يُعرف صرير الأسنان، على أنه حالة شائعة تطال معظم الناس. ونعني بذلك صرير الأسنان أو الشدّ عليها، ولاسيما أسنان النوم وفي حالات اليقظة أيضاً. وبالرغم من أن هذه الحالة ليست بخطيرة، إلا أنها قادرة على أن تحدث ضرراً كبيراً في الأسنان وسواها من مشاكل الأسنان إن لم تعالج. وفيما لا تزال الأسباب الرئيسية وراء مشاكل الأسنان غير مفهومة بالكامل، تشير الأبحاث إلى أن ذلك مردّه إلى عوامل جسدية، نفسية وأخرى متعلقة بنمط الحياة. وفي هذا المقال، سنكتشف مختلف الأسباب وراء صرير الأسنان.
يعزى صرير الأسنان إلى أسباب نفسية، ومنها الاكتئاب، القلق، والتوتر. فالأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة قد يحكمون الشدّ على حنكهم ويشدّون أسنانهم ليتمكنوا من التأقلم مع مشاعرهم. ويمكن لذلك أن يؤدي إلى ألم في العضلات، وإلى ضرر في الأسنان على المدى البعيد. ويمكن لاضطرابات النوم كتوقف التنفس أثناء النوم، أن تتسبب بصرير الأسنان. فحين نواجه مشاكل في التنفس أثناء النوم، تعوّض أجسامنا عن ذلك عبر الشد على الحنك وصرصر الأسنان. وبالإضافة إلى ما سبق، يمكن للشخير أن يتسبب بذبذبات في الفم والبلعوم، ما يؤدي إلى صرير الأسنان.
وقد يميل الأشخاص الذين يملكون عضّة غير طبيعية أو أسناناً غير مصطفة إلى صرير الأسنان. كما أن هناك بعض الأدوية، مثل مُثَبِّطَات انْتِقَائِيَّة لإعَادَة الْتِقَاط السِّيرُوتُونِين، أن تتسبب بصرير الأسنان. فهذه الأدوية من شأنها أن تؤثر على المرسلات العصبية في الدماغ التي تتحكم بحركة العضلات، وتؤدي إلى صرير أسنان غير طوعي. علماً أن هناك بعض العوامل المرتبطة بنمط الحياة مثل استهلاك الكافيين، والدخان، والكحول من شأنه أن تسهم في تعزيز حالات صرير الأسنان.
متى يجب طلب المساعدة
إن العامل الأكثر شيوعاً في صرير الأسنان هو صوت صرير الأسنان الذي يكون مرتفعاً بحيث يوقظ الشريك. ومن أبرز عوارض صرير الأسنان، نذكر:
الأسنان المتآكلة أو المقطّعة: على مرّ الوقت، يمكن لصرير الأسنان أن يسبب تآكل الأسنان وتقطيعها، ما يؤدي إلى تقطع الأسنان، تفسّخها أو حتى خسارتها.
آلام في الرأس والحنك: يمكن لصرير الأسنان أن يؤدي إلى شدّ في عضلات الحنك، ما يسفر عنه آلام في الرأس، آلام في الأذنين، وآلام في الحنك.
أسنان حساسة: يمكن لصرير الأسنان أن يؤدي إلى إزالة مينا الأسنان، ما يزيد من حساسية الأسنان على الحرارة الباردة أو الساخنة.
نوم متقطّع: يمكن لصرير الأسنان أن يؤدي إلى نوم متقطع، ما يسبب تعباً خلال النهار وسرعة انفعال وغضب.
يعدّ صرير الأسنان حالة شائعة من شأنها، إن تركت من دون معالجة، أن تتسبب بأضرار كبيرة على صعيد الأسنان وسواها من المشاكل الصحية الأخرى. وفيما تسهم التمارين المدرجة أدناه في التخفيف من عوارض صرير الأسنان، إلا أنها ليست ببديل عن الرعاية الصحية المحترفة أو علاج الأسنان.
تمارين منزلية للتخلص من صرير الأسنان
بيد أنه ليس هناك من تمرين واحد للشفاء من صرير الأسنان، إلا أن هناك بعض التمارين التي من شأنها أن تخفّف من عوارض صرير الأسنان والشدّ على الحنك. إليكم بعض التمارين التي يمكن للأشخاص الذين يعانون من صرير الأسنان تجربتها:
تمارين شدّ الحنك افتحوا فمكم قدر المستطاع، ومن ثم أغلقوه على مهل. كرروا هذه الحركة أكثر من مرة، مع الحرص على عدم المبالغة في شدّ الحنك.
تمارين اللسان ضعوا طرف اللسان أعلى سقف الحلق خلف الأسنان الأمامية. وببطء أزيحوا اللسان نحو الخلف، مع الدفع باتجاه أعلى الفم. ابقوا في هذه الوضعية لخمس ثوان، ثم استرخوا وكرروا التمرين من جديد.
تمارين الرقبة والكتفين أديروا رأسكم لجهة واحدة لبضع دقائق، ومن ثم أديروه إلى الجهة الأخرى. أعيدوا هذه الحركة أكثر من مرة. وبعدها، أديروا كتفيكم إلى الأمام والخلف عدة مرات.
تمارين الاسترخاء جدوا مكاناً آمناً واقضوا بضع دقائق في التدرّب على التنفس العميق أو تقنيات التأمل كل يوم.
مازالت أسباب صرير الأسنان مجهولة، إلا أن التوتر، والقلق واضطرابات النوم تؤدي دوراً أساسياً. وإن شككتم بأنكم أو بأن أحد أحبائكم يصرّ على أسنانه، فاستشيروا طبيباً. وقد ينصحكم طبيب الأسنان بأن تضعوا جهاز وقاية للأسنان لحماية أسنانكم من أي ضرر عند الضرورة. وفي عدد من الحالات الحادة، حيث يحصل ضرر كبير في الأسنان أو عند مواجهة مشاكل صحية أخرى، فقد يحيلكم طبيب الأسنان إلى أخصائي، كجراح فم أو أخصائي في النوم.
فالتدخل المبكر من شأنه الحؤول دون حصول ضرر في أسنانكم وتحسين صحتكم بشكل عام ونوعية حياتكم أيضاً.