اجعلوا السعادة خياراً لكم – عيشوا الحاضر

بقلم ليندا شكور

إنّ القدرة على العيش في الحاضر عنصر أساسي للسعادة والصحة الجسدية والنفسية بشكل عام. نعم، صدّقوا أن باستطاعتكم جعل السعادة خياراً لكم وممارسة عادات معينة لتعزيز الشعور بالسعادة.

هل تذكرون ذلك اليوم الذي لم يكن يخطر ببالكم أي فكرة، ولم يكن فكركم مشوشاً بالرسائل، والاتصالات الهاتفية، وشاشات التلفزة؟ ولا أنا.

فالفكر المنساب هو فكر يشعر بسعادة أكبر من الفكر المركز على عمل يقوم به. وبالنسبة إلينا جميعاً، تسرح أفكارنا في نصف الوقت الذي نقضيه مستيقظين. فكثيرون منّا يغالون في التفكير أو يعانون من القلق، ما يحدّ نوعية حياتنا الشخصية والمهنية.

عيش الحاضر هو أن ندرك ما الذي نقوم به في الوقت الحاضر، مع التركيز بشكل كامل على كلّ تفصيل، ومع إبقاء الفكر والجسم متجانسين ومترابطين. فعلى سبيل المثال، لا تفكروا بالاتصال الهاتفي الذي يتعيّن عليكم القيام به فيما يخبركم ولدكم عن شيء حدث معه في المدرسة. لا تتناولوا الطعام خلف مكتبكم. لا تخططوا للفسحة التي ستذهبون فيها خلال عطلة نهاية الأسبوع فيما تعملون. وحين تحتسون فنجاناً من الشاي، ركّزوا على رائحته، ومذاقه والإحساس الذي يخلّفه في نفسكم. كونوا دوماً حاضرين ودعوا فكركم يفكّر بالكامل فيما تقومون به.

يسهم ذلك في جعلكم تنغمسون بالكامل فيما تفعلون، وتستثمرون قدراتكم بشكل كامل، للقيام بما يتعين عليكم القيام به، ومن ثم الانطلاق إلى المهمة التالية، علماً أننا نتقدم إلى الأمام فقط في الحاضر.

كيف نتعلّم أن نعيش الحاضر؟

جرّبوا هذه التقنيات الخمس البسيطة والفعالة: 

خذوا نفساً عميقاً تكثر على الانترنت تقنيات التنفس العميق السهلة والمشروحة بشكل بسيط، والتي من شأنها مساعدتكم على التركيز على اللحظة الحاضرة، والتي يمكن ممارستها في أي مكان، حتى وسط الفوضى العارمة. وفيما تركزون على تنفسكم، فإن عيش “الحاضر” سيجعلكم تشعرون بالنقاء والسلام. لا تهدف هذه التقنية إلى جعلكم تقلبون عالمكم رأساً على عقب، بل إلى دفعكم للنظر إلى عالمكم الداخلي بوعي وانفتاح.

التأمل مارسوا التأمل، لا لأنهم يفترض بكم القيام بذلك، بل لأن التأمل يساعدكم على تنفيذ أهدافكم في الحياة. فبغياب التمرين البسيط، قد يلجأ فكركم إلى وضع نمط الطيار الآلي وبالتالي، فلن تتخذ حياتكم المنحى الذي تريدون.

تدوين المذكّرات إن تدوين المذكرات يساعدكم على أن تصبحوا مدركين أكثر لما يحدث في ذهنكم، ويساعدكم على أن تقيموا عملية تفكيركم. هل تكثرون من التفكير؟ هل تفكرون بطريقة متكررة، سلبية، أو بفعالية؟ هل تشعرون بأن أفكاركم مشتتة معظم الوقت؟ طالما أنكم لا تعون ما يحدث، لن تستطيعوا تحسين طريقة تفكيركم ولن تتمكنوا من إحداث أي تغيير

اليقظة الذهنية راقبوا مشاعركم، وأفكاركم وأحاسيسكم الجسدية واعترفوا بها. افصلوا أنفسكم عن أفكاركم. تصبح أفكاركم مؤذية حين تبدأون بالتماهي معها

تغيير المنظار من بين التقنيات التي ساعدتني على أن أعيد توجيه أفكاري وتحويلها في الاتجاه الصحيح والتصرف بطريقة إيجابية، هو أن أطرح على نفسي السؤال التالي: “كيف أستطيع أن أغيّر هذا الأمر إلى أمر يساعدني عوضاً عن أن يكون أمراً يعيقني؟” سمح لي هذا السؤال بأن أعيد توجيه أفكاري وأعيد صياغتها، لكي تصبح أكثر إيجابية، ولكي أصبح شخصاً أكثر امتناناً وسعادة

فحين تتعلموا أن تولوا اهتماماً لتفاصيل اللحظة الراهنة، فستشيحون بتفكيركم عن الماضي والمستقبل، وستجذبون السعادة والصحة الجسدية والنفسية إلى وقتكم الحاضر. أمسكوا اليوم بزمام الوقت الحاضر!

استمروا باختيار السعادة وستجد السعادة دوماً سبيلها إليكم!

تحيّة للسعادة التي تغمركم!

ربما يعجبك أيضا