يميل معظمنا إلى التفكير بطريقة سلبية أكثر من التفكير بطريقة إيجابية. فنحن غالباً ما نتذكر انتقاداً بسيطاً إلا أننا ننسى ثناءً حصلنا عليه. قد نفكّر في ما لا نملك، ونتذمر من صعوبة الحياة وانتفاء العدل فيها، أو نقارن أنفسنا بالآخرين ونشعر بالنقص مقارنة بهم.
هذا أمر طبيعي، فقد أشارت الدراسات إلى أنّ لدماغنا ميل نحو السلبية. فبحسب عالم النفس والكاتب الدكتور ريك هانسون: “يتعلّم الدماغ من التجارب السلبية ويتجاهل التجارب الإيجابية”.
ومن هنا، تعدّ ممارسة قيمة الشعور بالامتنان والتعبير عنها أداة فعّالة لنقل التركيز من الأفكار السلبية نحو الأفكار الإيجابية. وقد أظهرت الدراسات المعمّقة بأن الشعور بالامتنان بشكل دوري يعزّز الصحة العاطفية والجسدية وينجم عنه:
- – رؤية أكثر تفاؤلاً للحياة
- – صحة أفضل
- – سعادة أكبر
- – ثقة أكبر بالذات
- – تحسّن على صعيد العلاقات الإنسانية
- – مزيد من الحزم والتركيز
- – نوم أفضل
- – مستويات أقلّ من التوتر
- – قدرة أكبر على مساعدة الآخرين
ما من آثار جانبية لممارسة الشعور بالامتنان واختباره. فيمكن لكلّ واحد منّا أن يخصّص ٥ دقائق من وقته كلّ صباح وكلّ مساء ليدوّن أو يفكّر بالأحداث، والأشخاص والأمور التي يشعر بالامتنان تجاهها.
ومن هنا، وبغية تعزيز الشعور بالامتنان، قوموا بتخصيص وقت معيّن صباح كلّ يوم أو في المساء قبل الخلود للنوم، لتعداد الأمور التي تشعركم بالامتنان، فهذه طريقة ممتازة لبدء النهار أو إنهائه.
إليكم ١٤ طريقة سهلة لجعل فضيلة الامتنان جزءاً من يومكم:
- ١- اعتمدوا دفتر مذكرات تدوّنون فيه كلّ ما تشعرون بالامتنان حياله. وفي حال شعرتم بالحزن أو باليأس، فإنّ مجرّد قراءة ما دوّنتموه فيه سيساعدكم على تحسين مزاجكم. يمكنكم أيضاً إضافة الصور، الملاحظات إلى هذا الدفتر، أو وضع البطاقات التي تتلقونها فيه، وما إلى ذلك من الأمور التي تعنيكم…
- ٢- يمكنكم أيضاً اعتماد “جرّة امتنان” تضعون فيها كلّ يوم ورقة صغيرة تصف ما الذي أسعدكم في هذا اليوم. وفي ٣١ كانون الأول، تفتحون هذه الجرّة وتستعيدون اللحظات السعيدة التي مررتم بها خلال العام المنصرم.
- ٣- انتبهوا إلى التفاصيل الصغيرة التي تحدث معكم: سماعكم أغنية مميزة، رائحة القهوة في الصباح، اتصال هاتفي أو زيارة من صديق، أو حتى زقزقة عصفور أعجبتكم.
- ٤- حاولوا ألا تكرّروا الأشياء ذاتها التي تشعرون بالامتنان حيالها، يوماً بعد الآخر، إذ سيسهم ذلك في جعلكم تفكرون أكثر في الأمور الصغيرة التي تجعل حياتكم أفضل وتجلب لكم السعادة.
- ٥- اذهبوا في نزهة وفكّروا بكلّ الأمور التي تشعرون بالامتنان حيالها: صحتكم، عائلتكم وأصدقائكم، المهارات الجديدة التي تعلّمتموها، مواهبكم ونقاط قوتكم، حيوانكم الأليف، وظيفتكم أو مجال دراستكم، راحتكم المادية.
- ٦- استخدموا حواسكم أو كلّ ما ترون، تسمعون، تشمّون أو تشعرون به لتحدّدوا أموراً تشعرون بالامتنان حيالها.
- ٧- تمهّلوا للحظات قبل البدء بتناول الطعام، وأعربوا عن امتنانكم حيال الطعام الذي ستتناولون.
- ٨- اشعروا بالامتنان حيال كلّ ما علّمتكم إياه الحياة، سواء أكان ذلك سيئاً أو جيداً، فكل الخبرات التي مررتم بها قد ساهمت في جعلكم ما أنتم عليه اليوم.
- ٩- أكتبوا رسالة شكر لشخص كان له أثراً إيجابياً في حياتكم، أو أخبروه بذلك شخصياً إن استطعتم.
- ١٠- أشكروا المقرّبين منكم على الأمور الصغيرة التي ينجزونها لكم، والتي غالباً ما تعتبرونها تحصيلاً حاصلاً.
- ١١- أثنوا على زملائكم حين يقومون بعمل جيد أو أشكروهم حين يساعدونكم على إنجاز مهمة ما.
- ١٢- حيّوا الناس الذين يخدمونكم كل يوم واشكروهم، كالعامل في المتجر حيث تتبضعون، أو في محطة الوقود، أو عاملة النظافة.
- ١٣- تطوّعوا لمساعدة الآخرين عند الإمكان.
- ١٤- تبرّعوا لقضية إنسانية محقّة.
الامتنان شعور قوي قادر على تحسين حياتكم على أكثر من صعيد. فكيف عساكم تشعرون بالسلبية أو الانحطاط حين تشعرون بالامتنان؟ اجعلوا الامتنان جزءاً أساسياً من يومكم، فهذا يستغرق بضع دقائق فقط، وتمتّعوا بالفوائد الجمّة التي تنجم عن تعزيز الشعور بالامتنان في حياتكم اليومية.