الفنون القتالية، ما أهمية تعليمها للأولاد؟

بقلم نور أبي فاضل

ألن يكون من الرائع أن تتمكنوا من النوم ليلاً مدركين بأنّ أولادكم أصحاء؟ ماذا إن استطعتم أن تتأكدوا بأن أولادكم قد اتخذوا القرارات الملائمة؟ ماذا إن اطمأنيتم إلى أن أولادكم يبلون بلاء حسناً؟

يحتاج الأهل إلى الشعور بالاطمئنان حيال صغارهم. فهم يخشون على سلامتهم ويحتاجون لأن يتأكدوا من أنهم ينمون ليصبحوا أشخاصًا مسؤولين وناجحين في الحياة. ومن هنا، فإن إيجاد أنواع الرياضة الملائمة للصغار من شأنها مساعدتهم أثناء نموّهم. والفنون القتالية هي واحدة من النشاطات التي قد تزوّدهم بالقدرات والمهارات التي يحتاجونها أثناء البلوغ، ما يدعمهم في عملية تكوين الأسرة فيما بعد.

إليكم خمسة أسباب تحفّزكم على دفع أولادكم نحو ممارسة الفنون القتالية.

انضباط الذات

يمكن للتايكواندو وسواه من أشكال الفنون القتالية أن يكون ممتازاً للأولاد، والمراهقين وكلّ الأشخاص المهتمين بذلك والذين يتمتعون بالقدرة الجسدية، والفكرية، والاجتماعية التي تخوّلهم أن يكونوا جزءاً من فريق. فالرياضة تروّج لانضباط الذات، واللياقة، والنزاهة، والاحترام. وبالإضافة إلى ذلك، فهي تعزّز القوة، والمرونة، والنشاط وتغرس في قلوبهم قيم الشرف، والعمل الجادّ والاحترام. كما أن عدداً من برامج الفنون القتالية تعلّم مهارات تعزيز الثقة بالنفس والدفاع عن الذات أيضاً.

السيطرة على الذات

يطوّر تلامذة الفنون القتالية مهارات الانضباط والعمل الجماعي فيما يتطوّرون في التدريب. فالانضباط والسيطرة على الذات ضروريان للتمرّس في تقنيات الفنون القتالية وإتقانها. إذ يعزّز التدريب على الفنون القتالية السيطرة على الذات ويشجّع التلامذة المجدّين. ويدرك ممارسو الفنون القتالية جميعهم بأن القرار بالتطور والتقدم في الرياضة أو التراجع فيها هو قرار يعود إليهم وحدهم. فالتلامذة يضعون أهدافاً شخصية ويعملون جاهدين لتحسين وضعهم والنمو والتطور. ولتحقيق ذلك، عليهم أن يعملوا جاهدين، وبتفانٍ والتزام. علماً أن مهارة السيطرة على الذات المكتسبة من الفنون القتالية هي ممارسة مفيدة لمختلف أنواع الحياة اليومية.

القدرة الجسدية على الاحتمال

يحتاج الأولاد إلى النشاط الجسدي، وفي عالمنا اليوم، يبقى الكثير من الأولاد مسمّرين أمام الشاشات في المنزل. لذا، فإن تسجيل الأولاد في صفوف فنون قتالية هو طريقة ممتازة لجعلهم يمارسون الكثير من النشاطات الجسدية. وبالتالي، ستتحسّن لياقتهم البدنية مع الوقت، وسيعزّزون قوة عضلاتهم، وتوازنهم، ومرونتهم أيضاً.

الصحة الفكرية

لا تقتصر حسنات الفنون القتالية على التطوير الجسدي، بل تتعدّاه لتحسّن النمّو الفكري للأولاد. فممارسة الفنون القتالية تستلزم التركيز لتنفيذ تقنيات معقدة. ويستلزم التدريب على الفنون القتالية من التلامذة حفظ عدد من التقنيات، وتُطبع هذه التقنيات في ذاكرة عضلاتهم فيما يتمرّنون ويتقدّمون في دراساتهم.

التقدّم على الصعيد الاجتماعي

ينمو التلامذة الذين يتعلمون الفنون القتالية إلى جوار تلامذة أخرى. فبيئة استوديو التدريب أو فريق التدريب تساعد التلامذة على تطوير مهاراتهم الاجتماعية. وتسهم هذه القدرات التي يطوّرها التلامذة في تعزيز تعلّمهم وحلّ الخلافات وتكوين الصداقات. فالتلامذة الذين يتعلمون الفنون القتالية مع أفراد أسرتهم يطوّرون روابط أقوى، وقد صُمّمت عدد من صفوف الفنون القتالية بطريقة تناسب البالغين والأولاد على حدّ سواء. وحين يتسجّل أفراد الأسرة معاً، يتمكنون من ممارسة مهاراتهم في المنزل، وبالتالي يؤسسون لروابط أكثر عمقاً.

الثقة

من خلال الفنون القتالية، التي تعدّ رياضة فردية، يتعلّم التلامذة بأن العمل الجادّ يساعدهم على تحقيق أهدافهم. وبالتالي، تنمو ثقة التلامذة بأنفسهم مع الوقت نتيجة وضع الأهداف وتحقيقها. فالخطوة التي قد تبدو صعبة في بداية التدريب ستصبح بسيطة وتلقائية في نهايته. وبالتالي، فإن إتقان الحركات والتقنيات، والتقدّم في الرياضة، يعزّز الثقة بالنفس لدى ممارس الفنون القتالية الصغير.

فهل أنتم مستعدّون؟
تكثر الأسباب التي قد تدفعكم لتسجيل أولادكم في صفوف الفنون القتالية. فهذه الصفوف تدفع أولادكم للتحرك بطريقة لا تعزّزها الكثير من النشاطات الرياضية الأخرى. كما أنها تمنحهم الأدوات التي يحتاجون إليها لينجحوا في الحياة وليبنوا الثقة بالذات وضبط الذات. فما الذي يحول دون تسجيلكم لأولادكم في صفوف الفنون القتالية؟

ربما يعجبك أيضا