هل سبق لكم أن تحدثتم إلى نفسكم عشية رأس السنة وقلتم؟
هذا العام سيكون مختلفاً حان الوقت لأغيّر حياتي بأكملها لن يبقى أي شيء على حاله سأكون سعيدًا سأكون ناجحاً مع بداية العام الجديد، سأبدأ حياة جديدة
وبعدها، تبادرون إلى وضع لائحة بالقرارات الجديدة، المستندة إلى هذا القسم.
أيبدو لكم هذا السيناريو مألوفاً؟ أراهنكم على ذلك.
ولكن، هل سبق لكم أن تساءلتم عن السبب وراء ذلك؟ هل سبق لكم أن طرحتم على أنفسكم الأسئلة التالية؟
“لِم عساي أكرّر الوعود عينها كل عام، في الوقت عينه من السنة؟” “لِم لا ألتزم أبداً بالوعود التي أقطعها؟”
عيد رأس السنة هو واحد من أكثر الأعياد رواجاً حول العالم. وبشكل عام، تولّد الاحتفالات في نفوسنا شعوراً إيجابياً، وتعزّز عاداتنا وتحوّل حياتنا. وفيما نحتفل، فنحن نشعر بالامتنان والسعادة. ويتضاعف هذا الشعور حين يحتفل العالم بأسره معنا.
فهذه الذبذبات الإيجابية تزوّدكم بطاقات خارقة، وتبثّ في داخلكم الإيمان والأمل: الإيمان بأنفسكم، والأمل بمستقبل أفضل. فتجعلكم هذه القوة تشعرون بأنكم لا تهزمون، وبأنه ما من شيء قادر على أن يقف في طريقكم، وبأنكم قادرون على تحقيق المستحيل. وهذا صحيح. إنها ذاتكم الفعلية. إنها النسخة المُحرّرة وغير المكبّلة منكم، النسخة الخالية من المخاوف والشكوك.
إلا أنه، وما إن تتلاشى اللحظات السحرية، تعود نسختكم القديمة للظهور تدريجياً، وذلك ما لم تتخذوا الخطوات العملية الملائمة للحفاظ عليها وتعزيزها.
وللقيام بذلك، ننصحكم باتباع الخطوات التالية:
مارسوا التأمّل الذاتي: خصّصوا وقتاً لأنفسكم، تصفّون فيه ذهنكم، تهدئون من روع قلبكم وتجعلون جسمكم يسترخي. ما من طريقة مشتركة أو عامة للوصول إلى هذه الحالة، فلكلّ شخص أسلوبه الفريد من نوعه. يبادر بعض الأشخاص إلى السير في الطبيعة، فيما يطالع آخرون كتاباً، أو يمارسون الرياضة، أو يمارسون التأمّل، أو الرسم، أو يدوّنون يومياتهم، أو يستحمّون لوقت طويل، أو يحدّقون إلى السماء، أو يتصلون بصديق، أو يشاهدون فيلماً ملهماً، أو يصغون إلى الموسيقى، أو يصلّون … تذكّروا بأن بإمكانكم أن تروا انعكاسكم في المياه الراكدة.
التقوا بذاتكم المستقبلية: تخيّلوا أنفسكم بعد عشر سنوات من اليوم. اطلعوا على مختلف نواحي حياتكم (المهنية/المالية، التنموية/التربوية، الجسدية/الصحية، العائلية/العلائقية/الاجتماعية، والروحية/القيم). كونوا طموحين مع الحفاظ على الواقعية.
حوّلوا رؤيتكم إلى أعمال: حدّدوا أهدافكم الذهبية. دوّنوها حتى تتمكنوا دوماً من رؤيتها وتذكّر الشعور الذي تبثّه في داخلكم. فحين تكون هذه الأهداف شخصية، تعني لكم الكثير.
قسّموا أهدافكم إلى خطوات أصغر: التغيير ليس بالأمر السهل ولا السريع. فتطوير العادات الجديدة يندرج ضمن هذه الفئة أيضاً. إنه عمل مليء بالتحدي، ويستلزم الكثير من الوقت والطاقة ليصبح متجذّراً في داخلكم. والمثابرة هي الأساس، إلا أن التحفيز هو المحرّك وراء ذلك. فحين تقسّمون أهدافكم الكبرى إلى خطوات صغرى، تبدأون بتحقيق النتائج بشكل أسرع، ما يساعدكم على المضيّ قدماً والاستمرار في مسيرة التغيير لوقت أطول.
احتفلوا بإنجازاتكم الصغرى: تذكروا الشعور الذي يولّده في نفسكم الاحتفال بعيد رأس السنة. واسعوا للبحث دوماً عن هذا الشعور، وحافظوا على إيمانكم بسحر هذا العيد.
اجعلوا أحلامكم كبيرة، فكّروا بخطوات صغيرة، ثابروا على عملكم، وسيكون النجاح حليفكم حتماً!
كلّ عام وأنتم بخيرّ!