الميكروغرين هي نباتات صغيرة، خضراء قابلة للأكل يتم حصادها في أولى مراحل نموها، خلال المرحلة التي تنبت فيها أول مجموعة من الأوراق. وتأتي هذه المرحلة عقب مرحلة الإنبات، وقبل أن تنمو الأوراق والضلوع، لذا تنمو هذه الجزيئات الصغيرة ما بين مرحلة الإنبات وبدء تكون النباتات الخضراء.
وبسبب احتوائها على نسبة عالية جداً من مضادات الأكسدة، تعتبر نباتات الميكروغرين طعاماً مفيداً بامتياز، فهي تعزز الصحة وتحمي من الأمراض. يُكثر الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً صحياً من تناول الميكروغرين، كما أنها تستخدم لإضافة النكهة واللمسة التزيينية إلى عدد كبير من الأطباق المختلفة.
وفيما تعدّ البراعم بذوراً نقعت في الماء وقطفت خلال فترة تتراوح ما بين اليومين والسبعة أيام، تزرع الميكروغرين في التربة، تماماً كما هي عليه الحال مع النباتات الأكبر، وتقطف خلال فترة تتراوح ما بين الأسبوع والثلاثة أسابيع. وبسبب الوقت المخصص لنموها هذا، تتسم الميكروغرين بانخفاض خطر احتوائها على البكتيريا التي تنقلها المياه كالإيكولي مثلاً مقارنة بالبراعم، كما أنها تحتوي على المزيد من القيم الغذائية مقارنة بالبراعم، إذ أنها تمتص المعادن من التربة.
ومن أكثر نباتات الميكروغرين شيوعاً، نذكر الجرجير، والحبق، والشمندر، والبروكولي، والملفوف، والقرنبيط، والكايل، والفجل. ويمكن شراء كل أنواع الميكروغرين بشكلها الكامل (في التربة)، حتى تبقى حيّة إلى أن تقطعوها وتتناولونها.
فلنطّلع على فوائد الميكروغرين الصحية
تحتوي الميكروغرين على الكثير من المغذيات:
فبحسب دراسة نشرت في مجلة كيمياء الزراعة والطعام، وبالرغم من اختلاف المستويات بحسب الأصناف، فإن الميكروغرين يحتوي على كمية أعلى بنسبة ٤٠ مرة من الفيتامينات، والمعادن، والمغذيات النباتية – وهي مركبات كيميائية تصدرها النباتات- من أي من النباتات الناضجة. كما وأنها غنية بالانزيمات، ما يسهّل عملية هضمها.
فعلى سبيل المثال، وبحسب قاعدة بيانات المغذيات الصادرة عن وزارة الزراعة الوطنية، تحتوي الميكروغرين الخاصة بالملفوف الأحمر على ٦٩ مرة أكثر من الفيتامين كاف، و٤٠ مرة أكثر من الفيتامين إي، و٦ مرات أكثر من الفيتامين سي مقارنة بنبتة ملفوف حمراء ناضجة.
وحين تمزج معاً، تؤدي هذه الفيتامينات دوراً أساسياً في صحتنا:
- الفيتامين إي- مضاد للأكسدة يسهم في تفادي السرطان، وأمراض القلب، وإعتام عدسة العين والألزهايمر.
- الفيتامين سي- يؤدي دوراً في تعزيز نظام المناعة، والنظام العصبي، ووظائف الدماغ المتعلقة بالتعلم والذاكرة.
- الفيتامين كاف – يعدّ هذا الفيتامين ضرورياً لتخثر الدم، واستقلاب العظام، وتنظيم مستويات الكالسيوم في الدم.
تجنب السكري والسيطرة عليه:
تحتوي أنواع كثيرة من الميكروغرين، بما في ذلك، الملفوف الأحمر، الخردل الأحمر، والميزونا على مستويات عالية من حمض السيناميك مقارنة بمثيلاتها الناضجة. وقد ثبت بأنّ هذا المركب العضوي الذي تحتويه النباتات يحسّن قدرة الجسم على تحمّل الغلوكوز ويعزّز إفراز الأنسولين. إلا أن طريقة حدوث هذا النشاط المضاد للسكري ما زالت قيد الدراسة.
الحدّ من خطر الإصابة بأمراض القلب:
تعدّ أمراض القلب والشرايين أحد أبرز مسببات الوفاة حول العالم. عبر تغيير نمط حياتنا، وإضافة المزيد من النباتات، ولاسيما الميكروغرين إليها، يمكنكم الحد من خطر تحوّلكم إلى رقم ضمن هذه الإحصائيات. في الواقع، تسهم نباتات الميكروغرين في خفض مستويات الضغط في الدم لاحتوائها على مستويات عالية من الألياف والفيتامين كاف. وبما أن ارتفاع ضغط الدم هو من أبرز عوامل الخطر بالنسبة إلى صحة القلب، فإن إضافة الميكروغرين إلى حميتكم الغذائية أمر يُنصح به بشدّة.
تجنّب الأمراض الهضمية:
تحتوي نباتات الميكروغرين على نسبة عالية من الألياف تساعد على تغذية جزئيات البروبيوتيك الجيدة في الأمعاء- فالحفاظ على صحة الأمعاء ضروري للوقاية من الأمراض الهضمية وسواها من الأمراض الأخرى.
تحسين النظر:
هل تحدقون إلى الشاشة فيما تقرأون هذا المقال؟ أكثروا من كمية الأوراق الخضراء التي تتناولونها عبر إضافة الميكروغرين إلى نظامكم الغذائي. فبحسب دراسة قامت بها مجلة The Frontiers in Plant Science، فإن مادة اللوتين، وهي مادة كيميائية نباتية متوفرة في الميكروغرين تساعد العينين على امتصاص فائض كثافة الضوء الذي غالباً ما يؤدي إلى آلام في الرأس وداء الشقيقة.
تحتوي مختلف أنواع الميكروغرين الملونة على مغذيات دقيقة متنوعة، لذا فإن تناول مجموعة متنوعة من الميكروغرين هو ما يعود بالكثير من الفوائد.
هل أنتم مستعدون لاعتماد نمط حياة صحي؟ بادروا إلى زراعة نباتات الميكروغرين في المنزل. إن هذه العملية سهلة جداً وتنمو الميكروغرين في الداخل إن وصلتها أشعة الشمس.
كيفية زراعة الميكروغرين في المنزل
- انثروا البذور على ٣ سنتيمتر من التربة في صحن زراعة أو صينية، وقوموا بتغطيتها بطبقة رقيقة من التربة.
- رشوا التراب بماء نظيف وضعوه بالقرب من مصدر للشمس أو بالقرب من لمبة.
- استمروا بريّ البذور يومياً للحفاظ على رطوبة التربة.
ستكون نباتات الميكروغرين جاهزة للقطف بعد أسبوعين أو ثلاثة. اقطعوا الأجزاء الخضراء التي تعلو التربة واغسلوها جيداً قبل استعمالها.
أضيفوا نباتات الميكروغرين إلى حميتكم الغذائية اليومية، فمصادر الفيتامينات والمعادن المكثفة هذه من شأنها تعزيز صحتكم، وإضافة الألوان، والنكهة، والشكل الجميل إلى السندويشات التي تعدّونها، والسلطات، والسموذي، والحساء، أو سواه من الأطباق الأخرى.