اعتدنا طيلة حياتنا، أن نحكم على أنفسنا بحسب أدائنا الجيّد، أو مستوى تنظيمنا وقابلية الاعتماد علينا. ما يجعلنا، نضع في كثير من الأحيان معايير رفيعة المستوى وتفتقر في معظم الأحيان إلى الواقعية!
حين تتمحور أفكارنا حول “تنفيذ” الأمور، نخفّض من معنوياتنا بسبب فشلنا في تحقيق أعلى الدرجات قائلين لأنفسنا: ” أنا لن أنجز شيئاً! من أين أبدأ؟ لِمَ أتأخر دوماً ولا أتقيّد بالجدول الزمني؟”
يؤدي هذا الحديث الذاتي، الذي يسيطر عليه طابع النقد الذاتي ( أي ذلك الصوت الذي يحكم علينا في داخلنا) ، إلى القضاء على أي رغبة قد تتملّكنا بمجرد المحاولة. وحينها، نبدأ بالإعتقاد أن طريقتنا في إنجاز المهام (أو الأخطاء التي نرتكبها) لن تتغير أبداً.
وهذا تفكير خطأ!
من السهل جدّاً إنجاز العديد من الأمور حين تضعون أنظمة العمل الصحيحة التي تفيدكم في تحقيق ما تهدفون إليه، مع ضرورة أن تتلاءم هذه الأنظمة مع طريقة تفكيركم.
وحينها فقط يصبح إنجاز الأعمال مهمة سهلة للغاية ولا يمكنكم التهرب منها.
إليكم هذه لإستراتجيات لإنجاز الأمور، على أن تشجعكم بشكل إيجابي على البدء بالعمل:
إن تشغيل الدماغ هي الطريقة الأضمن لإكتساب التركيز والحفاظ على الزخم. فحين تنشّطون حواسكم عبر إستخدام الألوان لتحديد الأولويات أو تصنيف العناصر، أو حين تبادرون إلى تقسيم الأعمال الكبيرة إلى مهام صغيرة من السهل إنجازها، تحققون إنجازات بارزة تساعدكم على التقدم في عملكم. فما من متعة أكبر من إنجاز أمر ما، إذ حينها يفيض دماغكم بهرمونات السعادة ما يجعله يطالب بالمزيد منها.
من جهة أخرى، قد يكون تجنب الضجر أيضاً وسيلة ذكية لتحفيز الدماغ: فعلى سبيل المثال، يمكنكم إنجاز عدد من الأمور في أماكن مختلفة، وتبديل جدول أوقاتكم، والسماح لأنفسكم بالاستراحة لاستعادة النشاط، ومكافأة أنفسكم بمكافآت صغيرة عند بلوغ أهدافكم، فحين يربط دماغكم الجهود بتحقيق نتائج إيجابية، يصار إلى تعزيز إرادتكم بشكل بارز.
إبدأوا نهاركم بإنجاز مهام صغيرة ( سواء أكانت جديدة أو تعود إلى اليوم السابق)، لأن إنجاز أمر ما يمنح يومكم القيمة ويجعله يبدو مفيداً. من جهة أخرى، يمكنكم أن تختاروا البدء بإنجاز عمل يثير قلقكم، لتتفادوا فقدان التركيز خلال النهار، ما قد يستنزف قدرتكم ويحول دون إتمام الأعمال.
إن اعتماد أنظمة العمل الفعّالة ليست بالمهمة المعقّدة، إلا أنه قد يصعب الالتزام بها. لذلك، عليكم أن تضعوا بعض القواعد الأساسية كالبدء بتنفيذ أمر ما والسعي لتنفيذه على امتداد ثلاثة أشهر، مع إجراء بعض التعديلات البسيطة بحسب ما يناسبكم:
- إلتزموا بتنفيذ المهام بإتباع منطق تصنيفها وفق أربع فئات، ما يوفّر عليكم الكثير من الوقت الثمين. اعتمدوا خيارًا من الخيارات التالية:
- مهمة أنجزها فوراً
- إن تمّت مقاطعتكم أثناء إنجاز مهمة ما، وتخشون أن تنسوها، أمسكوا في يدكم أداة ما أو غرضاً، ما يساعدكم على أن تتذكروا ماذا كنتم تفعلون. تسمح لكم هذه الطريقة بالعودة بسهولة وسرعة إلى عملكم واستكماله.
- تشكل قوائم تدوين المهام أداة تنظيم فعّالة، لأنّها تساعد ذهنكم على التخلّص من الجهود المبذولة لتذكر المهام الواجب تنفيذها.
- اذكروا المهام بصيغة الأمر: مثلاً إشتروا الحليب، أو وجهوا رسالة إلكترونية لديانا، أو اذهبوا لزيارة أهلكم…
وسط كلّ هذه الإستراتيجيات الفعّالة ستلمسون حتماً نتائج ملحوظة على صعيد إنجاز الأمور بفعالية، علماً أنه بإمكانكم أيضاً أن تضيفوا طرقًا لدعم حاجاتكم النفسية وصحتكم بشكل عام.
وما رأيكم بوضع قائمة مهام تذكركم بالاستمتاع بوقتكم أو لائحة تعرض لأبرز أحلامكم؟