تعدّ حبوب الحمّص الحبّ، ومن دون أي منازع، نجوم المطبخ الشرق أوسطي. فهي متوفرة بسهولة وبأسعار مقبولة للغاية، ويمكنها أن تعزّز الجهاز الهضمي، وتخفّض مستويات الكوليستيرول السيء في الجسم، وتساعد في الوقاية من السرطان وأمراض القلب، والحفاظ على ثبات مستويات السكر في الدم، ورفع مستوى الشبع وسواها من الفوائد الأخرى.
تحتوي حبوب الحمّص على الألياف، والبروتيين، والنشاء، والحديد، والماغنيزيوم، والفوسفور، والفيتامين ب٦، والزنك وعلى عدد من الفيتامينات والمعادن، ما يجعلها مصدر بروتيين نباتي وألياف ممتاز خالي من الغلوتين. ويمكن اعتبارها من “النشويات المفيدة للجسم” إذ يُهضم النشاء الذي يحتويه ببطء وبالتالي يحافظ على مستويات صحية للسكر في الدم.
يحتوي كوب واحد من الحمّص المسلوق (نحو ١٦٤ غرام) على نحو:
٦٩ سعرة حرارية
٤٥ غرام من النشويات
١٥ غرام من البروتيين
١٣ غرام من الألياف الغذائية
٤ غرامات من الدهون
٠ غرام من الكوليستيرول
بالإضافة إلى ما ذكرناه، يحتوي الحمّص على الكولين، والنحاس، وحمض الفوليك، والمنغنيز، والسيلينيوم، والفيتامين كاف.
وبخلاف معظم الأطعمة المعلّبة الأخرى، تكاد القيمة الغذائية لحبوب الحمّص أن تكون مماثلة للحمص المجفف والمطبوخ في المنزل. فإن كنتم لا تملكون الوقت لنقع حبوب الحمّص من الليل إلى الصباح، ومن ثم طهيها، فإن شراء الحمّص الحبّ المعلّب واستخدامه هو بديل مناسب.
ملاحظة: تجنبوا تناول حبوب الحمّص النيئة لاحتوائها على سموم وعناصر غير غذائية، تخفّ حدتها عند نقع حبوب الحمّص وطهيها.
الفوائد الصحية لحبوب الحمّص:
إليكم بعض الفوائد الصحية التي تجنونها عند إضافة حبوب الحمّص إلى حميتكم الغذائية:
السرطان
إنّ السيلينيوم المعدني الموجود في الحمّص يساعد الكبد على العمل بشكل صحيح وإزالة السموم من بعض المركبات المسببة للسرطان في الجسم، ويمنع الالتهابات، ويقلل من معدلات نمو الورم. يحتوي الحمّص أيضًا على حمض الفوليك، ممّا يساعد على منع تكوين الخلايا السرطانية جرّاء التغيّرات التي تحصل في الحمض النووي. أما الصابونينات، وهي المواد الكيميائية النباتية الموجودة في الحمّص، فتمنع الخلايا السرطانية من التكاثر والانتشار في جميع أنحاء الجسم.
تحتوي حبوب الحمّص على نسبة عالية من الألياف إجمالاً ومن بينها ٦٥٪ إلى٧٦٪ من الألياف غير القابلة للذوبان. وترتبط سواها من البقوليات، والفاكهة، والحبوب الكاملة، والخضار بانخفاض خطر الاصابة بسرطان القولون.
الكوليستيرول
أظهرت الأبحاث أن إضافة حبوب الحمّص والحمّص عموماً إلى حميتكم الغذائية يخفّض كمية البروتين الدهني المنخفض الكثافة، أو الكوليستيرول السيء في الدم. فإن تناول ٣/٤ كوب من حبوب الحمّص كلّ يوم من شأنه أن يخفض نسبة الكوليتسيرول السيء، والكوليستيرول إجمالاً والتريغليسيريد خلال شهر واحد.
مستوى السكر في الدم والأنسولين
تمتاز حبوب الحمّص بغناها بالألياف. وقد أظهرت الأبحاث بأن الأشخاص الذين يعانون من السكري من النوع الأول ويعتمدون حمية غذائية غنية بالألياف يسجلون مستويات منخفضة من السكر في الدم. أما بالنسبة إلى الذين يعانون من السكري من النوع الثاني، فإن تناول كمية إضافية من الألياف تساعد على تحسين مستويات السكر في الدم، ومعدلات الأنسولين والشحوم في الدم.
الهضم
بسبب غناها بالألياف، تساعد حبوب الحمّص على تفادي الإمساك وتعزّز عملية خروج المعدة ضماناً للحفاظ على صحة القناة الهضمية.
تذوب الألياف القابلة للذوبان في السوائل الموجودة في الأمعاء وتشكل مادة تشبه الهلام تحبس الكوليسترول الغذائي للمساعدة في نقله إلى خارج الجسم قبل أن يتمّ امتصاصه في مجرى الدم. وتساعد الألياف غير القابلة للذوبان في عملية الهضم عن طريق الإسهام في نقل الطعام من خلال الجهاز الهضمي وتسهيل خروجه من الجسم بسرعة.
تساعد الألياف أيضًا على تحقيق التوازن ما بين مستويات البكتيريا ودرجة الحموضة داخل الأمعاء، وبالتالي فهي تزيد من كمية البكتيريا الصحية وتقلّل البكتيريا غير الصحية أيضًا.
صحة القلب
إن قدرة حبوب الحمّص على خفض مستويات الكوليسترول ممزوجة باحتوائها على نسبة عالية من الألياف القابلة للذوبان والبوتاسيوم تجعلها مفيدة لدعم صحة القلب. وغالباً ما تعتبر الألياف القابلة للذوبان مفيدة لتعزيز صحة القلب. وقد أظهرت إحدى الدراسات أن تناول كمية إضافية من البوتاسيوم كل يوم يقلل من خطر الوفاة بأمراض القلب.
الالتهابات
تساعد مادة الكولين التي تحتويها حبوب الحمّص على تعزيز النوم، وحركة العضلات، وعملية التعلّم والذاكرة. ويساعد الكولين أيضاً على الحفاظ على بنية أغشية الخلايا، ويسهم في نقل النبضات العصبية، وفي امتصاص الدهون، ويحدّ من الالتهابات المزمنة.
الإحساس بالشبع والتحكّم بالوزن
تمنح الألياف والبروتينات التي نجدها في حبوب الحمّص شعوراً بالشبع لفترة أطول، وبالتالي، فهي تخفّف من الشعور بنوبات الجوع القوية والرغبة بتناول الوجبات الخفيفة غير الصحية. ويساعد مزيج المغذيات والمعادن الذي نجده في حبوب الحمّص في مساعدة الجسم على الحفاظ على الطاقة والقدرة على التركيز، ما يحدّ من الشعور بالتعب الذي غالباً ما يدفعنا إلى تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية ما بين الوجبات.
تجدر الإشارة إلى أنه يفترض بالأشخاص الذين يتناولون أدوية لحصر البيتا في الجسم أو الذين يعانون من مشاكل في الكلى تفادي الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل حبوب الحمّص.
لطالما اعتُبر تناول مجموعة متنوعة من الخضار والفاكهة مرتبطاً بالحدّ من الإصابة بعدد من الأمراض المتعلقة بأنماط الحياة. وتعدّ حبوب الحمّص خير مثال على ذلك، لكونها تخفف من مخاطر السكري، والسرطان، وأمراض القلب والسمنة.
ولا أظنّنا بحاجة لتزويدكم بالأفكار حول سبل إضافة حبوب الحمّص إلى حميتكم الغذائية، إذ أن المطبخ الشرق أوسطي غني بالأطباق التي تحتوي على هذه الدُّرر. وبالطبع، يستحسن تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية وعدم التركيز على أنواع معينة من الطعام ضماناً للحفاظ على صحتكم.