هل سبق لكم أن قمتم بتنظيف درج أو خزانةً مليئة بالأغراض المبعثرة وشعرتم بإرتياح شديد؟ فالترتيب والتخفيف من الفوضى ليس مجرّد عمل يهدف إلى تحسين جمال منزلكم أو مكان عملكم ومظهره، بل هو عامل أساسيّ يعزّز صحّتكم الجسديّة والنفسيّة. في الواقع، تظهر فلسفة الفونغ شوي أنّ الطاقة الحرّة المتدفّقة الناجمة عن الترتيب، تسمح لكم بالتخلّص من الإرهاق والكساد. إذ تُربك المساحة الفوضويّة دماغكم بفائض من المعلومات الحسيّة تؤدي إلى الإنفعال والتوتّر. لذا، ننصحكم بأن تعالجوا مصادر الطاقة غير المنسابة في منزلكم عبر إزالة الفوضى وترتيب الغرف.
صحيح أن ترتيب المكان يستلزم وقتاً، وبما أن معظمنا يستمرّ بتأجيل هذه المهمة المرّة تلو الأخرى، سنشارككم بعض فوائد الترتيب والتخلص من الفوضى تجعلكم تتأكدون من أن ذلك يستحق كلّ العناء:
إفساح المجال أمام مزيد من الوقت على المدى البعيد أسبق وشعرتم بالضغط بسبب مكتبكم المليء بالفوضى أو إستغرق إختيار ملابسكم الملائمة مدّة طويلة؟ تحول هذه الأمور يوماً بعد يومٍ دون تنظيم وقتكم بالشكل الصحيح. وفي هذا الإطار، أفاد الكثير من الناس بأنهم باتوا يوفّرون ساعة من الوقت على الأقلّ في اليوم بعد أن رتبوا كامل الفوضى. فلِم لا تحذون حذوهم؟
معالجة مسائل شخصيّة قد تجدون أثناء عملية الترتيب والتنظيم أشياء تحمل في طياتها آثاراً عاطفيّة عميقة ومن الممكن أن تكون ذكرايات سلبيّة دفنتموها. ومن هنا، تسهم عملية الترتيب في تخليصكم من تبعات الماضي وتمنحكم فرصة لإفساح المجال أمام خبرات جديدة.
الشعور بالسيطرة والتمكّن سواء أأدركتم ذلك أو لم تدركوه، تولّد المساحة الفوضويّة التوتّر في منزلكم أو مكان عملكم. أما ترتيب المكان، فيخفّف من هذه الفوضى ويسمح لكم بالسيطرة على حياتكم، جرّاء إطلاقكم الطاقة المحصورة ما يجعلكم تتحكمون ببيئتكم.
الايمان بحدسكم أكثر حين يترتّب عليكم إتّخاذ قرارات كبيرة، تسهم المساحة المرتّبة في توضيح الأمور بالنسبة لكم. صحيح أن الحدس يبقى فعالاً وسط الفوضى، إلا أن المنزل الخالي من الفوضى يمنحكم إحساسًا داخلياً بالراحة واليقين والرّاحة، ما يسهم في تعزيز ثقتكم بالقرارات التي تتّخذونها.
النوم بشكل أعمق لتنظيم كلّ الفوضى والأغراض المكدّسة في أنحاء غرفة نومكم أهمّية كبيرة إذ يسهم ذلك في تدفّق الطاقة الإيجابية من حولكم، وتجديد نشاطكم لكونكم ستنعمون بالنوم العميق.
حلّ المشاكل تعزّز المساحة المرتّبة التركيز، ما يساعدكم على حلّ مشاكلكم بسهولة سواء أكانت مشاكل في العمل أم مشاكل شخصيّة. ختاماً، نؤكد بأنه ما من جانب سلبي إطلاقاً لترتيب الفوضى، بل الكثير من الإيجابيات فحسب. ابدأوا بترتيب مساحة صغيرة اليوم وتشجّعوا على المواصلة بترتيب مساحات أكبر. وقد تكون هذه فرصة للتخلّي عن أغراض قد يحتاجها آخرون. وسرعان ما ستشعرون بالسّحر والطاقة تنتشر في الجوّ من حولكم نتيجة التغيير الإيجابي الذي أجريتموه والسّعادة التي قدّمتموها لمن يحتاجها!