نعم، تماماً كما قرأتم في عنوان المقالة! الطعام أنقذ حياتي فعلاً!
سأروي على مسامعكم قصتي التي جرت أحداثها منذ بضع سنوات، حين بدأت أعاني من حَبّ الشباب، في عمر صغير، لم يكن يفترض بي خلاله أن أعاني من البثور. وبعد أن اختبرت كلّ العلاجات المتوفّرة، أخذت دواء يحتوي على مادة آيزوتريتينوين، ولكن هذا العلاج فشل بدوره.
وباختصار، أدّى البحث الطبي في مشكلة حَبّ الشباب التي أعانيها إلى اكتشاف معاناتي من اختلالات هرمونية. إلا أن العلاج الهرموني الذي اعتمدته، فشل هو أيضاً. ولم تقف الأمور عند هذا الحدّ، بل تفاقم الوضع بحيث أنني اختبرت أسوأ الآثار الجانبية للعلاج الهرموني.
وبعدها، لم أعد كما كنتُ: فقد فقدت طاقتي، وقدرتي على التركيز والعمل، كما أنني لم أعد أنعم بالنوم. فقد جسمي كلّ الفيتامينات والمعادن التي كان يحتاج إليها، وازداد الخلل في التوازن الهرموني سوءاً. وباختصار، خسرت صحتي بشكل كامل. كان هناك خطب ما فييّ، كنت أشعر دوماً بأنني مريضة، إلا أنني لم أكن أعرف تماماً ممّا أشكو، ولم يكن هناك من دواء يساعدني أو يشفيني.
إلا أن، هذه المرحلة التي وصلت فيها إلى المستوى الصحي الأكثر انخفاضاً، كانت في الواقع لحظة إيجابية في حياتي. نعم، كانت لحظة إيجابية غيّرت مسار حياتي! لحظة فتحت عينيّ على عالم جديد من العلاج الغذائي، عالم أتاح لي أن أعالج جسمي بالطعام، وأن أعتمد الطعام دواء لي.
أنا طبيبة، وقد كان من الصعب عليّ أن أقرّ وأعترف بأنّ الطبّ قد خذلني، وكان من الأصعب بعد عليّ أن أعترف بأنّ الطعام قادر على الشفاء. ولكن، وبما أنني شخص مؤمن، فأنا أؤمن بأن الله قد خلق لنا الطبيعة ليساعدنا، لذا فمن الممكن أن يكون الطعام دواءً.
ومن هنا، فإن الانطلاق في مسيرة صحية جديدة غيّر حياتي بالكامل. فأنا لم أغيّر نظامي الغذائي فحسب بل نمط حياتي كلّه نحو الأفضل، وأنا أسعى اليوم لتغيير نمط حياة أفراد أسرتي.
تعلّمت أن أصغي إلى جسمي وأن أمنحه ما يريد (سواء أكان ذلك الطعام، الرياضة أو النوم!). تعلمت ماذا آكل ومتى، وكيف أختار الأطعمة الملائمة بالنسبة إليّ وكيف أتجنّب تلك التي تؤذيني. وبالتالي، غيّرت كلّ مفهومي المتعلّق بالطعام وطريقة الطعام.
وبدأت بمطالعة مواد متعلقة بالتغذية الشاملة وبقدرتها على الشفاء، واكتشفت شغفاً جديداً للطهي وابتكار وصفات الطعام.
والأهمّ من كلّ ذلك هو أنني بدأتُ أشفى. الآن، بدأت أشعر بذاتي كما عهدتها، استعدتُ طاقتي، وصرت أنام جيداً وأمارس الرياضة باستمرار، وحين أتناول الطعام، أشعر بالرضى، علماً أنني فقدت هذا الشعور لسنوات. كما حسّنت هذه العملية علاقة مع زوجي.
أنا لم أكتب هذه المقالة لأقول بأنّ الطب ليس مفيداً. إذ لا يسعني أن أقول ذلك، فأنا طبيبة، ومهمتي تقتضي أن أشفي الناس عبر استخدام المعرفة الطبية. كلّ ما أسعى للقيام به هو مشاركتكم ما تعلّمته: يجب ألا نتعامل مع العوارض كعوارض بحدّ ذاتها، بل كإنذار يمنحنا إياه الجسم لنعرف بأن هناك خطب ما.
فسواء أكنتم تعانون من حبّ الشباب، أو نفخة، أو فقدان للشعر، لا بدّ وأن تدركوا بأن هذه إشارات على وجود خلل ما في الجسم، فبادروا وابحثوا عن السبب وراء هذه العوارض ولا تكتفوا بمعالجة العوارض فحسب.
الإنسان كتلة واحدة، وترتبط أعضاء جسمنا جميعها بعضها ببعض وتعمل بشكل متوازن. لذا، لا يمكننا أن نستخدم دواء معيناً لعلاج عضو ما، من دون أن نقيّم الآثار الجانبية لهذا الدواء على الجسم
كاملاً. وختاماً، من غير المعيب أن نعترف بأن الطبّ قد يفشل أحياناً، علماً أنّ هناك دوماً علاج.
انتبهوا إلى الإشارات التي يعطيمكم إياها جسمكم، واسعوا للحصول على نصيحة طبية. أطلبوا من الطبيب البحث عن الأسباب الكامنة وراء هذه العوارض وأن يدرس بعناية الأدوية قبل أن يصفها لكم. وإن لم يجدي هذا المسار نفعاً، انظروا بانفتاح إلى العلاجات الطبيعية، فقد تخبّىء لكم الطبيعة مفاجأة سارّة.
هل سبق أن عشتم خبرة مماثلة؟