العلاج بالضحك وتأثيراته على الحياة

بقلم رانيا خوري

“ها ها ها” هو الصوت المتعارف عليه عالمياً للإشارة إلى الضحك، إلا أنني كنت أجهل الفوائد الجمّة الناجمة عن هذا الصوت قبل أن أحضر جلسة الضحك الأولى في عصر ذلك الأربعاء، أثناء فترة الحجر التي عشناها في العام ٢٠٢٠. ففي تلك الفترة، لم يكن لديّ الوقت الكافي فحسب، بل الفضول أيضاً لأعرف ما يحدث في جلسة الضحك. كما أنني كنت مرهقة من عدد الندوات الافتراضية الخاصة بالاعمال والتي غالباً ما تحمل في طياتها الكثير من الأحاديث الجدية، التي تعزّز إنهاكي.

لذا، قررت أن أجرّب جلسة الضحك!

وبعد مرور خمس وأربعون دقيقة، حصل شيء مختلف، حصل تغيير في داخلي، كان مزاجي جيداً؛ شعرت بأنني أكثر خفّة من قبل، وبأني مفعمة بالطاقة، وقد زاد تركيزي وتمكُّني من التفكير. وقد ألهمتني هذه المشاعر المفرحة والوضع الذي كنت فيها على أن أجري مزيداً من الأبحاث حول الضحك، وتعميق معرفتي بالموضوع. أردت أن يشعر الآخرون بما شعرت به ذلك اليوم؛ ولذا، خضعت للتدريب الذي جعلني، مدرّبة للضحك، وواحدة من القلائل في منطقة الشرق الأوسط.

خلال فترة تدريبي، تعلّمت بأننا نختبر جميعاً ضحكاً حقيقياً غير مصطنع، غالباً ما يكون ردّ فعل على مسبّب ما، كمزحة أو برنامج كوميدي. وفي غالبية الأحيان، ترتبط هذه الضحكة بالمزاج الجيد. أنا في مزاج جيد، لذا، أنا أضحك.

أما نوع الضحك الآخر الذي تعلّمته فكان حول الضحك المستحدث، إنه نوع من الضحك نثيره بأنفسنا من دون أن نكون في مزاج جيد. والأمر المفاجىء، هو أن لنوعي الضحك هذين التأثير نفسه على أجسامنا لأن الفكر لا يميّز ما بين الضحك الطبيعي والضحك المصطنع.

فالراحة التي نختبرها حين نضحك ناجمة عن إفراز “الهرمونات التي تبعث في نفسنا الراحة”، والتي تسمّى أندورفين، ومن شأنها تحسين مزاجنا فوراً، وإن كنّا في مزاج جيد، يسعنا أن نؤدّي عملنا بشكل أفضل في مختلف نواحي الحياة.

وقد أثبتت الدراسات العلمية التي أجريت حول الضحك تأثيراته الإيجابية المذهلة على الصحة الجسدية، والنفسية والعاطفية. ومن حسن الحظ، فإنّ هذا الدواء الذي لا يُقدّر يثمن مسلٍ، مجاني وسهل الاستخدام.

فالضحك:

  1. يعزّز المزاج بدقائق عبر فرز هرمون الاندورفين من خلايا الدماغ.
  2. يخفّف من التوتر ويعزّز نظام المناعة. فنظام المناعة الجيد يحمينا من المرض، ويسهم في جعلنا نشفي بسرعة إن كنا نعاني من حالة مرضية مزمنة.
  3. يعزّز الإنتاجية عبر زيادة كمية الأوكسجين الصافية التي تدخل إلى جسمنا ودماغنا، ما يسهم في تحسين الفعالية والأداء.
  4. يعزّز الروابط الاجتماعية، فالضحك هو رابط رائع يجمع الناس ويجذب الكثير من الأصدقاء فيعزّز الصداقات التي تتميز بالاهتمام بالآخرين والمشاركة.

وختاماً، تكثر الحسنات الناجمة عن الضحك على المديين القصير والبعيد، وهي أداة أخرى من شأنها مساعدتنا على تخطي الصعوبات، وهي تقدّم لنا القوة في وجه الصعاب، وآلية من شأنها مساعدة الناس على الحفاظ على ذهنية إيجابية بغض النظر عن الظروف التي يعيشونها.

فهيّا، بادروا للبحث عن ورش عمل للضحك تقام في منطقتكم، وتسجلوا فيها!

ربما يعجبك أيضا