حماية القلب أثناء العلاج الإشعاعي للثدي

بقلم بريست فريندز

تم تشخيص إصابتي بمرض سرطان ثدي الجانب الأيسر، وبعد استئصال الكتلة الورمية اضطررت الخضوع للعلاج الإشعاعي. فهذا العلاج هو العلاج المعتاد الذي يخضع له معظم مرضى سرطان الثدي. وعلى الرغم من أن العلاج الإشعاعي قد يؤدي عادةً إلى تهيج الجلد والإرهاق، إلاّ أنّني عانيت من مشاكل إضافية أكثر تعقيدًا بسبب موقع السرطان تزامنًا مع اقترابي من سن اليأس: فكيف سيأثّر ذلك على قلبي؟

كنت أعلم أن رفض القيام بالعلاج الإشعاعي ليس الحل حيث أنّه كان في منتهى الأهمية للقضاء على السرطان بالكامل. فكان ذلك عندما بدأت البحث عن طرق تساعدني في الحفاظ على سلامة قلبي أثناء خضوعي للعلاج المعتاد الخاص بالعلاج الإشعاعي، ممّا يعني خفض جرعات القلب دون المساس بالآثار المفيدة للعلاج الإشعاعي.

وتبيّن أنّه أثناء إشعاع الثدي الأيسر، تكون أجزاء من القلب ضمن المواقع التي تخضع للإشعاع. وأكّدت الأبحاث أيضًا أنه بعد العلاج الإشعاعي، هناك احتمال لحدوث آثار ضارة على القلب والأوعية الدموية لدى الناجين من سرطان الثدي على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة أجريت من عام 1992 إلى عام 2012 على أكثر من 60 ألف امرأة، أنّ النساء اللواتي تلقين العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي الأيسر معرضات أكثر لخطر الإصابة بأمراض القلب مقارنة بالنساء اللواتي عولجن من سرطان الجانب الأيمن.

لحسن الحظ، صادفت تقنية أُثبتت قدرتها على تخفيف الآثار الجانبية غير المرغوب فيها للعلاج الإشعاعي من خلال استخدام تقنية العلاج الإشعاعي الخاصة المعروفة باسم التحكّم التنفسي خلال العلاج الإشعاعي (حبس النفس). خلال هذا العلاج يتم تقليل جرعة الإشعاع التي يتلقاها القلب وبالتالي تقلّ مخاطر الآثار الجانبية.

وعلى الرغم من أن هذه المعلومات ضرورية للحفاظ على سلامة قلبي، إلا أن أيًّا من الأطباء الذين عالجوني أخبرني عنها! وهذا يؤكد دورك الفعّال الذي لا غنى عنه في رحلتك في محاربة السرطان. ومن خلال مناقشة مفتوحة مع أخصائي علاج الأورام بالإشعاع، انتهى نفس فريق الأطباء بتطبيق تقنية التحكّم التنفسي خلال العلاج الإشعاعي.

كيف يعمل حبس نفس الشهيق العميق (التحكّم التنفسي)؟   

يتطلب التحكم النشط في التنفس أن يستنشق المريض بعمق ويحبس أنفاسه لعدة ثوانٍ أثناء تلقي العلاج الإشعاعي. فيؤدي ملء الرئتين بالهواء إلى فصل القلب عن الثدي والقفص الصدري. وهذا بدوره يخلق فجوة فيزيائية من شأنها أن تقلل جرعة الإشعاع التي تصل إلى القلب. وفقط عندما يكون سطح ثديك في الموضع الصحيح، ستتحول أضواء الشاشة إلى اللون الأخضر وسيتم تشغيل شعاع الإشعاع.  

ما الآثار الجانبية التي يمكن تجنبها من خلال التحكّم التنفسي خلال العلاج الإشعاعي؟

أوضح الدكتور شاه أنّ: “النساء اللواتي تعرضن للإشعاع، وخاصة في الثدي الأيسر، يكون معدل مضاعفات القلب لديهنّ أعلى أثناء العلاج”. ويمكن أن يكون كل من مرض تصلّب الشرايين التاجية، وفشل القلب الاحتقاني، وداء قلبي صمامي، وانصباب التامور، ومشاكل التوصيل، والموت الناتج عن توقف القلب المفاجئ، نتيجة لتعرّض القلب للإشعاع. علاوة على ذلك، فإن النساء اللواتي بلغن سن اليأس يتعرضن لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أكثر من غيرهنّ.

ومع ذلك، يمكن لتقنيات الإشعاع التي تحمي القلب أن تقلل جرعات الإشعاع التي تصل إلى القلب بنسبة 50 إلى 75 في المائة دون المستوى المعياري. ويؤدي استخدام تقنية التحكّم التنفسي خلال العلاج الإشعاعي، مثل حبس نفس الشهيق العميق، إلى تخفيض حقيقي للجرعة في المناطق غير المرغوب فيها.

كما رأينا، يوجد استراتيجيات لمنع تلف القلب الناجم عن العلاج الإشعاعي للسرطان. ومع ذلك، لا يتم التحدث عنها دائمًا بشكل علني لأنها تضاعف الوقت اللازم للعلاج. فعندما سألت اختصاصي علاج الأورام بالإشعاع عن سبب عدم إخباري سابقًا عن خيار التحكّم التنفسي خلال العلاج الإشعاعي، أجابني ساخرًا: “تخيّل لو نخبر كل امرأة مصابة بسرطان ثدي الجانب الأيسر عن هذا العلاج، فسنحتاج إلى مضاعفة عدد الأجهزة لخدمة المرضى!”

لذلك ، لا يمكنك دائمًا الاعتماد بشكل كامل على نظام الرعاية الصحية لضمان صحتك العامة. لديك دور فعّال في التّدخل ومناقشة خياراتك! ففي حالتي، التدخل كان يعني الحفاظ على صحة أحد أهم أعضاء جسدي.

ربما يعجبك أيضا