أدت جائحة كورونا التي هزت العالم في العام ٢٠١٩ إلى تعزيز الطلب على خطط الرعاية الجسدية والنفسية الشخصية، وذلك في إطار الدعوة للحفاظ على العافية. ومن أبرز نواحي الاتجاه المتصاعد في مجال الصحة والعافية كان ازدياد الطلب على تجهيزات اللياقة البدنية المنزلية. فعقب إغلاق الأماكن العامة وفرض القيود والحجر المنزلي، اضطر الأشخاص لإيجاد بديل للحفاظ على روتينهم اليومي. فالتقيد بالروتين اليومي المعهود بات مسألة لا تخلو من التحدي، ولاسيما بالنسبة إلى الاشخاص الذين اضطروا إلى تغيير نمط حياتهم بالكامل والعمل عن بُعد أو اعتماد نظام عمل مختلط. وبالرغم من انفتاح العالم مجدداً بعد انحسار جائحة كورونا، بقي الحفاظ على الصحة والعافية ضمن المنزل ميلاً يفضله الكثيرون، ولاسيما أولئك الذي يحرصون على اتباع نمط حياة صحي.
“إن أفضل الطرق للحفاظ على صحتكم ولياقتكم هو جعل هذه التدابير ملائمة تماماً ومريحة كما هي عليه الحال عند تواجدكم في غرفة الجلوس في منزلكم” قال كارل دايلكر، المدير التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة في شركة The Beach Body Company. فبحسب الأبحاث التي أجرتها شركة اللياقة البدنية الأميركية هذه في العام ٢٠٢١، تبيّن بأن نسبة إنفاق المستهلك على أدوات اللياقة البدنية المنزلية ارتفعت من ٣٠ إلى ٤٠٪. وبالرغم من أن معظم الناس يريدون عيش خبرة اللياقة البدنية كاملة في النادي، إلا أن الأبحاث قد برهنت بأن الناس يستمتعون بممارسة التمارين الرياضية في منازلهم. فعوضاً عن بذل الجهد لإيجاد الوقت للتوجه إلى النادي، باتت “النوادي الرياضية المنزلية” أكثر راحة وأقل استهلاكاً للوقت. وبالرغم من استئناف نمط الحياة الطبيعية، فإن البعض يؤمن بأن “النوادي الرياضية المنزلية” تؤمن لهم كل ما يحتاجون إليه من دون أن يضطروا للذهاب إلى أي مكان. وبالإضافة إلى ما سبق، فقد أظهرت الدراسات بأن مفهوم اللياقة البدنية كان منتشراً قبل الجائحة. وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة Sweatworks، وهي شركة تطور تطبيقات لياقة بدنية لعلامات تجارية شائعة في مجال اللياقة البدنية، فإن الطلب المتنامي على تطبيقات اللياقة البدنية يسبق الجائحة. إلا أنه كان لتلك الأخيرة الدور في تسريع “اللياقة البدنية الرقمية” بمعدل أربع سنوات، ولاسيما “اللياقة البدنية المنزلية الافتراضية”.
تحثكم النوادي الرياضية المنزلية الافتراضية على ممارسة الرياضة في الوقت المحدد. وقد أدى دمج التكنولوجيا في صناعة الصحة والعافية إلى إعادة صقل خبرة اللياقة البدنية. غالباً ما لا يشعر الناس بالحماسة لممارسة الرياضة البدنية لأنهم لا يعلمون كيف يقومون بذلك. إلا أنه، وبسبب تكنولوجيا اللياقة البدنية الذكية، يمكن للراغبين اتباع مجموعة من البرامج التي تتطور تدريجياً وتزداد صعوبة. صحيح أن الحصول على التوجيه المباشر ميدانياً أفضل دوماً، إلا أن اعتماد نظام لياقة بدنية مختلط يدمج ما بين التدريب الموجّه والتدريب المنزلي من شأنه تعزيز الانتاجية والفعالية. تجدر الإشارة إلى أن اتخاذ قرار بتأمين فسحة للياقة البدنية في المنزل قراراً لا يخلو من التحدي بسبب كثرة الخيارات والتجهيزات المتاحة. ومن هنا، من الضروري أن تدركوا السبب الذي يدفعكم لممارسة الرياضة وتحديد طريقة التمرين الأمثل بالنسبة إليكم. فبغياب التوجيه الملائم، قد يسهل على المرء أن يتوه ولا يجيد استخدام الآلات وحتى يمكنه أن يؤذي نفسه إن كان لا يدرك حدود قدراته. وفي هذا الإطار، تكثر التطبيقات التي تقدم للمستخدمين أنواعاً مختلفة من تمارين اللياقة والبرامج المناسبة لتحقيق أهدافهم. ومن هنا، فإن إيجاد الوقت والمكان للعناية بالذات أمر لا يخلو من الصعوبة بسبب العمل عن بُعد. لذا، تقدم “النوادي الرياضية المنزلية” حلا بديلاً ملائماً يمكن أن يتماشى مع مختلف الآلات، ما يسمح لكم بالاستمرار بممارسة الرياضة.
ما الهدف من الاستثمار في أدوات رياضية منزلية؟ لا شك في أن جائحة كورونا التي اجتاحت العالم في العام ٢٠١٩ قد غيرت روتيننا اليوم وفرضت علينا نمط حياة جديد، إلا أن الوعي لأهمية اللياقة البدنية الجسدية والفكرية تعود إلى ما قبل ذلك. فقد أظهرت الدراسات وجود علاقة إيجابية ما بين ممارسة الرياضة والصحة النفسية، إذ يمكن للرياضة أن تحدّ من المشاكل النفسية المرتبطة بالتحديات التي نواجهها كالقلق والاكتئاب وتحسنها. إن ابتكار الركن الشخصي الخاص باللياقة البدنية في المنزل من شأنه أن يقدم البيئة الأمثل لكم لتحفيزكم على الحفاظ على صحتكم وعلى أهداف اللياقة البدنية التي تسعون إلى تحقيقها. فقد أسهمت التكنولوجيا في جعل خبرة اللياقة البدنية أكثر تكاملاً مع مختلف أجزاء حياتنا. فاليوم، بات بإمكانكم البقاء على تواصل مع العالم المحيط بكم، فيما تهتمون بصحتكم الجسدية، إلا أنه من المهم أن تتذكروا أن تهتموا بالناحية النفسية من حياتكم أيضاً. فالفوائد التي نحصدها من التمتع بذهنية إيجابية تخلف آثاراً مذهلة على أدائنا الاجتماعي، والشخصي والمهني أيضاً. فسواء أكان الهدف تحسين الذات أو ضبط الذات، فإن ممارسة اللياقة البدنية في المنزل يمكن أن تحدث تغييراً إيجابياً في بيئتكم. من أبرز حسنات اعتماد اللياقة البدنية المنزلية، نذكر: • توفير الوقت والاستفادة منه بفعالية • المرونة على صعيد التمارين الرياضية • الفعالية من حيث خفض التكلفة وإفساح المجال أمام كل أفراد الاسرة للاستفادة من هذه الأدوات • الدافع اليومي • الخصوصية إن كنتم ملتزمون بالحركة الجسدية وباللياقة البدنية، فتهانينا لكم، وثابروا على ذلك! أما إن كنتم، كمعظم الناس، تجاهدون لاكتساب عادة ممارسة الرياضة بشكل يومي، إلا أنكم دائماً ما تجدون الأسباب التي تحول دون ذلك، فقد حان الوقت للتغيير. لم تعد الفرصة سانحة لتقديم الأعذار، والقول: أنا متعب، أو الطقس بارد جداً، أو الطقس حار جداً، أو أنها تمطر، أو أصبح الوقت متأخراً، أو أنا لا أملك سيارة، أو لا أملك المال…
تذكروا بأن الجسم ينفّذ دوماً ما يؤمن به العقل، ولا يمكن لأي شيء أن يحول دون ممارستكم الرياضة من المنزل!