هل سبقَ أن توقفتَ عن ملاحقةِ شغفكَ فقط لأنكَ شعرتَ بالذنب؟ هل شعرتَ يومًا بالسوءِ عند القيام بما تحبّ من أجل التغيير؟ هل سبقَ أن شعرتَ بالذنب حول إضافة بعض “الوقت الخاص بك” على قائمة المهام الخاصة بكَ؟ منذ متى وانت تصنّفُ هذه الأفكار، وهذه الاحتياجات على أنها “رغبات أنانية”؟
على الصعيد الشخصي، إنّ هذه المعضلة بين ما أحتاجُ إليه وما يتعيّنُ علي فعله. رافقتني لفترةٍ طويلةٍ جدًّا، حتّى استنزفَتْ كامل طاقتي.
لطالما آمنتُ أن “العطاء” هو أفضل طريقة كي نعبّرَ للناسِ أننا نحبُ مقدار اهتمامنا بهم، ومقدار اهتمامنا بسعادتهم ورفاهيتهم.
وهذا صحيح ١٠٠٪.
بيد أن “العطاء” ليس طريقًا باتجاه واحد، وإلاّ قادكَ إلى طريقٍ مسدودٍ. وبقدرِ ما يمكن لهذا الفعل من العطاء أن يرفع من معنوياتك، يمكنه أيضًا أن يدمرها بمجرد أن تجد نفسك عاجزًا، وغير قادر على القيام بما كنت تقوم به من قبل، وحتّى غير قادر على التعامل مع جميع المهام التي اعتدت انجازها.
هذا الموقف الجديد لديه القدرة على جعلك تشعر بالذنب والضعف وعدم الجدارة ما لم تسمح لنفسك بالتمهل والاستماع إلى قلبك وأن تكون أكثر تعاطفًا وتمرّن عقلك لتكون أكثر تقبلاً. هذا سيساعدك على تقبّل وجهات نظر جديدة في الحياة حتى تتمكن أخيرًا من رؤية الأشياء بطريقة مختلفة وأكثر إيجابية.
في الواقع لا يمكننا الإعتناء بالآخرين ما لم نعتني بأنفسنا. اذ لا يمكننا أن نعطي شيئًا لا نملكه.
لكي تمنح الحب، يجب أن تكون محبوبًا لكي تمنح القوة، يجب أن تكون متمكّنًا لكي تمنح الصداقة، يجب أن تكون صديقًا مع نفسك لكي تمنح الثقة، يجب أن تثق بنفسك لكي تمنح الحكمة، عليك أن تتقبّل نفسك
كل شيء يبدأ بكَ حب الذات لا يعكس الأنانية. حب الذات يظهر المسؤولية.
إنها مسؤوليتك تجاه نفسك وتجاه الآخرين. لا يمكنك الاهتمام بالناس حولك ما لم تمنح نفسك الوقت والاهتمام اللازم.
يتعلّق حب الذات بإعطاء نفسك الوقت لـ:
تُعبّر عن نفسك تَستمع إلى جسدك وقلبك وروحك تَكتشف قوتك الداخلية تَحتضن نقاط قوتك تَتقبّل نقاط ضعفك تُحسّن مهاراتك تُلبي احتياجاتك
تُعرّف الأنانية على أنها عدم مراعاة الآخرين، أي وضع احتياجاتك واهتماماتك فوق احتياجاتهم. وفي المقابل، إنَّ حب الذات يتعلّق بتلبية احتياجاتك أوّلاً حتى تتمكن من مساعدة الآخرين بشكل أفضل ولمدّةٍ أطول.