تعزيز الصحة النفسية وتعديل أسلوب الحياة بعد مكافحة سرطان الثدي

بقلم فريق صحة والناس

خلال السنوات الأخيرة، أسفر التقدّم الحاصل على صعيد علاج سرطان الثدي في تحقيق زيادة ملحوظة في معدلات البقاء على قيد الحياة، مما جعل “النجاة” حقيقة لكثيرات. ومع ذلك، فإن الوصول إلى هذه المرحلة لا يعني مجرد العيش من دون ظهور أي علامة من علامات السرطان؛ بل يتضمن أيضاً إدارة التأثير المستمر للسرطان وعلاجاته على حياة الشخص.

وفي هذا الإطار، تشير الدكتورة مارلين مايرز، الأخصائية البارزة في علم الأورام، إلى أن التحديات النفسية التي تواجهها الناجيات من مرض سرطان الثدي عميقة. إذ تقول: “النجاة لا تعني فقط غياب السرطان؛ بل تشمل أيضاً العيش مع تأثيرات السرطان وتجاربه لفترة طويلة تلي مرحلة انتهاء العلاج”.

التأثير النفسي للنجاة من السرطان قد تواجه الناجيات من سرطان الثدي عدداً من التحديات النفسية أثناء تكيّفهنّ مع الحياة في مرحلة ما بعد العلاج. وبالرغم من أنه لن تعاني كلّ الناجيات من مشاكل صحية نفسية، إلا أن عدداً لا يستهان به منهنّ يعانين من القلق، والاكتئاب، ومن صعوبات عاطفية أخرى. وعلى الرغم من أن المعركة الجسدية ضد السرطان تتراجع، فإن عواقبها العاطفية والنفسية قد تستمر.

وتتحدث الناجيات عن معاناتهنّ من القلق والاكتئاب في مرحلة ما بعد العلاج. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يكون للأعراض الجانبية لعلاجات السرطان، ولاسيما العلاج الهرموني، تأثير كبير على الصحة النفسية. علماً بأن تأثير العلاجات الكيميائية على الصحة النفسية هو مسألة حيوية غالبًا ما يتم التقليل من شأنها.

إليكنّ ثماني نصائح لتعزيز أسلوب حياتكن وصحتكنّ النفسية بعد العلاج من سرطان الثدي:

١-ابحثن عن دعم مهني

  • استعنّ بأخصائي أو بناجية: تواصلن مع أخصائي في الصحة النفسية أو ناجية متعافية خلال فترة النجاة لكي يساعدونكنّ على التحكم بمشاعر القلق، والاكتئاب، وسواها من التحديات العاطفية الأخرى.
  • فكّرن في الانضمام إلى مجموعات الدعم: انضمّمن إلى مجموعات مخصصة للناجيات من مرض السرطان إفساحاً في المجال أمامكنّ لمشاركة التجارب والحصول على الدعم من اللواتي يفهمن ما تمررن به.

٢- ركّزن على النشاط الجسدي

  • مارسن التمارين الرياضية بانتظام: أضفن إلى روتينكنّ اليومي أنشطة مثل المشي، السباحة، أو اليوغا، وذلك لتحسين صحتكنّ الجسدية والنفسية.
  • حدّدن أهدافًا قابلة للتحقيق: ابدأن بروتين مقبول وغير صعب، وزدن تدريجيًا من مستوى نشاطكنّ لتحسين قدرتكنّ على التحمّل وتعزيز صحتكنّ.

٣- مارسن تمارين اليقظة واسعين للحدّ من التوتر

  • استكشفن التأمل وفوائده: شاركن في ممارسات اليقظة مثل التأمل أو تمارين التنفس العميق للحدّ من التوتر وتحسين التوازن العاطفي.
  • اعتمدن تقنيات الاسترخاء: يمكن أن تساعد تقنيات مثل الاسترخاء التدريجي للعضلات أو التصور الموجه في التحكّم بالقلق وتعزيز الاسترخاء.

٤- ابحثن عن نشاطات فنية وإبداعية تنخرطن بها

  • انخرطن في الفن أو في ممارسة هوايات معينة: فالأنشطة مثل الرسم، الكتابة، أو الحرف اليدوية تسهم في تأمين فرصة للتعبير العاطفي وتحقيق إحساس بالإنجاز.
  • استكشفن العلاج بالموسيقى: فالاستماع إلى الموسيقى أو تأليفها وسيلة علاجية تسهم في التحكّم بالتوتر وتعزيز الرفاهية العاطفية.

٥- انخرطن في أعمال تطوع ومناصرة

  • فكّرن في تغيير مساركنّ المهني: قد يكون التطوع وسيلة لمنحكنّ شعورًا بالرضى وقد يتماشى بشكل أفضل مع قيمكنّ وأهدافكنّ الحالية.
  • شاركن في الدعوات للمناصرة: شاركن في النشاطات المتعلقة بالدفاع عن قضايا السرطان لدعم الآخرين والعثور على هدف لنجاتكنّ.

٦- إعادة التواصل مع الأحباء

  • عزّزن التواصل المفتوح: أقمن محادثات صادقة مع الأصدقاء والعائلة حول احتياجاتكن وتجاربكن لتعزيز شبكات الدعم من حولكنّ.
  • بناء علاقات داعمة: أحطن أنفسكنّ بأشخاص يوفّرن لكنّ الدعم العاطفي والتفهم.

٧- ركّزن على صحتكنّ الغذائية

  • اتبّعن نظامًا غذائيًا متوازنًا: حافظن على نظام غذائي غني بالفاكهة والخضار، والحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون لدعم صحتكنّ العامة والتعافي.
  • حافظن على جسمكنّ رطبًا: احرصن على شرب كمية كافية من الماء لدعم وظائف جسمكنّ وصحتكنّ بشكل عام.

٨- تعاملن مع الاحتياجات الصحية طويلة الأمد

  • احرصن على المتابعة: التزمن بالمواعيد والمتابعات الموصي بها لمراقبة صحتكن ومعالجة أي مضاعفات أو مخاوف بسرعة.
  • إدارة الآثار الجانبية: تعاونن مع فريق الرعاية الصحية الخاص بكنّ للتعامل مع أي آثار جانبية مستمرة من العلاجات وابحثن عن استراتيجيات إدارة فعالة.

رحّبن بالمستقبل تتخطى مسألة النجاة من مرض سرطان الثدي مجرد الصمود حتى انتهاء العلاج، لتصل إلى الانتقال إلى واقع جديد تعتبر فيه الصحة النفسية والعاطفية أمرين حاسمين. من خلال الاعتراف بهذه التحديات ومعالجتها، يمكن للناجيات من مرض سرطان الثدي أن يجدن طرقًا للازدهار واحتضان حياتهنّ بمرونة وأمل. فسواء اخترتنّ السعي إلى النمو الشخصي، أو المشاركة في حملات المناصرة، أو الانضمام إلى شبكات الدعم، يمكن أن تكون رحلتكنّ ما بعد السرطان رحلة تجدّد وتحوّل، فلا تترددوا لحظة في خوض غمارها!

ربما يعجبك أيضا