“تذكروا بأنكم قضيتم سنين وسنين توجهون النّقد لذواتكم، من دون أن يُجدي ذلك نفعاً. فلِم لا تحاولوا اليوم أن تتقبلوا ذاتكم وترون ما يحدث” لويز ل. هاي
حين نتقبّل سماتنا الإيجابية والسلبية، بما في ذلك أجسادنا، ونؤمن بأن مستحقّون، يتحسّن وضعنا العاطفي وصحّتنا الجسدية والنفسية بشكل كبير.
إلا أن، الكثيرون منّا يعانون من مشاكل على صعيد تقبّل الذات، والسبب في ذلك عائد إجمالاً، إلى عبارات ردّدها أهلنا على مسامعنا أو إلى أشخاص تركوا تأثيراً ما علينا خلال طفولتنا. ونتيجة لذلك بدأنا نشعر بأننا غير مستحقّين، أو غير أذكياء أو غير جذابين. وها نحن اليوم، نهدر الكثير من الطاقة في محاولة بناء صورة أكثر تقبلاً أو تحبّباً لأنفسنا، صورة نراها جديرة أكثر بأن تُقبل، وتُحَبّ وتشعر بالأمان، حتى ولو عنى ذلك تقديم صورة مغايرة لحقيقتنا.
غالباً ما يظهر انعدام الثقة بالذات عبر التحاور مع الذات بشكل سلبي، وانتقاد الذات، والحكم على الذات،
والقلق، والخوف والتوتر. وبشكل واضح، تؤثر هذه الأمور سلبياً على صحتنا العاطفية وتحول دون جعلنا نحقّق كامل قدراتنا.
فما الذي نستطيع القيام به إذاً لنتقبّل ذواتنا ونحبّها، بما فيها من عيوب ونقاط ضعف؟ وما هي الخطوات العملية التي نستطيع القيام بها؟
مراقبة الطريقة التي نحاكي فيها ذاتنا
لا بدّ وأن نسعى إلى مراقبة الطريقة التي نحاكي فيها ذاتنا، والثناء على أنفسنا بشكل دائم، وتدريب أنفسنا على التحدث بطريقة إيجابية. ومن هنا، أنصحكم بأن تخصصوا بضع دقائق في اليوم، في أوقات مختلفة لن تتمّ مقاطعتكم خلالها، وتذكروا أنفسكم وبصوت مرتفع، بنقاط قوّتكم وسماتكم الإيجابية. وحين تفعلون ذلك، قوموا بذلك بجدية، وصدّقوا ما تقولون!
إعادة صياغة الأفكار
تعلّموا أن تعيدوا صياغة أفكاركم السلبية. فعلى سبيل المثال، وبدل أن تفكروا: “لن أستطيع أبداً إكمال هذا العمل اليوم”، فكّروا بالشكل التالي: “فلأسترخي قليلاً، وأركّز، وأقسّم هذه المهمة إلى مهام أصغر حجماً وأنظّم وقتي بطريقة تسمح لي بأن أنهيها اليوم”.
الاحتفال بالانتصارات ومسامحة الخسائر
انتبهوا إلى الطريقة التي تميلون من خلالها للتفاعل مع نجاحاتكم وفشلكم؛ فستتكون حلقات إيجابية وسلبية في فكركم للتقييم الذي قيّمتم به أنفسكم، وذلك استناداً إلى اعتباراتكم الخاصة. أتصنّفون نجاحاتكم حظاً؟ وهل تلومون أنفسكم وتحطّمونها عندما تفشلون؟ احرصوا على أن توازنوا ما بين القسوة على ذاتكم والتعامل مع ذاتكم بالرحمة. احتفلوا بإنجازاتكم وسامحوا أنفسكم على خساراتكم.
إرأفوا بأنفسكم واعتنوا بها
تعلّموا أن تحبّوا وأن تعتنوا بأنفسكم كما لو أنكم أطفالاً. لا يتعاطف الكثيرون منّا مع أنفسهم، في حين أنهم يدركون تماماً بأن الولد حين يُجرح يحتاج لأن يُحضن، ويعانق ويُواسى. لذا، عاملوا أنفسكم بالطريقة عينها.
أعربوا عن امتنانكم
إن التعبير عن الامتنان والشكر واحدة من أبرز الطرق لتحويل حياتكم. كونوا ممتنّين لأنفسكم! في الصباح، ما إن تستيقظوا من النوم، وفي المساء، قبل أن تخلدوا للنوم، خصّصوا دقيقة من وقتكم لتعبّروا عن امتنانكم لذاتكم، على أي عمل أنجزتموه جيداً خلال النهار، وعلى الدعم الذي منحتموه لأحد أفراد أسرتكم، أو على اتصالكم بأحد الأصدقاء، أو عن المبادرة الحسنة التي قمتم بها تجاه الآخرين أو تجاه أنفسكم، أو عن أي عمل أو حدث جعلكم تشعرون بالفرح حيال ذاتكم.
ساعدوا الآخرين
يسهم تقديم المساعدة للآخرين في تعزيز الثقة بالنفس. خصّصوا بعض الوقت للعمل التطوّعي، ساعدوا شخصاً محتاجاً أو تبرّعوا بالمال لقضية تؤمنون بها.
إن تقبّل الذات بشكل كامل ليس بالأمر السهل الذي يسهل تحقيقه، إلا أنه أيضاً ليس بالأمر المستحيل. انتقوا الاقتراحات التي تناسبكم وابدأوا بتنفيذها خطوة تلو الأخرى لتنعموا براحة البال وبالصحة الجسدية والنفسية أيضاً.
لا تسعوا لأن تكونوا كاملين، بل اكتفوا بالتصرّف على طبيعتكم، واظهروا أفضل ما فيكم!