يعدّ جسم الإنسان أشبه بمصفوفة من الخلايا التي تحتوي على عدد لا يحصى من الأنظمة البيولوجية التي تؤدي وظائف متباينة ضرورية للاستمرار بالعيش. وهناك عدد من الوظائف الجسمانية، التي تؤدي أكثر من دور واحد، ومنها الدورة الشهرية لدى النساء، أو دورة الطمث. فكل شهر، تمرّ كل امرأة بدورة الطمث، وهي بنية بيولوجية مسؤولة عن النظام التناسلي. كما أن دورة الطمث أو دورة الحيض هي الطريقة التي يستعدّ الجسم من خلالها للحمل المحتمل. ومن أبرز الأمور التي تعاني منها النساء جراء الطمث هو الألم الذي يعشنه خلال اليوم الأول أو اليومين الأول والثاني من الدورة الشهرية. حتى أن بعض النساء يدخلن المستشفى جرّاء حدّة الألم. وبالرغم من أن عدداً من الأدوية المتوفرة في الصيدليات تخفف من ألم الدورة، إلا أن عدداً من العلاجات المنزلية قد ثبتت فعاليتها اليوم.
تعدّ دورة الطمث حيوية لجسم المرأة، فبالإضافة إلى كونها المسؤولة عن النظام التناسلي، إلا أن لها الكثير من الفوائد الصحية الأخرى. فمراقبة الدورة الشهرية يكشف الكثير عن عمل الهرمونات وسواء أكانت في حالة انتظام أو عدم انتظام. كما أنها تكشف عن النشاط الأيضي، ونشاط الغدة، ووضع العظام. ويعرف ألم الطمث، على أنه المصطلح البيولوجي الذي يشير إلى التشنجات التي تحصل أسفل البطن. تعاني النساء من التشنجات قبل الدورة أو خلالها. فبطانة الرحم تترك تأثيرات مختلفة على الجسم، وفي معظم الأحيان، تعاني النساء من آلام في الرأس، وآلام في البطن وانزعاج. ويمكن لألم الدورة أن ينجم عن أسباب مختلفة، ومنها متلازمة ما قبل الحيض، تكيسات المبايض، والتهابات منطقة الحوض. وبالإضافة إلى وضع الكمادات الساخنة والاستحمام بالماء الساخن لإرخاء العضلات، نعرض عليكم بعض العلاجات المنزلية التي من شأنها أن تخفف من بعض هذه الآلام، ما لم تزيلها.
علاجات منزلية طبيعية لآلام الدورة الشهرية
السوائل
بالنسبة إلى النساء اللواتي يعانين من النفخة، فإن شرب الماء من شأنه التخفيف من الشعور بالانزعاج وتشنجات العضلات الناجمة عن الدورة الشهرية. وبالإضافة إلى تناول الماء بشكل دوري، يمكن لتناول المشروبات الساخنة والدافئة أن يخفف من تشنجات العضلات ويعزز دفق الدم في الجسم.
كما أن هناك أنواعاً معينة من الشاي التي تحتوي على عناصر مضادة للالتهاب ومضادة للتشنجات، من شأنها التخفيف من تشنجات الرحم. فعلى سبيل المثال، يعرف البابونج على أنه علاج منزلي بسيط لآلام الدورة الشهرية. كما أن شاي الأعشاب يخفف من التوتر وقد يساعد الأشخاص الذين يعانون من الأرق.
التغذية يؤثر الطعام الذي تتناوله النساء خلال الدورة الشهرية بشكل كبير على مستوى الانزعاج الذي يشعرن به. فاتباع حمية غذائية غنية بالأطعمة المضادة للالتهابات يعزّز دفق الدم في الجسم ويخفف من تشنجات الرحم. يمكن أيضاً إيجاد عدد من الأطعمة التي تخفف من التشنجات بشكل طبيعي، مثل توت العليق، الأناناس، الطماطم، اللوز، الجوز وحتى الأسماك المشبعة بالدهون (السلمون). كما أن التركيز على الأطعمة التي لا تحتوي على نسب عالية من الدهون، والسكر، والملح هامة جداً إذ تسبب تلك الأخيرة النفخة والالتهابات. ومن هنا، ننصح السيدات باستبدال الوجبات الخفيفة الغنية بالدهون بوجبات خفيفة صحية، كالفاكهة أو المكسرات غير المملحة، إن كنّ يشعرن برغبة كبيرة بتناول السكر. الحركة بالرغم من أن الحديث عن الرياضة يبدو متناقضاً بعض الشيء، إلا أن الرياضة هي طريقة مثالية لينتج الجسم مادة الأندورفين ويخفف من تشنج العضلات. من غير الضروري الخضوع لجلسات رياضية قاسية، إلا أن ممارسة الرياضة الخفيفة كاليوغا، والتمطي، أو المشي من شأنها التخفيف من ألم الدورة الشهرية.
فبحسب المركز الوطني للمعلومات حول التكنولوجيا الحيوية، فقد ثبت بأن العلاج بالتدليك يخفف من آلام الدورة الشهرية، ولاسيما لدى النساء اللواتي يعانين من التهاب بطانة الرحم. والتدليك المتمحور حول منطقة البطن يساعد في الحدّ من آلام الدورة، كما أن الخضوع لجلسات تدليك دورية للجسم كاملاً يحفف من مستويات التوتر بشكل عام، وبالتالي يحدّ من آلام الدورة الشهرية.
ومع نمو المرأة، يمرّ جسمها بمراحل مختلفة، بدءاً من بداية الطمث وصولاً إلى انقطاع الطمث. ومع مرور الوقت، فإن الاصغاء إلى الجسم وفهم وظائفه مسألة هامة للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية. وبالرغم من اختلاف الدورة الشهرية بين النساء وتفرّدها بحسب نوع جسمها، فإن اكتساب معلومات حولها من شأنه مساعدة النساء على تحديد مختلف المداخلات الصحية الواجب اتخاذها. ومن هنا، ننصح النساء بتخصيص الوقت لفهم الدورة الشهرية بشكل أفضل ومعرفة كيفية تأثيرها على الصحة بشكل عام، والنظافة، ووظائف الجسم.
صُمّمت الأنشطة والبرامج الموجّهة إلى النساء حصراً بغية تسهيل المناقشات الصريحة والعمل على تأمين بيئة ملائمة قوامها التفهّم، والثقة وتبادل الدعم، فلنبقَ على تواصل!
