هل نشرب المياه من قنانٍ صحية؟

بقلم فريق صحة والناس

جميعنا مدعوون إلى تحسين صحتنا وبيئتنا من خلال استبدال قنينة المياه البلاستيكية بقنينة صحيّة وقابلة للاستخدام أكثر من مرّة.

قنينة صحيّة وملائمة من حيث الحجم، لن ينتهي بها الأمر بها في مكبّ النفايات أو في قاع المحيط.

تعتبر المياه واحدة من أهم موارد الحياة البشرية. فأجسادنا تتكوّن من حوالي ٦٠٪ من الماء، كما ويوصي أخصائيو الصحة بأن نشرب ما لا يقلّ عن ثمانية أكواب من الماء كل يوم.

تعتبر الأمم المتحدة أن توافر مياه الشرب النظيفة يشكل أحد أهم أهداف التنمية المستدامة. فكل سنتين، يقوم برنامج الرصد المشترك بين منظمة الصحة العالمية واليونيسيف لإمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة بإصدار قائمة محدثة تصنّف البلدان على أساس نوعيّة مياه الشرب والمرافق الصحيّة.

ووفقاً لقائمة منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، فإن الدولة العربية الوحيدة التي حصدت نسبة١٠٠% في مياه الشرب والصرف الصحي هي الكويت. أمّا أولئك الذين يعيشون في بلدان عربية أخرى، فيعتمدون على مياه الشرب المعبأة في زجاجات، وأكثر مواد التغليف شيوعًا لمياه الشرب المعبأة غير الغازية هي البلاستيكية.

نعم، إن معظم زجاجات المياه البلاستيكية الصغيرة التي نشتريها هي عملية، وتُستعمل مرّة واحدة، وزهيدة الثمن، ولكنّها أيضا مضرّة جدًّا للبيئة. بمجرد أن نلقي بها بعيدًا، ينتهي بها المطاف في مكب النفايات أو المحيط.

يمكن أن يؤدي تعرضها لأشعة الشمس أو درجات الحرارة المرتفعة أو التحلّل الطبيعي فحسب إلى تشكيل مواد كيميائية معطلة للهرمونات في التربة أو المياه الجوفية أو المحيط. بالتالي، تمتص الكائنات البحريّة الصغيرة هذه المواد الكيميائية، وقد تصل إلى الإمدادات الغذائية التي نتناولها.

لكن الأهم من ذلك، عندما نشرب من زجاجات المياه البلاستيكية، فقد تصل هذه المواد الكيميائية إلى أجسادنا وتؤثر بشكل خطير على صحتنا.

منذ عدة سنوات، كانت تحتوي معظم زجاجات مياه الشرب البلاستيكية على مادّة بيسفينول A (BPA). بعد تقارير متعددة حول التأثيرات الصحيّة السلبية المحتملة لمادّة بيسفينول A على الدماغ، وارتباطها المحتمل بمرض السكري وأمراض القلب وسرطان الثدي وسرطان البروستات، بدأ عدد من الشركات المنتجة لحاويات المواد الغذائية البلاستيكية باعتماد مواد بلاستيكية خالية من مادّة بيسفينول A.

ومع ذلك، فإن مصطلح “خالية من مادّة بيسفينول A” ليس صحيحاً مئة في المئة. ففي حالة واحدة على الأقل، كشفت دراسة أن الإيبوكسي المستخدم في بطانات زجاجات المياه القابلة لإعادة الاستخدام “الخالية من مادّة بيسفينول” لا تزال تحتوي على هذه المادّة.

تحتوي زجاجات البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET) ، التي لا ينبغي الخلط بينها وبين مادّة BPAمواد كيميائية مضرّة وشبيهة بالأستروجين، تتسرّب إلى المياه التي تخزنها لدى تعرضها للأشعة فوق البنفسجية، وبالتالي تتداخل مع هرمون الأستروجين وغيره من الهرمونات التناسلية.

ومن هنا، فالخيار الأسلم هو استخدام قنينة ماء من الزجاج أو من الفولاذ المقاوم للصدأ:

  1. – القناني الزجاجية: القناني الزجاجية هي خيار جيّد وصحيّ، على الرغم من كونها قابلة للكسر، وثقيلة بعض الشيء، وغير عملية ليستخدمها الأطفال.
  1. – زجاجات الفولاذ المقاوم للصدأ: زجاجات الفولاذ المقاوم للصدأ صحيّة ودائمة وموثوق بها. لا تحتاج إلى بطانة من البلاستيك للتأكد من أن داخل الزجاجات هو معدن أملس. وعند عزل الزجاجة ، يجب أن تكون البطانة الداخلية مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ.

ولكن، تجدر الإشارة إلى أن الزجاجات المعدنية ليست دوماً مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، لذا لا بدّ من التأكد من ذلك قبل استخدامها، فإن كانت من الألومنيوم فقد تتسبّب بأمراض كالألزهايمر، وإن كانت القنينة مبطنة بالبلاستيك، فيمكن أن تتسرب السوائل منها لاسيما عند ملئها بالسوائل الحمضية كعصير الليمون.

ومن هنا، وحفاظاً على صحتكم والبيئة، يرجى استبدال زجاجاتكم البلاستيكية بأخرى زجاجية أو مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ.

ربما يعجبك أيضا