بصفتك أماً عازبة، فأنت تلعبين دور الأب والأم، وتتحملين مسؤولية مختلف نواحي حياة أولادك. فأنت تساعدين أولادك على الاستعداد صباحاً، وتحضرين زوّادتهم، وتقلينهم إلى المدرسة وإلى النشاطات الترفيهية، وتساعدينهم على إكمال فروضهم المدرسية، وتعدين لهم الطعام، وتنظفين المنزل. وعلى الأرجح، بأنك تتنقلين بين هذه المهام فيما تشغلين وظيفة بدوام كامل وتنجزين سواها من الالتزامات.
فسواء أكنت سيدة مطلّقة، أو أرملة أو كنت متأهلة، ولكنك المعيل الوحيد لعائلتك، فإن غياب الدعم المالي من زوجك يخلف الكثير من التحديات المالية، التي من شأنها أن تزيد التوتر التي تعانين منه جراء قيامك بعدد من المهام واطلاعك بعدد من المسؤوليات.
طرحت على عدد من النساء بعض الأسئلة لأرى كيف يتأقلمن مادياً، فجاءت الإجابات على الشكل التالي:
قالت أم عازبة، هي أم لولد في الرابعة عشرة من العمر: “بصفتي أم عازبة، تغيرت أولوياتي بشكل كبير. بعد حصولي على الطلاق، كان علي القيام بالكثير من التضحيات، والحدّ من المصاريف لكي أتمكن من تغطية تكاليف دراسة ابني”.
وفي مقابلة أخرى مع أم عزباء لها فتاة في السادسة من العمر، قالت: “أحاول التوفير قدر الإمكان عبر الاستفادة من قسائم العروضات، والتخفيضات ولاسيما عند التخطيط لنشاطات خارجية ورحلات لابنتي”.
وفي هذا الصدد، قالت إحدى صديقاتها، وهي أم عزباء لولدين مراهقين: “كنت محظوظة لأنني حصلت على دعم أهلي وأقاربي. وقد خفف ذلك عني الضغط الناجم عن الشؤون المالية، فلم أكن أقلق حيال فواتير التسوق المنزلي، وفواتير المنزل. وبالرغم من ذلك، كنت أتمنى أحياناً لو أملك المال وأستطيع تحمّل تكاليف الاستقلالية التامة”.
وقد أشارت دراسة حديثة إلى أن الأولاد الذين يعيشون مع أحد الوالدين لا يملكون الموارد المالية عينها، والعناية الشخصية والدعم المعنوي المتوفر للأولاد الذين يعيشون مع والدين.
إلا أنه، من غير الضروري أن تعاني الأم العزباء من الصعوبات المالية، لذا، إليك بعض الخطوات للتحكم بالشؤون المالية.
التخطيط للميزانية
ضعي ميزانية ودوّني بشكل دوري نفقاتك بحيث لا تقعين تحت وزر الديون. ضعي لائحة بكل المصايف الثابتة التي يتعين عليك دفعها بشكل شهري، كالايجار، أو قرض المنزل، أو فاتورة الكهرباء، والماء، والانترنت والهاتف، والأقساط المدرسية لكي تحددي المبلغ المتبقي لك حتى نهاية الشهر.
تدوين المصاريف
حين تنتهين من الميزانية، احرصي على أن تعيشي وفق قدراتك. بعبارة أخرى، لا تنفقي أكثر من الميزانية الشهرية المتوفرة لديك. تفادي مغريات استخدام القروض المصرفية، وبطاقات الاعتماد أو حتى المال المدخر للحالات الطارئة واسعي لعدم الاستدانة. وعوضاً عن ذلك، فكري بطريقة لزيادة مدخولك ومدخراتك.
تعليم الأولاد قيمة المال
تواصلي بوضوح وصراحة مع أولادك، واجعليهم يدركون كم تكدّين في العمل لتؤمني لهم حياة كريمة، وأوضحي لهم ما الذي تستطيعين تأمينه لهم، وما الذي لا تستطيعين تأمينه، بطريقة يفهمونها، بحسب عمرهم، ولا تتوقعي منهم التصرف كبالغين. وما إن ينضج أولادك بما يكفي ليفهموا قيمة المال، علّميهم كيفية وضع الميزانيات ومتابعة المصاريف وشجعيهم على العمل خلال أوقات فراغهم وتأمين مصروفهم الخاص.
الحدّ من المصاريف غير الضرورية
من الضروري أن تحددي أولوياتك وأولويات أولادك وأن تحدّي من المصاريف غير الضرورية كالتسوق غير الضروري والانتساب إلى نشاطات غير هامة. يفترض بلائحة الأولويات أن توضح نفقاتك وهي ستساعدك على وضع الميزانية والتوفير بشكل أفضل. تذكري أن تعيدي تقييم نفقاتك مع ارتفاع راتبك بمرور الوقت.
إنشاء حساب توفير
بالرغم من ارتفاع المصاريف، إلا أن فتح حساب توفير وإيداع مبلغ محدد فيه كل شهر، عند قبض الراتب، أمر لا بد منه.
يمكن لهذا المبلغ أن يكون ٢٠ دولار فقط، إلا أنه، وبعد ١٥ عاماً، حين يستعد أولادك لدخول الجامعة، سيجدون هذا المبلغ معهم ويستفيدون منه. إن المال الذي يودع في حساب التوفير غير متوفر في متناول يدك كما هي عليه الحال بالنسبة إلى المال الموضوع في الحساب الجاري، لذا يمكنك الامتناع عن إنفاقه بسهولة أكبر.
إنشاء صندوق للجامعة
إن إنشاء صندوق للجامعة لأولادك هو استثمار كبير. كلما بدأت به باكراً، كلما أضحت الأمور أكثر سهولة، وكلما قلّ المبلغ الشهري الذي يتعيّن عليك الالتزام به. فعلى سبيل المثال، إن كان عليك أن تدفعي اليوم ألف دولار سنوياً لابنك البالغ من العمر سنة واحدة، فإن انتظرت إلى أن يصبح ابنك في العاشرة من عمره، فستضطرين إلى دفع ضعف هذا المبلغ.
أن تكوني أماً عزباء مهمة صعبة للغاية ومليئة بالتوتر، وهي تزداد مع التحديات المالية التي تعاني منها معظم الأمهات العازبات. ولكن، بوجود التخطيط المالي الصحيح والعيش وفق القدرة، يمكنك التحكم بأوضاعط المالية والحد من التوتر. وعندها، ستتمتعين بصحة أفضل، وستكون عائلتك أكثر سعادة، وستكونين مستعدة مالياً للمستقبل.