“ما من وجه من أوجه الصحة النفسية والجسدية سيسلم من الحرمان من النوم من دون أن يتأثر فيه سلباً” مات والكر
إن النوم هو نظام الدعم لحياتكم، وأفضل ما بذلته الطبيعة لضمان الخلود، بحسب ما يقول العالم في شؤون النوم مات والكر. فالكثير من الأمور الرائعة تحدث حين ننام، والكثير من الأمور السيئة والمخيفة تحصل حين لا ننام، وترخي بتبعاتها على دماغ الإنسان وجسمه.
تعرّفوا أكثر على تأثير النوم على التعلّم، والذاكرة، وجهاز المناعة وحتى على رمزكم الجيني، واطلعوا على بعض النصائح التي من شأنها مساعدتكم على تحسين نوعية نومكم.
النوم والذهن
بداية، يؤثر النوم بشكل كبير على قدرتنا على التعلّم وعلى قدرات ذاكرتنا. نحن نعلم بأننا بحاجة للنوم لتصحيح المعلومات الجديدة التي نخزّنها في ذاكرتنا، إلا أن هناك أدلة تشير إلى حاجتنا للنوم قبل أن نباشر بالتعلّم. فحين قام العالم والكر بدراسة تأثيرات الحرمان من النوم على الذاكرة، رأى ٤٠ عاملاً في قدرة الدماغ على تشكيل ذكرى جديدة لدى الأشخاص الذين يسهرون الليل بطوله. وتبيّن بأن هناك نوع من موجات الدماغ القوية التي تحدث خلال مراحل النوم العميق، والتي تعدّ هامة لاستعادة الذاكرة وقدراتنا على التعلّم وتعزيزها.
وتابع والكر بحثه، وأشار إلى أن المعرفة الجديدة مرتبطة بشكل كبير بخسارة الذاكرة مع التقدّم في السنّ. فقد كان هناك اعتقاد خاطىء يقضي بعدم ارتباط نوعية النوم السيئة بفقدان الذاكرة، إلا أن الأدلة الجديدة تثبت العكس. ومن هنا، بات فريق عمل والكر اليوم يرغب بتطوير أساليب تحفيز للدماغ تساعد المرضى الكبار في السنّ والمصابين بالزهايمر عبر تحسين نوعية نومهم.
النوم والجسم
لا يمكن نكران تأثيرات النوم على وظيفة الدماغ، إلا أن للحرمان من النوم تأثيراته على صحتنا، بما في ذلك صحتنا الجسدية. فتأثيرات انعدام النوم على أجسادنا مخيفة، لأن تأثيرها سيئاً على كلّ نواحي جسمنا تقريباً.
جهاز المناعة: إن النوم لمدة أربع ساعات في الليل فقط، قادر على خفض نشاط خلايا جهاز المناعة بنسبة سبعين في المئة
جهاز القلب والشرايين: إن خسارة ساعة نوم خلال التوقيت الصيفي والشتوي تزيد خطر الاصابة بنوبات قلب في اليوم التالي بنسبة أربع وعشرين في المئة
الجهاز التناسلي: إن النوم لمدة أربع إلى خمس ساعات بشكل دوري يعزّز مستويات التستيستيرون لدى الرجال من عمر العشر سنوات وما فوق، وله التأثير نفسه على السيدات
السرطان: يرتبط الحرمان من النوم بأنواع مختلفة من السرطان، وتصنّف منظمة الصحة العالمية نوبات العمل المسائية على أنها من مسببّات السرطان
الحمض النووي: لا يسلم الحمض النووي من تأثيرات الحرمان من النوم. فنوم الشخص البالغ الذي يتمتع بصحة جيدة لمدة ست ساعات يومياً من شأنه القضاء على الخلايا الخاصة بنظام المناعة. ومن ناحية أخرى، يؤدي ذلك إلى زيادة نشاط الخلايا المرتبطة بالأورام، والالتهابات والتوتر .قلبي على وشك أن يتوقّف، فالنوم ليس خياراً متاحاً لمن يعيشون نمط حياة مترف، بل هو حاجة لا بدّ منها
ومن دون أدنى شك، فإن النوم هو حاجة بيولوجية. إنه نظام الدعم الحياتي والهدية الأمثل التي تمنحنا إياها الطبيعة.
: وفي هذا الإطار، يقدّم والكر نصيحتين أساسيتين لتعزيز نوعية النوم
الانتظام: حدّدوا أوقاتاً منتظمة للنوم والاستيقاظ (حتى في عطلة نهاية الأسبوع) اخفضوا حرارة الغرفة: عليكم خفض حرارة الغرفة حتى يتسنّى لكم الاستغراق في النوم
إذ ينصح والكر الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في النوم بجعل حرارة غرفة نومهم ١٨ درجة مئوية. ولمن يواجهون صعوبة في النوم، فينصحهم والكر بتجنّب الكافيين والكحول، وتفادي أخذ قيلولة خلال النهار.
كما ينصح والكر بتفادي الاستلقاء في السرير بانتظار الشعور بالنعاس، إذ سيبدأ دماغكم بربط غرفة النوم بالمكان الذي تكونون فيه صاحين. لذا، ننصحكم بالبقاء في غرفة أخرى إلى حين شعوركم بالناس، ومن ثم توجهوا إلى غرفة النوم حين تشعرون بالنعاس.
“أظنّ بأن الوقت قد حان ليستعيد كل شخص حقّه بالنوم الليل بطوله من دون أن يشعر بالإحراج أو يُتّهم بالكسل”
فالمرء لا يجلس على مائدة العشاء بانتظار الشعور بالجوع، فما الهدف من الاستلقاء في السرير بانتظار الشعور بالنعاس؟