ما من وقت أنسب من فصل الصيف للعمل على تحسين صحتنا الجسدية والنفسية؟ فمع بدء الفصل الحار وتوفّر الفاكهة والخضار الطازجة، يأتي فصل الصيف ليكون الوقت الأمثل للتخلّص من السموم التي تثقل جسدنا وعقلنا، فننشط طاقتنا الإيجابيّة لنستقبل الموسم الجديد بنشاط وإشراق.
بشكل عام، تُتعب الحمية الغذائية التي نعتمدها في فصل الشتاء الكبد، وتستلزم منه جهداً أكبر. فعلى سبيل المثال، ووفقًا لبحث نُشر في مجلة “أرشيف الطب الباطني”، ترتفع مستويات الكولسترول في الدم خلال أشهر الشتاء.
وبما أن للتمارين الرياضية ارتباطاً مباشراً بانخفاض مستويات الكوليسترول في الدم، يرى الباحثون أن هذا الارتفاع المسجل خلال أشهر الشتاء، مرتبط ولو جزئيًا، بانخفاض النشاط البدني خلال هذه الفترة.
على امتداد العام، يعمل الكبد باستمرار على إزالة السموم من أجسامنا وتصفية المواد الثقيلة أو تكسيرها، مثل الكحول، والكافيين، والأدوية، والسكر، والدهون غير المشبعة. وفضلاً عن تأثيره على مستويات الكوليسترول يعمل الكبد أيضاً على تنظيم نسبة السكر في الدم، ويدعم توازن الهرمونات، وعملية الأيض.
فبالإضافة إلى المأكولات والمشروبات والأدوية التي تنناولها وما فيها من مواد يعالجها الكبد، يتعرّض ذلك الأخير باستمرار للسموم جرّاء مواد التنظيف التي نستنشقها والمواد المضافة في السجائر، ومنتجات الأيروسول، والمعادن الثقيلة، والمبيدات الحشرية، والمواد الكيميائية الأخرى التي تحيط بنا.
ناهيك عن التوتر الذي يثقل كاهلنا ويجعل وظيفة الكبد أكثر صعوبة.
أظهرت دراسة نُشرت في صحيفة علم الغدد الصماء وجود صلة بين هورمون التوتر الكورتيزول ومرض الكبد الدهني، في حين أشارت دراسة أجرتها جامعة إيدنبورغ أيضًا إلى أن التوتر يؤثر سلباً على الكبد ويضرّ به.
فما السبيل إذاً لإزالة السموم من الكبد، وبالتالي من جسمك وفكرك خلال فصل الصيف؟ وما هو الحلّ الأمثل لزيادة مستويات الطاقة في جسمك وتعزيز صفاء فكرك، وبالتالي تفادي الأمراض؟
تقتضي الخطوة الأولى البدء بالتخطيط لعمليّة إزالة السموم من الكبد خلال فصل الصيف. احرص على أن تخصص الوقت الكافي لترتاح وأن تحضر الأطعمة الصحية الضرورية لاجتيازك هذه المرحلة.
بعد ذلك، ننصح باتباع هذه الخطوات العشر البسيطة:
- اشرب ما لا يقل عن ٨ -١٠ أكواب من الماء كل يوم. يمكنك أن تمنح يومك انطلاقة صحية عبر تناول كوب من الماء الفاتر مع القليل من عصير الحامض الطازج.
- تناول طعاماً صحياً! تجنّب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، والكوليستيرول والملح، والأطعمة والعصائر المجهزة أو المعلبة، والذرة، ومنتجات الألبان والأجبان، والأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، والصويا، والسكر، والدقيق الأبيض، واستبدلها بالمأكولات العضوية. حاول أيضاً اعتماد الصلصات والمنكهات الطبيعية والصحية، كعصير الليمون، والخردل، والفلفل، والصعتر والخل.
- أضف إلى نظامك الغذائي مواد غذائية مزيلة للسموم. تناول ما لا يقل عن ٨ إلى ١٠ حصص من الفاكهة والخضار الملونة في اليوم، لاسيما الخضار الكرنبية (البروكولي، كرنب بروكسيل، الملفوف، الكرنب الأخضر، اللفت، والكرنب الساقي) وعائلة الثوم (الثوم والبصل).
- أضف إلى نظامك الغذائي عصائر تساعد على إزالة السموم من الكبد. يمكن على سبيل المثال تناول مزيج من الجزر والشمندر والملفوف والزنجبيل.
- احرص على الحفاظ على حركة الإمعاء، عبر تناول كمية إضافية من الألياف، التي قد تجدها في بذور الكتان وبذور أخرى. ولا تهمل أيضاً تناول الفاكهة، والبقوليات، والمكسرات، والخضار والحبوب كنخالة القمح والشوفان.
- تجنّب، أو على الأقل حاول التقليل من استخدام المضادات الحيوية، والهرمونات، والمهدئات، والمنشطات، والكحول، والكافيين والنيكوتين.
- أضف إلى نظامك الغذائي أيضًا مكملات الفيتامينات والمعادن عالية الجودة.
- حرّك جسمك من دون أن تمارس الكثير من الضغوط. مارس تمارين التمدد، والسباحة والمشي على سبيل المثال.
- اسع لأن تتعرّق، حاول استخدام الساونا أو غرفة البخار على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع.
- حاول أن تسيطر على مستويات توترك، واسع لإبقاء جهازك العصبي هادئاً عن طريق الراحة والإسترخاء وتنقية الذهن والإستمتاع بالهواء الطلق!
نظرًا لأن جسمك يحتاج إلى وقت للتكيّف مع عاداتك الجديدة ، اعمل على تنفيذ هذه التغييرات على امتداد ١٠ أيام. يمكنك إعادة عملية إزالة السموم هذه عدة مرات في العام أو كلما شعرت بالانتفاخ أو التعب.
تجدر الإشارة إلى أنه، ووفق اختلاف خصائص جسمك، والبيئة التي تعيش فيها والحساسية على الأطعمة التي قد تعاني منها أو أية مشاكل صحيّة أخرى، فقد تحتاج إلى برنامج خاص بك للتخلص من السموم. وتحقيقاً لهذه الغاية، استشر خبيراً في الطب الطبيعي أو مستشاراً آخر، وإجرِ اختبار الحساسية على الطعام. تذكر أن الحميات الغذائية الهادفة للتخلص من السموم تجرى لفترات قصيرة من الزمن. لذا، استشر طبيبك دوماً قبل تغيير نظامك الغذائي أو برنامجك الصحي، خاصةً إذا كنت تعاني من مشاكل صحية معينة.
استعد نشاطك الجسدي والفكري، وتخلص من السموم في جسمك لتستقبل فصل الصيف بصحة ونشاط!