إن التوتر حيال الشؤون المالية التي يشعر بها المرضى هي مصدر قلق كبير يمكنه أن يؤثر سلباً على مسار العلاج.
فالتوتر الناجم عن عدم القدرة على دفع الفواتير الطبية، أو شراء الأدوية التي وصفها الطبيب أو تحمل كلفة العلاج بحدّ ذاته عوامل تؤثر سلباً على صحة المريض.
وفي يومنا هذا، بات ارتفاع مستوى التوتر المتعلق بالشؤون المالية يؤثر على حياة الكثيرين منا. وهذا الأمر ليس بمفاجىء نظراً للوضع الاقتصادي الصعب الذي يسيطر على عدد من البلدان.
ومع تغيّر أنماط حياتنا والتحديات البيئية التي نشهدها اليوم، باتت المشاكل الصحية مشكلة متنامية أخرى تُلقي بكاهلها على الكثيرين منّا.
وفي هذا الإطار، أجرت شركة Red Associated and Cognizant دراسة في العام ٢٠١٦ حول الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة. وبحسب هذه الدراسة، فإن ٣٦٪ من هؤلاء الأشخاص اعتبروا بأن مصدر القلق الأكبر بالنسبة إليهم هو التوتر المرتبط بالشؤون المالية، يليها وبنسبة ١٨٪ المشاكل الصحية التي تحتل المرتبة الثانية من حيث مصادر التوتر الأكبر. وماذا إن كنتم تواجهون هذين النوعين من التوتر معاً؟
تفتقر معظم دول العالم لنظم الرعاية الشاملة، ما يشكل بحد ذاته عبئاً كبيراً على المرضى، وتوتراً يصاحب الفواتير الطبية. وفي بعض البلدان، التي تفتقر إلى نظام رعاية صحي حكومي، يموت المرضى على أبواب المستشفيات لعدم امتلاكهم قيمة الفاتورة الاستشفائية.
يمكن لهذه الاستراتيجيات مساعدتكم على التحكم بمصاريفكم الطبية من دون الشعور بالتوتر:
اعتماد الذهنية الصحيحة
قبل أن تبدأوا بالتخطيط لتخطي التوتر المرتبط بالمشاكل المالية أو تفاديه، عليكم أن تبنوا ذهنية صحيحة عبر إدراك أهمية العناية بالصحة وفوائدها، وسبل امتلاك تأمين صحي ملائم.
فمجرد التفكير بأنكم لا تملكون مقداراً كافياً من المال يمكنه أن يسبب كل أنواع التوتر. ضعوا توقعاً مالياً واضحاً لتحصلوا على فكرة واقعية لوضعكم المالي، ما من شأنه مساعدتكم على فهم التحديات الحقيقية.
تقييم النفقات الطبية
إجروا أبحاثاً حول كلفة العلاج، وكلفة معاينة الأطباء والخيارات الأخرى المتاحة؛ يمكن الحصول على العلاج عينه من قبل أطباء آخرين وفي مستشفيات أخرى بكلفة أقل.
ضعوا لائحة بالأشياء التي يغطيها تأمينكم الصحي وبتلم التي لا يغطيها حتى تصلوا إلى كلفة تقريبية لعلاجكم.
الحدّ من الإنفاق
حدّدوا أولوياتكم أثناء فترة العلاج، وابحثوا عن طرق للحدّ من إنفاقكم حتى تتمكنوا من تسديد فواتيركم الطبية من دون أن تشعروا بأن الحمل ثقيل عليكم. فإجراء تغييرات بسيطة في نمط حياتكم، من شأنها مساعدتكم على توفير المال.
فعوضاً عن تناول الطعام في الخارج معظم الوقت، ابدأوا بتحضير طعامكم في المنزل. بهذه الطريقة، تضمنون أيضاً بأنكم تتناولون طعاماً صحياً، ما يساعدكم على الشفاء بسرعة أكبر مع توفير المال.
مقارنة التكاليف
من أبرز الطرق لخفض التكاليف، إيجاد البدائل ومصادر الخدمات الأرخص. فعلى سبيل المثال، إن استدعى علاجكم ممارسة الرياضة بشكل مستمر، فسيروا في الطبيعة أو استعملوا شرائط فيديو التدريبات الرياضية المتاحة على يوتيوب، عوضاً عن تعيين مدرب خاص لكم أو دفع كلفة الاشتراك في نادٍ رياضي.
شراء بوليصة تأمين صحية
سواء أكنتم تشترون بوليصة صحية جديدة أو تملكون بوليصة تأمين سابقة، فاحرصوا على التدقيق بالبوليصة وبشروطها بالتفصيل للحرص على نيلكم التغطية الأمثل. أما إن كان عقد التأمين الحالي لا يؤمن التغطية الملائمة، فاحرصوا على تعديل خطة التأمين لتفادي تراكم الديون والفواتير غير المستحقة.
في معظم البلدان، لا تغطي خطط التأمين الوطنية بشكل كامل كلفة العلاج. لذا، وإن كنتم تملكون خطة تأمين وطنية، بادروا إلى شراء بوليصة تأمين تغطي باقي النفقات الطبية.
طلب المساهمات
في حال كنتم لا تزالون بحاجة إلى المال، فاطلبوا من الأشخاص الذين يعنونكم أن يساهموا في علاجكم. يحب الكثير من الأشخاص مساعدة الآخرين، وقد يبدي البعض استعدادهم لتغطية كلفة فواتيركم الطبية.
اقتراض المال
في حال قررتم أن تقترضوا المال من مصرف أو من شخص ما، فاقرأوا الاتفاق بعناية واحرصوا على أن تتمكنوا من تسديد الدفعات الشهرية.
إن الشعور بالتوتر حيال الشؤون المالية مصحوباً بالمشاكل الصحية يشعركم بأن التوتر الناجم عن وضعكم الصحي غير قابل للحلّ. وعوضاً عن الاستسلام لهذه المشاعر السلبية، حاولوا أن تضعوا رؤية شاملة واقعية لنفقاتكم الطبية واعتمدوا النصائح الواردة في هذه المقالة لوضع خطة مالية صلبة.
هل يعاني أحد أحبائكم من صعوبات في تأمين كلفة علاجه الطبي؟ شاركوهم هذه المقالة من فضلكم.