يتبادر إلى ذهنكم بأنكم تنجزون أصلاً مقداراً كافياً من العمل الشاق؟ حسناً إنه خياركم، وعليكم أن تقرّوا إن كنتم تريدون الاستسلام للمرض والأسى أو الالتزام بعيش حياة ملائمة بغض النظر عن مرضكم؟
فليفكّر كلّ واحدّ منا بالأسئلة التالية وليحاول الإجابة عليها.
هل أنا مدرك لذاتي؟ هل أعرف قدراتي؟ هل أعرف ما يحفّزني ويوجّهني؟
هل أملك الخيار خلال فترة مرضي لأوجّه حياتي بالشكل الذي أريد؟ هل أرغب بالتحكّم بمسار حياتي أو أودّ الاستسلام والسماح للآخرين بإدارة حياتي؟
هل أودّ أن أشعر بالحزن والأسى الوقت بطوله؟
هل أريد أن أحوّل حياتي إلى حجيم أعيش فيه وأدفع من أحبّ إلى العيش فيه أيضاً؟
هل أودّ أن يشفق الناس عليّ أو أن يتعجّبوا من قوّتي بالرغم من ضعفي؟
كيف أستطيع تنظيم حياتي في حين أنني لا أملك الطاقة الكافية لآكل؟
كيف أتأقلم مع نظرات الناس، وآرائهم وأحكامهم؟
كيف أدفع أحبّائي للتعاطف والتعاون معي؟
أين أجد مراجع مفيدة؟
ولنفكّر أيضاً بالمسائل التالية:
التالية: هل كانت استجابتي للعلاج وتشخيص المرض سلبية أو فاعلة؟
أتسهم أفكاري في جعلي أتأقلم مع الواقع أو تُحبط عزيمتي؟
هل ابتعدتُ عن عائلتي وأصدقائي أو تقرّبت منهم؟
هل أظهر بمظهر القويّ في حين أنني محطّم من الداخل؟
آن الأوان، فلنجرِ حديثاً جدياً …