أفكار جدّة وتأمّلاتها، وسط جائحة كورونا والحجر الإلزامي الذي فرضته

بقلم صفاء جواد

ملاحظة

تتضاعف فوائد النصائح المذكورة في هذا المقال أضعافاً وأضعافاً حين يكون الطفل ساحراً، ظريفاً ولا يجب إلا الفرح لمن حوله.

شاءت الظروف التي نعيشها اليوم أن أنتقل لأعيش في منزل ابنتي وأؤدي دوري كجدّة طيلة اليوم، وسط جائحة كورونا والحجر الإلزامي الذي فرضته على العالم أجمع. وما بدا لي في البداية وضعاً صعباً تبيّن أنه نعمة حقيقية بالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها العالم. فالبقاء داخل المنزل طيلة أشهر، أمر لا يخلو من الصعوبة، إلا أنني اكتشفت بعض النصائح المفيدة التي سهّلت عليّ مهمتي كجدّة. إليكم بعض النصائح التي تعدّ وليدة خبرة قصيرة، نصائح هي أبعد ما يكون عن آراء الخبراء، علماً أنّ الانترنت يزخر بمواد غاية في الأهمية حول مختلف المواضيع والمسائل الهامة التي غالباً ما أستعنت بها.

إليكم رأيي باختصار…

بداية، لا بدّ من التشديد على أنّ الحب الذي تكنّه الجدّة لحفيدها وحفيدتها غير مشروط وراسخ، إلا أنّ الحبّ وحده لا يكفي للاعتناء بالطفل طيلة الوقت.

خلال هذه الفترة التي انتقلت خلالها للعيش مع ابنتي وحفيدي، تعلّمتُ أنه كلما قضيت الوقت مع حفيدي واعتدت على روتينه اليومي، أضحت المسألة أكثر سهولة، وبالتالي باتت التجربة التي أعيشها أروع وأكثر إرضاء. فحين تعيشون مع الحفيد/ة، تصبحون ملمّين أكثر بحاجات الطفل وقادرون على الإصغاء لحدسكم، تتعلمون أن تقرأوا الإشارات التي يرسلها. وبما أنكم تعرفون وقت نومه واستيقاظه، ولِكم من الوقت نام، ومتى أكل، وكم أكل، ومتى غيّرتم حفاضه، وما هي أغنيته وألعابه المفضلة، يصبح الاعتناء به أمراً خالياً من الجهد. تتعلمون كلّ شيء حول مزاجه، وفي ٩٠٪ من الحالات، تصيبون في حدسكم، وتعرفون إن كان يريد أن يُحمل، أو يخرج إلى الشرفة، أو يلعب بهدوء بمفرده، أو أنه يريد بعض اللعب الخشن، أو أنه جائع، نعس أو ضجر، إلخ.

أنا لا أدّعي أنكم ستصيبون الأمر ١٠٠٪، فمجال الخطأ وارد، ولكن مع الوقت، تكتشفون بعض الحيل، الأعمال أو الخطوات التي يمكنكم القيام بها عند الحاجة، وتعرفون أي منها يجدي نفعاً وفي أي وقت. وأؤكد لكم أنه مع الوقت، ستحسنون التكهّن وستصيبون أكثر مما تخطئون ما يسهّل عليكم مهمتكم ويجعلها أكثر إرضاء.

إلا أنه، والحقّ يقال، ستشعرون بالتعب وسينتابكم الضجر.

وبعد مرور ساعات، ستشعرون بالإرهاق، وسترغبون بالحصول على استراحة. وفيما يقترب موعد انتهاء مهمّتكم أو دوريّتكم، إن صح التعبير، يتلاشى الشعور بالقوة والعظمة. وكلما سمعتم وقع خطى أو باباً يفتح، تصلّون بأن يكون أحد الوالدين قد أتى، ليستلم عنكم ويبدأ بالاعتناء بالطفل. فتسلّمونه الطفل بسرور، تهرعون لإعداد فنجان من الشاي، أو تذهبون في نزهة ، أو تطّلعون على رسائلكم النصية، أو تطالعون كتابكم أو تقومون بأي عمل كنتم تتوقون للقيام به طيلة اليوم.

ولكن، حذار، فهذا الشعور “بالحرية” لن يدوم طويلا. لأنكم، وبعد وقت قليل وستجدون أنفسكم قد وضعتم كتابكم أو هاتفكم جانباً، أو تخليتم عمّا تقومون به، وذهبتم للاستعلام عن حال الحفيد. هل أكل، هل غيّر حفاضه، هل هو نعس… ، وتصلّون وترجون أن يبتسم لكم ابتسامة عريضة حين يراكم ويرمي بنفسه في أحضانكم.

فبمجرد أن تصبحي جدة ، ليس هناك عودة إلى الوراء.

ربما يعجبك أيضا